حفل أنغام فى رأس البر.. ترمومتر لتقييم خريطة سياحة مصر

منوعات

أنغام - صورة أرشيفية
أنغام - صورة أرشيفية


الصيف وهلته، وروائح الدندشة، واستعدادات الناس لحضور حفلات هنا وأخرى هناك، والأسئلة الدائمة فى كل صيف الدائم الناس طالعة مرسى علم؟، شرم ولا مارينا؟، خلاص مارينا «يع»، ومراسى آه هسيندا بدأت تروح عليها.

العجمى دا للبيئة طب إزاى مش كان بيانكى فى العجمى بتاع الايليت؟ ربما لكن شواطئ شهر العسل والهانوفيل والبيطاش سكن الموظفين والعمال ومأوى للـ....

إذا كان التقييم على هذا الأساس، يبقى تقييم شواطئ إسكندرية ذاتها إيه؟ يرد عليك حد ابن حلال ويقول إسكندرية مين يا عم؟ إسكندرية ليه ؟ إسكندرية فين؟، عايز تنزل مع بتوع الكلسون وقطونيل فى العصافرة ولا بحرى وحد الله يامؤمن.

طب شواطئ الفنادق الخمسة نجوم، فلسطين والفورسيزونز وهيلتون وأزور وتوليب إيه نظامهم؟ خدمة آه مياه لا، الخصوصية ينتزعونها لكل زبون، طب لو الكلام على كريزة مدن سواحل مصر هكذا فكيف يكون الكلام والرأى على مدن التصييف الأخرى لن أقول بلطيم ولا جمصة حتى لا يتمتم أحد عليا بكلام مالوش لزمة، أسأل هل يتذكر أحد رأس البر مصيف عظماء العصر الذهبى فى مصر أسمهان وفريد الأطرش وأم كلثوم ومحمد التابعى وقائمة عظماء تلك الحقبة بمن فيها الأسرة المالكة؟ تأتى الإجابة من الغالبية العظمى من المصريين وهى فين أصلا رأس البر وأين تقع من خريطة مصر؟.

أكتب هذه المقدمة لأننى نشرت العام الماضى فى مثل هذا التوقيت عن شواطئ تولد وشواطئ تموت وأن المدن الشاطئية التى كانت قبلة صفوة المجتمع ما أن تطأها أقدام العامة حتى تهرب منها الخصوصية ويهجرها روادها وتصبح معالم الصيف فيها من حفلات ومسارح ومحلات ومطاعم منتهية لأن الشريحة التى تحضر وتدفع لم تعد موجودة ويذهب متعهد الحفلات إلى حيث يجتمع ويقيم الصفوة فى المدن والشواطئ الجديدة ومنذ 90 عاما والخارطة تسير هكذا راحت على رأس البر وبلطيم وإسكندرية وظهرت مدن جديدة فى سيناء وقرى فى الساحل الشمالى بمسمياته.

لكن توقفت هذا الأسبوع عند اتصال من أحد المعارف المقيمين فى رأس البر التى أصبحت مدينة سكنية أكثر منها مصيفاً يقول إن حفلا سيقام هذا الأسبوع لنجمة الغناء المصرية أنغام بجد دا حقيقى؟ كيف فكر متعهد حفلات فى اقامة حفل لها فى رأس البر؟، وهى التى لها مكانة كبيرة وفى الصفوف الأولى للمطربين والمطربات وأجرها معدى نصف المليون وأكثر طب لو الموضوع بجد أين سيقام الحفل لأن مفيش أماكن مجهزة لمثل هذا النوع من الحفلات.

طب هتنزل أنغام فى أى فندق؟ مفيش ولا فندق خمسة نجوم هناك وهى تعد على أصابع اليد الواحدة نصف لبة لأنهم يعرفون شريحة الزبائن التى تأتى للمدينة ولو واحد من علية القوم زنقت معاه يبات فيضطر يقيم فى تلك الفنادق اللى يادوب الستارة معلقة ونضيفة والحمام فيه سخن وبارد واحمد ربنا ولو كل هذا موجود ياترى سعر التذكرة كام؟ الإجابة إن أسعار التذاكر عاملة صدمة للدمايطة 800 جنيه vip و500 و300 جنيه. إيه رأيكم شايفين إن الرقم كبير؟

إجابتى أنها أسعار بسيطة مقارنة بأسعار حفلات أنغام فى القاهرة و6 أكتوبر أو أسعار حفلات أخرى بالقاهرة يصل سعر التذكرة لـ ثلاثة وخمسة آلاف جنيه للفرد مثل حفل ماجدة الرومى الأخير، أو نجوم العالم المشاهير تحت سفح الهرم أو حتى أسعار تذاكر محمد عبده فى فنادق مصر وهذه الأسعار منذ سنوات عديدة وليست بسبب ارتفاع سعر الدولار.

وتأتى الأسئلة: هل سيقبل الجمهور الدمياطى على حفل أنغام ويدفعون ثمن تلك التذاكر؟ أنا فى انتظار الإجابة، والأهم هل تغيرت خريطة المصايف وعادت رأس البر جاذبة للمصطافين الكبار مثلما كانت من 90 عاما مضت؟ أكيد المتعهد الذى جازف بإقامة ذلك الحفل دارس الأمر كويس لذلك قرر إقامة الحفل وهل العربية تعود للخلف؟ أتمنى ذلك وتعود مدن سواحل مصر السابقة لسابق عهدها لكن المؤشر الأهم فى كل ذلك أن الخير والأمان فى ربوع كل شبر فى الوطن فهو ليس مجرد حفل لمطربة بل هو أكثر من ذلك، هو ترمومتر لمعرفة شرائح المجتمع الجديد فى مصر ومدنها، صحيح الدمايطة من أغنى أهل مصر لكن طبيعتهم معروفة، لا أقصد البخل -أنا منهم- بل هم لاينفقون فى دمياط بيطلعوا على القاهرة وإسكندرية يشتروا ويعيشوا ويقيموا أفراح أولادهم فإذا نجح ذلك الحفل معناه إن فيه أشياء تغيرت آخر عشرين عاما وهذه ثمارها.