د. رشا سمير تكتب: النساء يعترفن جهرا

مقالات الرأي



بين البوح والكتمان ألف قصة حب وخيانة وقهر

ماخفى لم يعد أعظم لأن مساحة البوح أصبحت هى الأعظم
نساء خرجن من تحت عباءة المواراة فاتهمهن المجتمع بالفجور

ورجال رجمتهن النساء على صفحات الفيسبوك فتحولوا إلى أصنام للخطيئة

(Confessions of a married woman) 
(I know him & I know her).. 
صفحات على مواقع التواصل الإجتماعى أشعلت نار الفتنة فى العلاقات الإنسانية فأحالتها إلى رماد

■ صديقتى أرسلت لى مقطع فيديو تمارس فيه الحب مع زوجى.. وقبل الانفصال قررت أن أخونه مع أقرب أصدقائه ليعلم مرارة القهر وعذاب الخيانة

■ لم أندم لأننى قدمت عذريتى لشخص أحبه.. وأنهيت العلاقة لأن الزواج سيقيدنى.. وعندما نويت الاستقرار شعرت بالحيرة هل أصارح الطرف الآخر أم أعيد عذريتى على يد طبيب؟


تعودت النساء أن يقبعن خلف المشربيات ويهمسن دون أن يسمعهن الرجال.. تعودن أن يعترفن سرا من خلف الخمار المخملى بوشوشات من الدانتيلا.

وأن يبحن بمكنون أنفسهن من وراء جدران الحرملك..دون أن تلمحهن العيون أو تلوك سيرتهن الشفاه.

احترفت النساء قديما لعب دور الفريسة ولم يعتدن يوما أن يتقمصن دور القناصة..فلا الرجال أتاحوا لهن الفرصة ولا المجتمع تعود أن يستمع إليهن.. ثم جاء قاسم أمين ليفتح لهن القفص ويمنحهن الفرصة.. فرصة أن يحُلقن فى فضاء الحُرية.

لكن يأبى المجتمع الاعتراف بهن ويعيدهن إلى سجون العنترية الذكورية من جديد..

وما بين بداية القرن ونهايته..يعيد التاريخ صياغة الأشياء..فيكتب من جديد فصولا فى حرية المرأة وتواجدها فى مجتمع لا ينحاز إلا للرجال..

فيصحح التاريخ أكذوبة أن محرر المرأة هو.. قاسم أمين!..لأن فى الحقيقة...محرر المرأة هو..مارك زوكربيرج!.

الشاب ذو الثلاثين ربيعا الذى فتح صفحات الفيسبوك على مصراعيها أمام الجميع..

فأصبحت كل الأسرار مشاعا..وكل الحكايات متاعا..فأدخل النساء قفص الاتهام.

لم يكن من الممكن يوما أن تتحدث المطلقة أو تفصح الخائنة عن نفسها أو تتمسك الزوجة الثانية بأسبابها..أو حتى أن تكشف الزوجة المُهملة النقاب عن نفسها.

أما اليوم ومن خلال صفحات الفيسبوك بالتحديد..أصبحت هناك مساحة كافية للنساء كى يعترفن جهرا وأن يبحن بأسرارهن على المشاع دون ندم ولا خوف من نظرة المجتمع..

أطلقت النساء groups أو مجموعات على الفيسبوك لعرض مشاكلهن والاستماع إلى بعضهن البعض..بل وإسداء النُصح إلى كل من مررن بتجربة مشابهة.

طرحت طبيبة شابة على صفحات الفيسبوك جروبا أطلقت عليه اسم (Confessions of a Married Woman).

بدأت الفكرة بسيدة شجاعة قررت الاستماع وإبداء النصيحة فى مشاكل أقرانها من النساء..ففتحت لهن صفحات الفيسبوك وفتحت لهن صفحة قلبها ليس فقط لتستمع، بل لكى تساعدهن فى إيجاد الحل..الجدير بالذكر أن الجروب لا يسمح لأحد بالانضمام إليه إلا إذا تمت إرسال إضافة من قبل إحدى العضوات من باب الثقة.

فانضمت واحدة وأضافت صديقتها..ثم حكت الصديقة لأخريات..فأثار الموضوع فضولهن..فانضمت العشرات..ثم المئات..وبدأ الاسم يتداول بقوة بين النساء فى عوالمهن الخاصة حتى وصل عدد عضواته اليوم إلى 64 ألف سيدة!.

تُرسل السيدات مشاكلهن الخاصة عبر البريد إلى الطبيبة التى ابتكرت الفكرة..فتقوم بطرح الرسالة على الحائط الرئيسى للمجموعة مع احترام سرية الراسلة.. تكتب رقم المشكلة فى البداية، ثم السؤال الرئيسى: هل أنت متزوجة؟..فيكون الرد بمثابة: متزوجة أو مطلقة أو عزباء.

ثم تبدأ السيدة فى السرد لطرح مشكلتها.. وتتولى العضوات الرد عليها بطرح الحلول كما يتراءى لهن من خلال تجارب مماثلة مررن بها.

استوقفتنى المشكلات وهالنى ما قرأت وأدخلتنى معاناة النساء إلى دنيا جديدة ربما كنت على دراية بها أو أضافت إلىّ التجارب ألف علامة استفهام وألوفا من علامات التعجب.

وتزاحمت فى رأسى التساؤلات... هل أصبحت النساء تمتلكن كل تلك الشجاعة لتبحن بمشاكلهن دون خوف من انتقاد أو أصابع اتهام تعود المجتمع أن يبقيها جاهزة فى الأدراج ليشير بها إلى كل سيدة قررت أن تقف فى وجهه؟!..

كيف استطاعت فتيات هذا الجيل إشهار سيوفهن فى وجوه الرجال وقررن أن يخضن حرب الوجود دون دروع ولا خوف من السهام الذكورية؟!..

كيف انزلقت الطبقة المتوسطة وفوق المتوسطة إلى هوة العلاقات المشبوهة والخيانات الزوجية والتطاول على كل القيم؟

كيف انكشف غطاء المجتمع ليترك الجميع فى العراء..دون خوف ولا خجل ولا حتى لمحة ندم؟.

الإجابة ببساطة هى..غياب القيم..واندثار الطبقة الوسطى التى طالما تمسكت بالعقائد واستطاعت أن تعلم أولادها الاحترام..بالإضافة إلى الانفتاح المجتمعى الذى جعل من الممنوع مرغوبا ومن كل المستتر مباحا.. هكذا أصبحت الأشياء لا تقاس إلا بالمال..

اختلطت المبادئ..وانهارت القيم..وأصاب المجتمع حالة من الانحلال تدعونا لأن نتوقف لحظة ونسأل أنفسنا: أين نحن الآن من الحرية بمعناها الحقيقي؟

والإجابة هى فى الواقع بين سطور تلك المشكلات.


1- ونسيت أنى امرأة

سيدة متزوجة تكتب الآتى:

((تزوجت منذ 9 سنوات..وأنا الآن أم لطفلين..نصحنى الجميع قبل أن أتزوج بأنه شخص غير مناسب..وبالتحديد وصفوه بأنه «خيبة»!

بعد الزواج اكتشفت أنه ارتبط بإحدى زميلاته فى الجامعة وتركها لأن والدته أجبرته على ذلك..فلم أبال كثيرا..ولكننى ربطت الأشياء ببعضها عندما اكتشفت أن كل ما يريده من الزواج هو الفسحة والخروج ولعب الفيديو جيمز ودمتم!..

وتأتى فى نهاية أولوياته علاقتنا الزوجية!..

لم أفهم سر انصرافه عنى على الرغم من كونى جميلة ومهتمة بهندامى كثيرا بشهادة الجميع..حاولت أن أقترب منه ولكنه انصرف عنى بمشاهدة الأفلام الجنسية.. وعلى الرغم من كل هذا وذاك تحملت مسئولية المنزل والأولاد بنفس راضية لأنى أحبه..

أقوم بإصلاح الأشياء والاهتمام بتمارين الأولاد وتعليمهم..حتى إن زيارة أهله أصبحت من واجباتى التى تغاضى عنها هو. تحولت مع الوقت إلى رجل من كثرة الأعباء ونسيت أنى أنثى!..

واليوم بعد مرور تسع سنوات اضطربت نفسيا وأصبت بعصبية شديدة وصارحته كثيرا فكان يتهمنى بالمادية والشهوانية..وها أنا أكتب إليكم اليوم وكلى أمل فى أن تفيدونى..هل أطلب الطلاق أم أعتاد الصمت مثل كل النساء الأخريات؟)

ج: وتتنوع الردود بين من تنصحها بالذهاب إلى مستشار فى العلاقات الزوجية..وبين من تواسيها بأننا كلنا هذا الرجل..وبين من تنصحها بالطلاق فورا لأن الرجال صنف واحد فقط..والأغرب حقا هو رأى من نصحتها بخيانته فى السر لتحتفظ بكيان الأسرة وتجد بعيدا عنه المتعة التى تتوق إليها!..


2- امرأة صريحة

سيدة على وشك الزواج تسأل الآتى:

بدون مقدمات دعونى أصرح لكم بأننى فتاة فقدت عذريتها منذ فترة ولم أندم على ذلك لأن ذلك حدث مع شاب أحببته بصدق وكان من المفترض أن نتزوج ولم يحدث..وأحب أن أوضح لكم أن قرار إنهاء العلاقة كان قرارى..فأنا لم أستطع الالتزام بعلاقة قد تفقدنى حريتى!

ومن ثم توالت العلاقات فى حياتى..وحين اقتنعت أنه أصبح علّى أن أصبح زوجة وأما وأدخل فى علاقة جادة..لم أعد أجد الرجل المقنع.. وتمت خطبتى بالفعل إلى شاب جاد لكنه كلاسيكى جدا..وفى لحظة تصورت لأننى صريحة جدا أنه يجب علّى أن أخبره بحقيقة فقدانى لعذريتى، لكن وبكل أسف لم يتفهم الموقف وتركنى، ومنذ عام قابلت شابا آخر واتفقنا على الزواج على الرغم من عدم اقتناعى التام بالشخص إلا أننى اقتنعت بالفكرة..فكرة أنه آن أوان الارتباط.

سؤالى هو: هل أصارحه بأننى لست عذراء؟ أم أتركه للمفاجأة فى ليلة الزفاف؟ أم قد توفرون علىّ الجدل وتقترح إحداكن اسم طبيب متخصص يقوم بعمليات إعادة العذرية؟

ج: الغريب حقا أن معظم الإجابات انحازت لمبدأ «إن الله حليم ستار»..لا تفضحى نفسك واذهبى للطبيب فورا..وهناك من مررن بنفس التجربة وأجزمن لصاحبة المشكلة أن العملية سهلة ومضمونة مائة بالمائة!..

كما ردت إحداهن بثقة شديدة: أنت سيدة صريحة ومتسقة مع نفسك..كل الرجال فقدوا عذريتهم ولكن الوضع عادى ولا يصرحون بذلك..لا تتزوجى رجلا رجعيا يسألك ويحاسبك..لماذا نتقبلهم ولا يتقبلون أخطائنا!.


3- لست خطافة رجالة

تحكى امرأة مطلقة وتنتظر الإجابة:

(أنا مطلقة منذ 5 أعوام وليس لدى أطفال.. ابنة عائلة سليلة وامتلك من الجمال ما يبعث الثقة فى نفسى..أعمل فى شركة عالمية بمرتب كبير..ولدى من الأصدقاء ما يكفى لملء وقتى وحياتى.

ولأن الزيجة الثانية عادة ما تبدأ بالعقل حتى لا تنتهى نفس نهاية الأولى، فقد التقيت رجلا متقاربا معى فى الفكر..مظهره لائق وهادئ بل رومانسى جدا..صرح لى بأنه متزوج من سيدة لم ينكر أبدا أنها أم رائعة وزوجة وفية وأنجبت له ثلاثة أولاد هم كل حياته..المأساة الوحيدة أنها لم تستطع احتواءه أو منحه العاطفة فبات كل ما يربطهما هو الشكل الاجتماعى والأولاد.

أحببته وأفكر جديا فى الارتباط به ولكننى أخشى نظرة المجتمع لى كزوجة ثانية وخطافة رجالة.

ج: ردت إحداهن بسخرية: كل الرجال الذين يسعون للزواج بأخرى تكون حجتهن واحدة..زوجة لا تتفهم قدراته العاطفية ولا تستطيع احتواءه! وإن بحثت جيدا وراءه لوجدتيه خائنا وحقيرا وكل ما يقوله لك مجرد إسطوانات متكررة.

هذا لم يمنع كل الزوجات الأخريات من مهاجمة صاحبة الرسالة واتهامها بأنها سيدة بلا أخلاق وطبعا..خطافة رجالة!.


4- زوجة مخدوعة بعلم الوصول

مطلقة منذ شهور:

تزوجته عن قصة حب.. أحببته بقلبى حتى وإن أفقت على عقلى يدعونى للتراجع نظرا لظروفه الصعبة ولم أبال..هو شاب متوسط الحال مكافح لم يمتلك القوة المادية التى تسمح له بتأسيس بيت، فتحديت أهلى وقررت أن أساعده فى كل شىء..أقرضته النقود ليشترى لى الشبكة اللائقة من وراء أهلى..وساعدت فى تأثيث البيت بل لم أخجل من الصرف على البيت من الألف للياء بحجة أن العين بصيرة واليد قصيرة.

المفاجأة أننى اكتشفت خيانته منذ الشهر الأول لزواجنا..لم يترك صديقاتى ولا قريباتى ولا حتى الخادمة إلا وراودها عن نفسها..والمفاجأة أننى صارحته..فكان ينكر بشدة ويشعرنى بالخجل من مجرد الشك فيه..وكنت أصدقه لأننى أردت تصديقه..فقط لأننى أحبه بجنون.

نعتتنى أمى بكل الألفاظ واتهمتنى بأننى ضعيفة وجبانة بل وضيعة..لم تهزنى كلماتها أو تجعلنى أتراجع عن موقفى المخزى..لمجرد أننى أحببته ومازلت!..

تبدل الحال فجأة بعدما بعثت صديقة مقربة منى مقطع فيديو لها مع زوجى العزيز وهما يمارسان الحب معا!..وكأن عينى أخيرا رأت ما سبق ورفض عقلى تصديقه..وكأن خيانته أصبحت مُسجلة بعلم الوصول..فى هذا اليوم فقط اتخذت قرارى وطلبت منه الطلاق بعد 15 عاما من الزواج!..

وقبل أن أطلب الطلاق..قررت أن أصفعه بنفس اليد التى امتدت يوما لتحنو عليه.. وببرودة لم أعتدها ودون أى مشاعر قررت أن أخونه مع صديقه الذى رحب بكل بساطة ولم يفكر مرتين!..

الغريب حقا أننى لم أشعر بأى تأنيب لضميرى ولم أذرف حتى دمعة ندم واحدة..وأخيرا حصلت على الطلاق!.

سيداتى الأعزاء..لا أريد المشورة..فقط قررت أن أقص عليكن تجربتى عل بين سطورها ما يفيد إحداكن لو قررت يوما أن تضحى من أجل رجل!

جـ: استجابت النساء على هذه السيدة بطريقتين..إما بالاستنكار الشديد وإما بالثناء على شجاعتها لرد الصفعة..وطبعا انهالت الشتيمة على معشر الرجال.

واحدة فقط استجابت بشكل أكثر عقلانية قائلة: كيف استطعت أن تحتملى 15 عاما من الخيانة بكل هذا الصبر والمثابرة؟


5- أخون أو لا أخون..هذا هو السؤال؟

أنا سيدة متزوجة وكل ما أرجوه منكن ألا ترتدين ثياب الوعاظ..
تزوجت فى العشرين من عمرى بناء على إلحاح من والدتى لأن العريس كان مقتدر ماديا على الرغم من كونه شخص كلاسيكى وممل منذ اليوم الأول..إلا أن أمى نصحتنى بأن المال قادر على جعله لطيفا ومقبولا!..

الحقيقة أن هذا لم يحدث، فقد وجدته مملا وعاقلا بشكل إستفزازى..وبعد إنجابي ولد وبنت لازال لا يعطينى الرومانسية التى أشتهيها..ولازال لا يأخذنى بين أحضانه ونحن أمام التلفزيون..كم تمنيت لو اشترى لى زهورا أو فاجئنى بعشاء رومانسي على ضوء الشموع..
ولكنه رجل عملى ممل لا يتحدث سوى بالأرقام وعلاقتنا تبدأ وتنتهى بلا أى دفئ حقيقي!..

حتى أوقعنى القدر فى حب زميل لى..رجل رائع رومانسي حالم..يعشق الزهور وصوت العندليب..يفاجئنى كل يوم بشئ جديد..بهدية مختلفة..بعشاء فى مكان هادئ ورقصة حالمة على ضوء الشموع..

بعد عامان من الحب فى الظلام الذى لم يخرج عن مجرد همسات ولمسات وبعض المناوشات البسيطة..أصيب إبنى بمرض السرطان!..
شعرت للحظة أن الله قرر أن يعاقبنى وبالتالى قررت أن أبتعد عن حبيبي..

ولكن تصوروا..لم أستطع أن أتركه حتى بعد أن أنزل الله على عقابه، فهو يعوضنى عن زواجى الصامت..

لا أدرى ماذا أفعل؟ وأرجوكم من كانتم منكن بلا خطيئة فقط هى المسموح لها أن ترمنى بحجر.

ج: نصحتها الكثيرات باللجوء إلى الله..واتفقت معها الكثيرات فى أن الأزواج المملون يدفعون زوجاتهم للخطيئة ثم ينكرن عليهن حق الإنزلاق فيها..
وأضفن أن الرجل الشرقى رجل متعجرف لا يرى إلا أنه على حق ولا يرى حقوق زوجته النفسية عليه..فالمرأة التعيسة هى زوجة تعيسة وبالتالى فهى تخلق أمة تعيسة.


6- بعت نفسي للشيطان:

متزوجة وأعول طفلة صغيرة..

كنا زملاء فى الجامعة وبدأت قصة حبنا منذ اليوم الأول لجلوسي بجانبه داخل المدرج..أصبح كل دنياى وأصبحت ملجأه وملاذه..

تقدم لخطبتى..ورفض أهلى لأنهم رأوا أننا صغار السن وهو شاب لا يبدو عليه سوى الإستهتار..لكنى حاربت من أجله وقررت التمسك بحبي.
منذ الشهور الأولى لزواجنا عرفت أن زوجى واقع فى براثن الإدمان واستطاع ببراعة أن يُخفى على تلك الحقيقة..

المأساة الحقيقية أنه إستطاع ببراعة أيضا أن يستدرجنى لهوة الإدمان..فمن الحشيش إلى الهيروين إلى ضرب السرنجات..جربنا كل الأشياء..واستيقظت على بيت أهملته وأطفال بؤساء يبكيان وأنا فى حالة مزاجية لا تسمح لى بالتعاطف معهم..

ذهبنا إلى المصحة مرات معا..ثم عدنا من جديد إلى التعاطى..

وأنا اليوم أكتب إليكن بعد 4 محاولات فاشلة وبعد أن قررت أن أعطى أولادى لإبنة خالتى وأذهب إلى مصحة بعيدة فى الهرم وأغلق على نفسي كل الأبواب حتى لا أعود مجددا.

أكتب إليكن ليس بغرض الوعظ ولا الإستجداء ولا الشماتة ولا حتى العبرة..فقط أكتب إليكن لأطلب منكن الدعاء لى فى صلواتكم.. أرجوكوا إدعوا لى..


7- أنا وزوجى وصديقه

تزوجت فيما يسمى بزواج الصالونات..زواج تقليدى لم يخل من محاولات إقناع أبى وأمى لتقبل العريس الهادئ المحترم، وتزوجته مثل أى فتاة تحلم بالفستان الأبيض وشهر عسل وعشق لا ينتهى..اكتشفت منذ الأيام الأولى للزواج أن زوجى غريب الأطوار قليلا.

ليس لديه إقبال على علاقته الخاصة بى.. لا يقترب منى إلا نادرا.. وهو دائم الأعذار.. تصورت أن المشكلة عضوية..فاستشرنا طبيبا أكد لنا أنها مشكلة نفسية وليست عضوية.

كان لزوجى صديق مقرب منه موجودا بيننا طول الوقت، ربما بدافع أنه شريكه فى المكتب وربما لأنه كان يرتاح إليه..ولأنه كان شابا ظريفا فقد أصبح مع الوقت مثل أخى.

فى أحد الأيام فوجئت بزوجى يطلب منى أن أناديه أثناء علاقتنا الخاصة باسم صديقه..فاستغربت.. ولكنه أصر..وحين وافقته على طلبه لاحظت أنه بات سعيدا وتكررت لقاءاتنا بهذا الطلب الغريب.

حتى فوجئت به يفتح الموبايل يوما ويدخل فى (تشات) خاص مع صديقه بالكاميرا ونحن فى غرفة نومنا.. فاعترضت وثرت ثورة عارمة وأغلقت الهاتف على الفور..وتشاجرنا حتى تطور الأمر إلى حد أنه صارحنى بأنه لن يقترب منى مجددا إلا فى وجود صديقه. فماذا أفعل؟

ج: انهالت الردود على صديقتنا بالإيفيهات المضحكة على غرار: لو بحثت جيدا لاكتشفت أنه على علاقة حب بصديقه أو متزوجه بعقد عرفي!..

نصحتها أغلب العاقلات بطلب الطلاق فورا..وتراوحت إجابات أخرى ما بين: اعرضيه على طبيب نفسى..أو..اطلبى من شيخ أن يحدثه.

وقالت واحدة بنبرة جادة: لماذا لا تطرقين باب المغامرة ولو لمرة وتجربين صُحبة صديقه، ربما تكون مختلفة!.


8- I know him

ويتفتق ذهن النساء مجددا عن فكرة أخرى أكثر جنونا، دفعتهن لخلق صفحة جديدة على الفيسبوك أسموها (I know him) وجعلوها جروبا مغلقا فقط على السيدات فلا يجوز لعضوة إضافة عضوة جديدة إلا إذا تم التأكد من هويتها وشريطة أن تكون صديقة لإحدى العضوات.. ووصل عدد عضوات هذا الجروب فى وقت وجيز إلى 28 ألف عضوة.

وقام الرجال باستعمال الأسلحة المضادة للصواريخ النسائية وقاموا بعمل جروب مغلق على الرجال فقط للرد على النساء وأسموه بالمثل (I know her)..وقد وصل عدد أعضائه حتى هذه اللحظة إلى 10 آلاف عضو.

وطبعا الستات تكسب!.

ثم بدأت الحرب..

ولأن مصر ليست إلا أوضة وصالة بحد تعبير الكثيرين..فقد أحدث الجروب حتى اليوم أكثر من واقعة طلاق بل وصل الأمر إلى جريمة قتل..قيل إن الدافع لها رجل خان امرأة وانتقمت منه..ولا أحد يعلم حقيقة هذا الأمر حتى اليوم.

كما اكتشفت فتاة بالصدفة من على نفس الجروب عن طريق قصة واسم متشابه أن أباها قد تزوج بأخرى على أمها وقد أنجب فتاة كبيرة..تعرفت عليها من على صفحات الجروب.. وأصبح الاختيار المستحيل أمامها طريقين كلاهما مُر..هل تفضح أباها؟ أم تنسى أن لها أختا؟.

وبالمثل قام الرجال بنشر صور فتيات تورطن معهن فى علاقات عاطفية قد تطورت فى كثير من الأحيان إلى حد الخيانات الزوجية فى محاولة لتقديم النصح لبنى جنسهم..

اشتد وطيس الحرب بين الجنسين..وسط استنكار من المتحفظين من أبناء الطبقة الوسطى الذين قالوا ببساطة: إن ما ستره الله يجب ألا يفضحه إنسان.

الحقيقة أن الستر هو أساس العلاقات المشبوهة من وجهة نظر الكثيرين..وأن التوبة محاولة لا تنجح إلا إذا بقيت العلاقة بين الجدران المغلقة..هنا فقط تنتهى العلاقة فى طى الكتمان.


تحية لمحرر المرأة

هكذا حرر مارك زوكربيرغ النساء وأعطاهن المساحة الكافية للبوح..فاستطعن النساء أن يرتدين الدروع الواقية ويشهرن أسلحتهن فى وجه الرجال بكل جرأة ودون خوف من نظرة المجتمع التى طالما جلدت النساء بسياط اللوم..

لم تعد صفحات الفيسبوك تقتصر على الصور الهادئة والبوستات الإنسانية بل أصبحت معركة مشتعلة بين النساء والرجال..معركة على القوامة والتواجد والخروج على النص التقليدى للعلاقة الإنسانية بل وأحيانا الحميمية بينهما..

وأصبح السؤال الذى يطرح نفسه على الساحة..هل أودت التكنولوجيا الحديثة بالعلاقات الإنسانية الحقيقية مثل التسامح والحُب؟ هل توارت القيم حقا خلف أسوار التحرر أو الحرية المنشودة؟ هل جاء زمان أصبح القابض على دينه فيه كالقابض على جمرة من النار؟..

إنها مجموعة من التساؤلات التى لا تجد إجابة واضحة وسط زخم الجروبات والأخبار على مواقع التواصل الإجتماعى. 

أصبحت كل الأحاديث على مواقع التواصل الإجتماعى حالة من الترقب خوفا من الفضيحة التى قد تلحق بالأشخاص إستنادا على ماض أسود أو حتى رمادى!..

إنتشرت الصفحات وأصبح المراقبون للموقف فى حالة إنتظار وترقب لإجابة السؤال المقلق: من القادم؟.

الرجال فى حالة قلق..والنساء يبحثن على صور أزواجهن وسط أنقاض الصفحات..

وعلى الرغم من هذا وذاك فلازالت العلاقات الملتبسة تبدأ من تحت السطح وتتشعب وتتشابك لتثبت بكل تأكيد..إن مصر بالفعل أوضة وصالة!..

ولتثبت أيضا أن النساء لم يعدن يهمسن سرا كما كان الحال يوما..بل هن اليوم قادرات على الصُراخ..وقادرات أيضا على الإعتراف جهرا..