سرطان الباعة الجائلين يعاود ضرب عاصمة المعز بعد استئصاله

تقارير وحوارات

الباعة الجائلين في
الباعة الجائلين في شوارع القاهرة


بعد مرور حلقات كثيرة من مسلسل القط والفأر الذي يقوم ببطولته الباعة الجائلين بمحافظة القاهرة، استغل البائعون حالة التراخى التي اصابت المحافظة نتيجة فراغ منصب المحافظ، وعادوا لاحتلال شوارع قاهرة المعز من جديد، الأمر الذى سبب حالة من الضيق لاهالي وسط البلد والعتبة أكثر الأحياء المتضررة من انتشار الباعة الجائلين، وقامت بوابة "الفجر" بجولة في منطقة ميدان رمسيس والعتبة، لمعرفة ماوصل إليه حال شوارعها بعد عودة الباعة الجائلين إليها .
 
بدأت جولتنا بميدان رمسيس تلك المنطقة الحيوية بقلب القاهرة نظرا لاحتوائها على عدد من المنشأت الهامة ابرزها محطة مصر ومحطة مترو الشهداء التي تربط بين الخط الأول والثانى للمترو، وعلى الرغم من قيام المحافظة بإخلائها من الباعة العام الماضى إلا انهم بدأوا بالعودة من جديد، ويقول عثمان فرغلى أحد أصحاب المحلات بالمنطقة إن الباعة الجائلين يقومون بالعودة لاحتلال الميدان تدريجيا على الرغم من صدور قرار بنقلهم الى موقف احمد حلمى، وفي حالة عدم اتخاذ المحافظة خطوة حاسمه تجاههم، ستفتح الباب أمام عدد أكبر من البائعين للعودة إلى تشوية واحتلال ميدان رمسيس، وحينها سيعود الوضع لنقطة الصفر مرة آخرى.



وتشتكى السيدة سميرة عبدربه أحد المترددين على الميدان يوميًا بحكم عملها من انتشار أكوام القمامة بجوار مسجد الفتح ذلك المسجد الذى يقارب عمره الربع قرن، متسأله كيف يمكن أن نرى هذا المنظر في منطقة حيوية مثل ميدان رمسيس قائله: "إزاى يوصل بينا الحال إننا نسيب الزبالة جنب بيت ربنا ده لو كان مبنى وزارة ولا منزل مسئول مهم كان الشارع هيتنضف كل يوم".
 
و كانت شوارع العتبة هى محطة الثانية، تلك المنطقة التي قطع المسؤولون عشرات الوعود بتنظيفها وإزالة الباعة منها، وعلى الرغم من شن عدد من حملات الازالة للباعة هناك إلا أنهم يعودون من جديد، ويقول سعد إسماعيل أحد الباعة المتجولين إن العتبة اشتهرت منذ عقود بأنها منطقة تجارية، واعتاد البائعون على التواجد فيها نظرا لتردد عدد كبير من الزبائن عليها يوميا، فإذا ارادت المحافظة إخلاء المنطقة من البائعين لابد أن توفر لهم مكان آخر يتسم بالحيوية مثل العتبة، لكي يتمكنوا من الحفاظ على مصدر رزقهم الوحيد.


 
وتسائل حسام سلطان أحد أهالى المنطقة، عن الخطوات التي اتخذتها المحافظة لتنفيذ وعودها حول تطوير العتبة والأحياء المجاوره لها، فالوضع يومياً يزداد سوء ولا يوجد أي تحرك لتطوير المنطقة كما وعدت المحافظة، كما أن انتشار هذا العدد الكبير من الباعة يؤدى إلى انتشار أكوام القمامة وحدوث العديد من حالات سرقة والمشاجرات يوميًا، مطالبا المحافظة بسرعة التحرك وإنقاذ العتبة مما هى عليه لتجنب تكرار الحوداث التي يقع ضحيتها الأهالى كالحرائق التي أصابت المنطقة خلال الشهور السابقة.
 
"انتشار البائعين في الشارع بيأثر بالسلب على رزقنا ده غير إنهم مابيدفعوش مرافق وضرائب والمحافظة كل يوم بكلام ومابتنفذش منه حاجة " بتلك الكلمات عبر محمود صلاح صاحب أحد محلات بيع الملابس بالعتبة، عن غضبه من انتشار الباعة وتراخى المحافظة في التعامل معهم، فهو يجد أن البائعين يقاسمون اصحاب المحلات في رزقهم، كما انهم لا يدفعون حقوق الدولة عليهم، فهم يحققون مكاسب أكبر من محلات كثيرة لعدم إلتزامهم  بدفع الايجارات وفواتير المياهو الكهرباء بالاضافة إلى عدم فرض الضرائب عليهم، كما أن بعضهم يسرق وصلات الكهرباء من أعمدة الإنارة وهذا الأمر يعاقب عليه القانون، فضلا عن إتلافهم  للطرق وتعطيل حركات السيرو المرور، وطالما أنهم يجدون أن المحافظة تطلق قرارات ولا تقوم بتنفيذها لن يتركوا العتبة وغيرها من شوارع القاهرة.



وواجهت بوابة "الفجر" اللواء أحمد تيمور القائم بأعمال محافظ القاهرة، بعمليات الكر والفر التي تحدث بين المحافظة والباعة الجائلين وأكد أن أجهزة المحافظة تتعاون باستمرار مع رجال الشرطة لرصد أي مخالفات من الباعة للحفاظ على مظهر ونظافة ميادين وشوارع القاهرة، لافتًا إلى أن المحافظة تعمل على الاستجابة السريعة لكافة شكاوى المواطنين من انتشار الباعة وأكوام القمامة، كما أشار إلى أن المحافظة تدرس في الوقت الحالى إعادة استغلال سوق الترجمان وكيفية تفادى الأخطاء والمشاكل التي حدثت عند نقل الباعة إليه في المرة السابقة.

وعن الوضع بالعتبة يوضح "تيمور" أن المنطقة اشتهرت منذ عقود طويلة بالتجارة  فهي واجهة للزبائن من مختلف المحافظات مما يجعلها مصدر رزق لأعداد كبيرة من البياعين، والمحافظة حاليا تعمل على توفير أسواق بديلة لبائعي العتبة بمنطقة الزويا الحمرا، كما يتم دراسة انشاء سوقا تجاريا في المطرية لتخفيف الزحام وانتشار الباعة الجائلين بمناطق عين شمس والمطرية ومصر الجديدة.