المعارضة التركية تتحدث لــ«الفجر» عن المسمار الأخير فى نعش أردوغان

العدد الأسبوعي

علم تركيا - صورة
علم تركيا - صورة أرشيفية


■ «صواش»: انقلاب الساعات الـ5 مسرحية للتخلص من المعارضة.. و«حركة جولن»: المعارضة ستدفع الثمن

تاريخ الانقلابات في تركيا

1960
أول انقلاب عسكرى قام به مجموعة من ضباط القوات المسلحة خارجين عن قيادة رؤساء الأركان ضد الحكومة

1961
محاولة فاشلة قادها الكولونيل طلعت آيدمير

1971
مؤيدو أردوغان يعتدون على جنود الجيش

1980
سيطر قادة الجيش على تركيا بعد عنف بين الطلاب من اليمنيين واليسار

1997
أجبر الجيش الائتلاف الحكومى بقيادة نجم الدين أربكان على الاستقالة

2016
محاولة لم تكتمل قادها العقيد محرم كوسا


تشبه تركيا التى يقودها الرئيس رجب طيب أردوغان، مثل أى ديكتاتورية موجودة فى البلدان المتخلفة، البعض يخشى الحديث عبر الهاتف خوفاً من آلات التسجيل التى تطارد الرأى الآخر، وتتعقب همساته وأحلامه، ودردشاته مع الأصدقاء والأسرة.

بعض المعارضين الذين التقتهم «الفجر»، خلال وجودهم فى القاهرة، بالمصادفة مع وقوع انقلاب الساعات الـ5 فى أنقرة، كانوا يرفضون الحديث وجاءت تعليقاتهم حول الأزمة تتسم بالتحفظ، لكن عيونهم كانت ناطقة بالخوف من المصير المجهول لهم.

جميع من التقينا بهم أكدوا أن الأحداث الماضية، لاتدع أمام المواطن التركى أو العالم، مجالاً سوى لفكرة أن ما جرى ضد الديمقراطية، وأنها تمثيلية أعدها حزب التنمية والعدالة الحاكم، بحرفية حتى يكسب أردوغان مزيداً من التعاطف الشعبى والمساندة الدولية، لكنهم أكدوا أيضاً أن ما جرى هو المسمار الأخير فى نعش الديكتاتور، الذى أراد التخلص من منافسيه مرتدياً «قفازات بيضاء اللون»، حتى يبنى ديمقراطية ملاكى بأرواح المعارضين، الذين يريد صراحة إعدامهم.

الدكتور نوزاد صواش، المشرف العام على مجلة حراء، التابعة لجماعة فتح الله جولن، قال إن النتائج النهائية بعد 4 ساعات من العنف كانت أقرب إلى ثورة غضب للجيش ضد حكومة حزب العدالة والتنمية.

فى فجر اليوم الثانى من الانقلاب، تم اعتقال عشرات الجنرالات من الجيش، و3 آلاف جندى، و9 آلاف موظف و٢٧٤٥ قاضياً ووكيلاً للنيابة فى حملات مداهمات فى مختلف أنحاء البلاد، كل هذا الحجم من الاعتقالات ينفى تماماً تاريخ الثقافة التركية فى الانقلابات ويؤكد أن ما حدث مجرد مسرحية للقضاء على أى معارض لأردوعان والدليل أن عدداً من الجنود أكدوا أنهم لم يعرفوا أى شىء عن وجود انقلاب عسكرى على نظام الدولة، واعتقدوا أنهم ينفذون تدريبات عسكرية.

ما جرى فى مسرحية الساعات الـ5، ليس له علاقة بأى أشكال الانقلابات، خاصة أنها معروفة ومعتادة فى تركيا.

الخلاصة أن أردوغان ورفاقه يخططون لفصل تركيا عن العالم وتأسيس دولتهم العثمانية التى يحلمون بها، وهو ما جعل أردوغان يفتح أبواب إسطنبول للجميع، ولكن الأهم أن الرأى العام العالمى غير مقتنع بتلك المسرحية حتى الآن ويدعم الديمقراطية.

وأضاف مسئول بحركة جولن، الموجود حالياً بالقاهرة، رفض نشر اسمه، إن الفترة المقبلة، صعبة جداً بالنسبة لجميع أعضاء الحركة خاصة بعد اتهام أردوغان المعلن للحركة بأنها مدبرة الانقلاب وأنها جماعة إرهابية، مشيراً إلى أن ما حدث فى تركيا، تمثيلية تم التخطيط لها بعناية، إرسال رسالة للحركة وجميع المعارضين أن نهايتهم اقتربت جداً، وهو ما كان واضحاً جداً لأن جميع التفاصيل تؤكد أن أردوغان وحكومته نفذا لعبة، مفضوحة لأن نزول الجنود إلى الشوارع جرى فى وقت كانت الشوارع ممتلئة بالبشر.

وأضاف مسئول الحركة، أن الدليل الثانى على لعبة الانقلاب المفضوحة، أن الأحداث لم تجر فجراً، حتى يتمكن منفذو الانقلاب من السيطرة على الأوضاع، ودون أن يتم القبض على الرئيس وجميع قيادات الحكومة، ولكن الغريب أن جميع القيادات بالدولة كانت تطلق التصريحات بحرية شديدة، يحرضون الشعب من خلال جميع القنوات التركية على النزول فى الشوارع، والأغرب اكتفاء الانقلابيين بإجبار مذيعة قناة تى آر تى على إذاعة بيان، وكيف يتم تدبير انقلاب فى مدينتين فقط، إحداهما إسطنبول التى تضم غالبية أنصار أردوغان.

وتابع: إن لعبة أردوغان فشلت وأيضاً أنها ستهدم الدولة التركية خلال السنوات القادمة وستنتشر البلطجة فى كل أرجاء الدولة ونظام الميليشيات سيكون هو البديل عن الجيش التركى الذى يريد الرئيس التركى التخلص منه، على غرار ما فعله فى المعارضين بما فيهم حركة جولن، والتى اتهمها بأنها تنظيمم إرهابى، وحالياً يؤكد أنها منظمة إرهابية مسلحة.

ممثلو المعارضة التركية، كان لهم نفس الآراء حول الأحداث التركية الجارية، ولكنهم لا يتطرقون للأمر، حتى لا ينشب صراع يضر تركيا فى الوقت الحالى، فى محاولة للحفاظ على الشكل الديمقراطى للدولة التركية، خاصة بعد إهانة الجيش التى جرت أمام شاشات الفضائيات حول العالم، واكد عدد من أعضاء البرلمان التركى عن عدة أحزاب معارضة، أنهم سيواجهون حكومة أردوغان بقوة خلال جلسات البرلمان، لمعرفة حقيقة ما حدث فى تركيا، لكشف حقيقة الأحداث وإذا كانت مؤامرة للقضاء على المعارضة أم لا، خاصة أن العديد من البرلمانيين الأتراك كان لديهم معلومات قبل أشهر عما حدث، ولكن كان ينقصهم معرفة التوقيت، ووافقوا على إجراءات الحكومة لقمع المعارضين وملاحقتهم على خلفية الأحداث.

النائب البرلمانى أوزتورك يلماز، عن حزب الشعب الجمهورى، أحد أكبر أحزاب المعارضة فى تركيا، قال إن ما شهدته بلاده خلال الـ5 ساعات كان كارثة حقيقية وليس مجرد انقلاب، ومسرحية وافقت عليها الحكومة لزيادة نفوذ أردوغان وتمرير مصالح بعض أحزاب المعارضة وجميع الشواهد كانت تؤكد أنه انقلاب عسكرى، ولكن ما حدث بعده كشف الخدعة التى نفذها أصحاب المصالح على حساب كرامة الجيش والوطن.

وأضاف يلماز إن الرئيس أردوغان وحكومة حزب العدالة والتنمية، حاولوا بناء دولة جديدة بدون معارضة، وشنوا حملة واسعة ضد الحقوق والحريات، وقاموا باعتقالات عشوائية، متوقعاً مزيدا من ممارسات العنف والبلطجة ضد معارضى أردوغان.