«كُناسة الشيبسي» تجارة رائجة في بني سويف.. والتموين: حملاتنا تستهدفهم (صور)

محافظات

بوابة الفجر


على الرغم من تحذيرات الأطباء من خطورة إفراط الأطفال في تناول رقائق البطاطس «الشيبسي» المنتجة داخل مصانع مرخصة وبأليات شرعية، تراقبها بحدود الأجهزة المعنية، إلا أن الخطر لم يتوقف عند هذه الرقائق المحفوظة داخل أكياس مغلفة وخضعت لمعايير سلامة الأغذاية حتى ولو كانت «شكلية» إلا أن الخطر الأكبر يكمن فى مخلفات هذه المصانع «الكُناسة» وباقي ومخلفات الشيبسي الغير قابلة للتغليف.

تجارة رائجة

فمخلفات مصانع الشيبسي أو الـ«الكُناسة» حسب ما يطلق عليها عمال تلك المصانع، أصبحت الآن تجارة رائجة فى القري والمناطق البعيدة عن أعين أجهزة مراقبة الأغذية، فأعد لها مروجيها مخازنًا كبيرة تحوى الأف الأطنان من هذه المخلفات المتشبعة بالمواد «المسرطنة» ويتم توزيعها داخل أجولة «خيش» على بائعي التجزئة والقطاعي لعرضها بأسعار مخفضة جدًا لعرضها على البسطاء فى أسواق المراكز القرى، بدلًا من إعدامها حسب توصيات وتعليمات قطاعات الصحة وسلامة الأغذية التى من المفترض أن تراقب مراحل الإنتاج والتسويق بهذه المصانع.

كُناسة الشيبسي

ففى بني سويف ينتشر بائعو «كُناسة الشيبسي» أمام أعين كافة الأجهزة الرقابية «التموين والصحة والأغذية والبيئة..الخ» ويتم عرضها «عارية» فى الأسواق الشعبية، مجهولة من أى بيانات «المصدر، الإنتاج، الصلاحية، المكونات، التخزين..الخ» فضلًا عن إفتقادها لخواصها الطبيعية من حيث المظهر والطعم والقيمة الغذائية، وأصبحت ما هى إلا «سرطانًا» يستهدف أجساد الأطفال وتلاميذ المدارس.

مادة «الكريلاميد»

يقول تامر عبدالهادي، أخصائي أغذية: من المعروف أن الشيبسي مكون من رقائق البطاطس والنشأ والمياه، بينما «كُناسة الشيبسي» هي رقائق البطاطس التي تحترق أوتكسر أثناء عملية التصنيع، ومن المفترض أن تقوم إدارة تلك المصانع بإعدامها بطريقه صحية ولا يسمح لها بالخروج من المصانع،

وتابع: نظرًا لعدم وجود رقابة فيتم بيعها لتجار جملة يقومون بتوزيعها على الباعة الجائلون لعرضها فى العراء، ما يؤدى لتحويل مادة «الكريلاميد» التى تنتج عن تفاعل النشأ والسكر مع الزيت، إلى مادة مسرطنة تصيب الأطفال بأخطر أنواع السرطان، الذى تظهر أعراضه على الجسم الا بعد 10 سنوات.


وأضاف الدكتور محمود جمال، طبيب أطفال، أن عيادته تستقبل يوميًا عشرات الأطفال يعانون من أعراض «قيئ وإسهال وترجيع مستمر» وعندما أتتبع من والدته أو والده ما تناوله الطفل من أغذية، أصل للنتيجة الكارثية المتمثلة فى تناوله لـ«كُناسة الشيبسي» التى تباع بأسعار أقل كثيرًا من رقائق البطاطس التى تباع فى عبوات مُغلفة ومعلوم مصدرها ومكوناتها.

وقال سيد محروس، مدرس: فى الأسبوع الأخير من العام الدراسي المنقضى، أصيب أحد التلاميذ بحالة من الإعياء الشديد، وعندما سألت والدة الطفل التى أتت لإستلامه عن ما تناوله مؤخرًا قالت: أنه لا يستغني عن أكل الشيبسي يوميا عند ذهابه للمدرسة وبعد خروجه منها من عند «أم رجب» بائعة الشيبسي أمام باب المدرسة.

وتابع: أعتقدت في بداية الأمر أن هذا الشيبسي الذي تحكي عنه مغلف ولكن زوجة البواب قالت أنها في مرة أشترت كيلو شيبسي منها وأكله أبنها كله بمفرده، وأضافت أن وأن «أم رجب» تحقق مكاسب كبيرة من بيع «كُناسة الشيبسي» فهذه التجارة التي بدأ يمارسها كل التجار فى الفترة الأخيرة.

الكيلو بـ20 جنيه

ألتقينا بـ«فوزية» إحدى بائعات «كُناسة الشيبسي» بسوق إهناسيا، وعندا سألتها عن مصدره، قالت: «بنشتريه من تاجر كبير فى مركز ناصر، بيبعلنا الكيلو من 6 جنيهات بسعر الجملة ويصل إلي 10 جنيهات فى بعض الأحيان وبعدما نشتريه بنعبيه في أكياس بلاستيك صغيرة ونبيعه فى الأسواق وأمام المدارس، حسب ما الزبون عايز بنبدأ من 50 قرشا، وبنبيع الكيلو بـ20 جنيه للمطاعم بيخلطوه على الفول والطعمية.

حملات يومية

من جانبه أكد رئيس مباحث التموين المقدم محمد محفوظ، أنه يتم شن حملات يومية على الأسواق والباعة الجائلين، بالتنسيق مع مكاتب الأغذية التابعة لمديرية الصحة، وتستهدف تلك الحملات باعة المواد الغذائية مجهولة المصدر، والتى تأتى على رأسها قائمتها مخلفات مصانع الشيبسي.

وأضاف: نتج عن هذه الحملات ضبط كميات كبيرة من مخلفات مصانع الشيبسي تتجاوز الـ7 أطنان، من بينها 4 أطنان ضُبطت داخل مخزن بمنطقة زراعية بإحدى قري مركز ناصر، يملكه أحد الخارجين عن القانون، حيث كان قام بأستئجار عشتين داخل الأراضى الزراعية التابعة للقرية لإستخدامها فى إعادة إستخدام مخلفات الشيبس الغير صالحة للأستخدام الأدمي وبيعها بالأسواق بعد تعبئتها وتوزيعها على الباعة الجائلين، مشيرًا إلى أن الحملات مستمرة بجميع مراكز المحافظة.