مصر تلقي الصنارة في العمق الأفريقي.. خطوات جديدة لتعزيز السياحة

تقارير وحوارات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


ريحان: الأزمة في عجز تسويق

الطيب: والأزمة الفعلية ليست "التسويق"، بل في العقل المنفذ

سليم: لابد من الدخول في العمق الإفريقي

 عبد المقصود: بحاجة لوقت طويل

في ظل الأزمة الراهنة الذي يمر بها قطاع السياحة، الذي أثر بشكل كبير على الاقتصاد المصري لاسيما في الوقت الراهن، اقترح بعض العاملين بهيئة السياحة مبادرة فتح أسواق جديدة في دول العالم من أجل تنشيط السياحة وانتعاس الحالة الاقتصادية في البلاد، وهو ما أكده بعض المراقبون المختصين بهذا الصدد، أن مصر بحاجة لهذه المبادرة لكن بشكل موسع في بلدان أكثر، فضلاً عن توفير عقد بروتوكلات مباشرة واتفاقيات عملية للوصل لنتيجة سريعة على المدى القريب.

ورصدت "الفجر" أراء بعض الخبراء حول أهمية فتح أسواق جديدة في دول العالم من أجل تنشيط السياحة في السطور التالية؟

عجز تسويق

وقال الدكتور عبدالرحيم ريحان، المستشار الإعلامي لاتحاد المرشدين السياحين العرب، إن مبادرة فتح أسواق جديدة للسياحة المصرية بدول العالم خطوة مهمة لفتح أسواق في دول جديدة لم يتطرق لها لإعلان السياحية من قبل مثل جنوب شرق أسيا، نظرًا لأن مصر كانت بتعتمد على السياح الإيطالي والروسي، لذا تأثرت بشكل كبير عقب الأزمات الأخيرة من قبل البلدين لاسيما بعد حادث الطائرة الروسية، فضلا أن علاقة مصر بدول شرق أسيا قوية ويوجد ثقافة مشتركة بين البلدين فلما نعتمد عليها سياحيًا، ونركز على بعض الدول فقط.

وأضاف"ريحان"، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن  فتح الأسواق ستفتح آفاق جديدة للسياحة الدينية في مصر، لأنها شبه معدومة في وبفتح أسواق سياحية بجنوب شرق آسيا من الممكن تساهم في دخول 80% من السياحة الدينية لمصر، بالإضافة أن مصر تمتلك جميع أنواع السياحة كـ"العلاجية، المعتمدة على الأعشاب الطبية المتواجدة في سانت كاترين، والمياة الكبريتية المنتشرة في سيناء والوادي الجديد، والسياحة البيئية المتمثلة في المحميات الطبعية التي لا مثيل لها في العالم"، وبالتالي خطوة فتح الأسواق الجديدة في دول العالم ستساهم أيضًا في تنشيط السياحة العربية البينية، لأنها للأسف منعدمة.

وأكد "ريحان"، أن النتيجة الملموسة في تنشيط السياحة ستكون على المدى القريب إذا توفر عقد بروتوكلات مباشرة واتفاقيات عملية بين الحكومة أو الشركات السياحية بتوفير أعداد واضحة من السائحين في مقابل مقاومات السياحة التي يمتلكها الطرافين إذن سيكون في عودة سريعة لتنشيط السياحة، أما إذا فتحت الأسواق بشكل عشوائي دون نهج ودراسة للسير عليها فلا داعي لها، مشيرًا إلى أن الأزمة الأمنية ليست عائق في مصر لأنها طالت جميع الدول، فالأزمة عجز تسويق.

الدخول في العمق الإفريقي

في هذا الصدد أوضح مجدى سليم، الخبير السياحي، أنه لابد من فتح أسواق جديدة وكبيرة في دول أوربا الغربية، لاسيما عقب تجاهل أسواقها تماما في السابق، ولذا يجب على الدولة التركيز بشكل دقيق على فتح هذه الأسواق وعمل رحلات طيران منتظمة بها وترويج المنتجات السياحية المصرية بها، فضلا عن التركيز على الدخول في العمق الإفريقي، وعدم النظر لهذه الدول على أنها فقيرة، لافتًا إلى أن هذه المناطق تحتوي على دول كثيرة عاشقة لمصر مثل "المكسيك، والأرجنتين"، لذا فإنهم يجب درس فتح خطوط طيران جديدة لهذه الدول.

وأشار"سليم"، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، إلى أن قبل البدء في فتح أسواق جديدة في دول العالم لابد من توفير دراسات على شرائح المجتمع لمعرفة الحركة السياحية والحالة الاقتصادية للبلد ذاتها لأن من الطبيعي تأثر الدول باقتصادها فلو ضعيف فالبطبع  السياحة هتكون ضعيفة، مضيفًا أن إذا توفر بذل نشاط ترويجي للسياحة المصرية في الدول المتقدمة بشكل أكاديمي مخطط له علميًا وعلى أسس فأكيد هيكون في عائد سياحي على مصر كبير.

واستطرد "سليم" قائلاً: إن بالفعل موجود أسواق سياحية ولكن غير منهجي، فهي تنشىء بهدف 33 دولة مفضلة للسياحة الأروبية في مصر وهذا خطأ كبير بدليل أن مصر حصلت على 15 ألف سائح في عام 2011 مع بداية الترويج لهذه الأسواق وهو عدد ضئيل ويوضح فشل الأسواق لسؤ التخطيط، مؤكدًا أن مصر بحاجة لفتح الأسواق بشكل أوسع في بلاد أكثر لاسيما في الوقت الراهن التي تمر به السياحة المصرية من تخبطات كثيرة، مشددًا على الدراسة الواقعية والتخطيط الجيد لنجاح هذه الأسواق ومشاهدة نتائج ايجابية بعكس ماحدث في البداية كونها :" كانت مجرد مبادرات دون هدف عملي على أرض الواقع".

العقل الإبداعي

بينما يرى الطيب عبدالله، مرشد سياحي، أن السياحة المصرية في حالة تخبط، والأزمة الفعلية ليست "التسويق"، بل في العقل المنفذ، موضحًا أن القائمين على السياحة لازالوا يتعاملون بعقلية موظف وليس فكر ابداعي، وبالتالي بيسافر للدول الخارجية لنقل الصورة الوظيفية دون الهدف الحقيقي من خلف الزيارة، مؤكدًا إذا تغيرت النظرة وتعامل موظفي هيئة السياحة على إنها فكر وحضارة وصورة جمالية لابد تنقل بالخارج لجذب السائحين لكان حال السياحة اختلف ونجحت هذه الأسواق الجديدة.

وأضاف "الطيب"، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن لابد من أن تكون الداعية بشكل صحيح، مثلا الصحراء الغربية والواحات وسيوة، والفرافرة، فهم دولة داخل الدولة فلماذا تصر هيئة السياحة والأثار على التركيز على الأهرمات دون النظر على سبيل المثال للعروض الرملية كما يحدث في الإمارات بالرغم أن مصر تمتلك أكثر مناطق جمالاً، فضلا عن أنها الدولة الوحيدة التي يدرس علمها "علم المصريات" والحضارة بالخارج، لافتًا إلى أن مصر تفتقر للإدارة السياحية التي تتطلع إلى متطلبات السائحين، وتسويق المناطق الأثرية ببلده:" حتى المصريين لم يعلموا ما هي أثار بلدهم سوى الأهرامات والأثار البسيطة في الأقصر وأسوان.. وهذه كارثة أخرى".

وتابع "المرشد السياحي، أن الحل يكمن في العقول المفكرة للتسويق داخل هذه الأسواق الحديثة لرؤية مردود ايجابي سريع، مطالبًا طالب بعمل عدد من الرحلات والبرامج التنشيطية للسياحة الرياضية والعلاجية، بجانب استخدام البحر الأحمر بالكامل لعمل سياحة بحرية من وإلى البحر الأحمر كمناطق نويبع، وسفاجا، وخليج العقبة، والسويس، مؤكدًا على أن هذه الأفكار الجديدة ستكون حافزا قويًا لجلب السياح.

بحاجة لوقت طويل

من جانبه قال النائب محمد عبد المقصود، عضو مجلس النواب بمحافظة البحر الأحمر، وعضو لجنة السياحة بالبرلمان، إن عملية فتح أسواق جديدة للسياحة المصرية بدول العالم لن يحدث بين ليلة وضحاها، لافتًا إلى أن السوق الروسية كانت هى السوق الأول في السياحة المصرية، حيث كانت توفر ما يقرب من 3.5 مليون سائح روسي في العام الواحد، وبناء على تلك الأعداد تم التوسع في عدد الغرف السياحية بالمنطقة. 

وأضاف عضو لجنة السياحة بالبرلمان، في بيان له اليوم، أن البحث عن أسواق جديدة تجلب نفس أعداد السياح التى تبعثها السوق الروسي سوف تأخذ عامين على أقل تقدير، وهذا أيضًا سيكون له أثر كبير على السياحة. 

وتابع "عبد المقصود"، أن زيارة وفد العموم البريطاني لمصر في هذه الأثناء ربما سيكون له أثرًا إيجابيًا كبيرًا على السياحة المصرية، حيث أن السائح