انهيارات الكباري.. "فساد يقتل أرواحا بريئة"

تقارير وحوارات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


أصبحت حوادث الطرق في مصر مشهدا أساسيا وطقسا يوميا من الطقوس السيئة التي تحصد الكثير من الأرواح، وترجع هذه الحوادث إلى العديد من الأسباب منها ما يتعلق بأخطاء السائقين، التي لا تخلو منها الطرق دائما ومنها ما يتعلق بالطرق ذاتها، وهي الكباري، والطرق الممهدة، والأخطر في ذلك هي مشكلات الكباري التي تنهار فجأة نتيجة للعديد من العوامل، من بينها الفساد المنتشر، وكذلك عدم الاهتمام بذوي الخبرات، خاصة في إنشاء تلك الكبارى، مما يجعل حوادثها دائمة ومتكررة.

"الفجر" ترصد بعضا من هذه الحوادث بعد تكرار هذا الحادث عدة مرات على النحو التالي:

انهيار كوبري منشأة قرية كفر أبو جمعة

 كانت هذه آخر الحوادث، حيث شهد طريق "القاهرة - الإسكندرية"، صباح السبت، انهيار كوبري منشأة قرية كفر أبو جمعة، بمنطقة قليوب عقب صيانته أمس الجمعة، ما أدى لشلل مروري وتحويل السيارات المارة للطرق الفرعية.

انهيار كوبري طريق "المحلة - كفر الشيخ" الدولي

وليس هذا هو الحادث الأول من نوعه، حيث تسبب الإهمال والفساد أيضا في عمليات انهيارات سابقة للكباري والتي كان أخرها الانهيار الذي شهده جسر كوبري طريق "المحلة - كفر الشيخ" الدولي أمام قرية نمرة البصل، وسقوط "الدبش" على المنازل من ارتفاع 8 أمتار، ما تسبب فى إصابة 5 أشخاص بإصابات خفيفة.

 وحينها قرر مدير عام المشروعات عمل "جسات" للإسفلت في موقع الانهيار، واستدعاء مسئولي الشركة المنفذة للكوبري لإحضار خرائط التصميم، فيما طالب الأهالي المسئولين بتحويله إلى جدار خرسانى بدلا من "الدبش"، خشية انهيار الكوبري وحدوث كارثة تؤدى إلى وفاة أحد المواطنين، كما حدث.

انهيار كوبري سوهاج

كما يعتبر انهيار كوبري الجامعة بسوهاج من أشهر الوقائع، والذي حدث في  شهر فبراير الماضي، حيث  وقع انهيار جزئى فى الكوبرى، عقب تشغيله بـ7 أشهر فقط، وقبل افتتاحه رسميا، وبلغت مساحة الهبوط نحو 70 مترا، وسرعان ما تم تشكيل لجنة للتحقيق في الحادث خاصة أن الكوبري كان جديدا ولم يفتح رسميا بعد، وتوصلت إلى أن الحسابات التى تم تنفيذها قبل البدء في أعمال إنشاء الكوبري غير مطابقة للمواصفات.

وعلق حينها الدكتور أيمن عبد المنعم محافظ سوهاج ساخرا على هذه "بأنها قمة الإعجاز الهندسي انهيار كوبري قبل ما يشتغل"، وأصدر قرارا بتحويل الشركة المنفذة للمشروع للنيابة العامة، للتحقيق في هذا الفساد.

انهيار كوبري بالدقهلية

كما تكرر الأمر أيضا في  قرية الأورمان التابعة لمركز طلخا بالدقهلية، حيث ظهرت تصدعات فى كوبرى بلقاس، بعد مرور عام واحد من استلامه، هذا الأمر الذي أدى إلى انقلاب سيارة نقل  أثناء مرورها من أعلى الكوبري، وسقوط السيارة في إحدى الترع، وإصابة سائق السيارة بكسر فى الساقين، وتم نقله لمستشفى طلخا العام لتلقى العلاج.

تصريحات متضاربة

 وأثناء هذه الكارثة تضاربت تصريحات المسؤولين، حيث أكد البعض على أن الانهيار يرجع إلى تأثر مفصلات حديد الكوبرى بسبب النيران التي تنتج من حرق القمامة أسفل الكوبري، فيما نفى حينها محافظ الدقهلية صحة تلك التفسيرات، موضحًا أن الانهيار يرجع لمرور سيارتين نقل فوق الكوبري بحمولات ضخمة.

انهيارات بكوبري محلة روح

كما لاحقت الانهيارات أيضا كوبري "محلة روح" والتي ظهرت فيه تصدعات في مطلع ومهبط الكوبري، وقرر اللواء أحمد ضيف محافظ الغربية حينها، تشكيل لجنة هندسية لفحص الكوبري، وذلك بعد إجراء معاينة منه للكوبري بعد الشكاوى التي وردت له.

يذكر أن الكوبري الذي تمت إقامته أعلى مزلقان السكة الحديد بهدف منع الحوادث الناتجة عن مرور المزلقانات بدأ العمل به منذ أكثر من عامين فى عهد محافظ الغربية الأسبق محمد نعيم، وتم افتتاحه في عهد المحافظ السابق سعيد مصطفى كامل خلال شهر مارس من العام الماضي.

واستطلعت "الفجر" بعضا من آراء المواطنين، حيث أعرب الكثير منهم عن غضبه إزاء هذه الانهيارات التي تظهر في الكباري فجأة، مؤكدين أن الفساد الذي يطال المؤسسات العاملة في هذه الكباري هي السبب في ذلك.
 
ومن بين المواطنين أحمد حسام، موظف، شاهد عيان على الحادثة الأخيرة بانهيار كوبري قليوب الذي ندد بهذا الأمر، مؤكدا أنه أثناء رجوعه من عمله لأحظ انهيار الكبرى، والذي لم يتسبب في أية إصابات، مشددا على أهمية محاسبة المقصرين، وتطبيق عقوبة قاسية كون هذا الفساد من الممكن أن يسبب قتلى بالعشرات.

وأكد أيضا اللواء يسري الروبي خبير الطرق الدولي، أنه لا يمكن تحميل جميع أسباب الانهيارات والتصدعات الحاصلة لمن يقومون بالعمل على تلك الكباري، لكن لا يعني تحميل كل الأسباب للسائقين وحدهم.

وأضاف في تصريحات خاصة، أن الأسباب تأتي كثيرة للغاية ومنها عدم التزام السائقين بالحمولة التي حددت لهم، موضحًا أن هذا هو العامل الرئيسي في زيادة معدلات انهيار الكباري، لافتًا إلى أن بعض من يعملون على هذه الكباري أيضا يتسببون في مشكلات، خاصة إذا ظهرت تشققات قبل دخول الكوبري مرحلة الاستخدام.