كواليس الحلقة الجديدة من مسلسل اختفاء المصريين في ليبيا

تقارير وحوارات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية



السفير الليبي في القاهرة السابقا: سفر المصريين إلى ليبيا ممنوع.. والطرق غير مشروعة

الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية: غياب الحصر مشكلة كبيرة

 محلل سياسي مختص بالشأن الليبي: لابد من تشديد الرقابة

ظاهرة استهداف المصريين في ليبيا سواء كان العمال أو سائقي الشاحنات دون سائر الجنسيات، يضع العديد من علامات الاستفهام علي الموقف الليبي أو إن صح التعبير الميليشيات التي تعمل في ليبيا، فكل يومين نسمع أنباء عن اختطاف المصريين في ليبيا وسط تقاعس المسئولين، دون النظر للقضية والوصول لحل جذري يحمي المصريين هناك.

فمنذ ثلاثة أيام أصيب أهالي الفيوم وبعض المحافظات المختلفة، بحالة من الهلع والصدمة عقب تردد أنباء غير مؤكدة عن خطف أبنائهم في ليبيا، لاسيما بعد وصولهم إلى ليبيا بساعتين، حيث تغيب أخبار 12 فردًا سافروا منذ أسبوع إلى ليبيا للعودة إلى أعمالهم، وبمجرد دخولهم البلاد تم قطع أخبارهم إلى صباح اليوم تم الاتصال على أحد أصدقائهم من قبيل بعض المليشيات مطالبين فدية تصل إلى (2000(دينار مقابل صراحهم.
كواليس القصة

 فقال مدحت صبري ، صديق محمد فؤاد، أحد الغائبين، إن صديقه سافر وسط مجموعة من أصدقائه عددهم (12) فردًا من مدينة الفيوم وبعض المحافظات متجهين إلى ليبيا منذ أسبوع، للحصول على رزق أطفالهم وعائلتهم، ولكن بعد دخولهم ليبيا انقطعت أخبارهم، وغلقت هواتفهم المحمولة وإلى هذه اللحظة لن يعلم أحد عنهم شىء، حتى أصدقائهم الذي يتوجدون بليبيا لن يعلمو عنهم شىء، ومازالو يبحثون عنهم في كل الجهات ولن يتوصلو لأي معلومة.

واستطرد"صبري" قائلا:"  الأهالي بيعيشو حالة من الهلع والخوف الشديد أن يكونو أبنائهم مخطوفة من قبيل المليشيات الليبية"، موضحًا أن صديقه "محمد فؤاد"، يبلغ من العمر (30) عامًا، ويعمل عامل في البناء وسافر من أجل يعول أسرته التي تتكون من أربع أفراد زوجته وثلاث أبناء أصغرهم في أولى ابتدائي.
وتابع أحد أصدقاء المتغيبين: أن " كلمنا المسئولين وناشدنا كل الناس اللي نعرفهم واللي منعرفهومش.. والأهالي بتلف بقالها ثلاثة أيام ومحدش سأل فينا.. ومش عارفين نروح لمين".

وأكد "صبري"، أن (12) فردًا سافرو إلى ليبيا بتصريح رسمي، حيث يعملون هناك منذ فترة بعيدة وكانوا في زيارة إلى مصر ورجعوا مرة أخرى لعملهم هناك، مشيرًا إلى أن تتراوح اعمار الأفراد ما بين (23:30)، مؤكدًا أنه صباح اليوم اتصل به صديقه ويدعى "أحمد"، في لبيا ويؤكد له أنه تم اختطافهم مقابل فدية 2000دينار.

وأشار "صبري"، إلى أن صديقه الأخر الذي يبحث عنهم في ليبيا يجلس هناك منذ فترة ولن يعرف ينزل إلى مصر من حتى الأن.

أشهر حوادث الاختطاف

سجل استهداف العناصر المتطرفة في ليبيا للمصريين حافل وأبرزها خطف سائقين مصريين في أجدابيا الليبية من قبل عصابات ليبيا ومطالبة السلطات المصرية بالإفراج عن ليبيين مقبوض عليهم في مصر، وتمت الصفقة في بداية شهر فبراير الماضي، وقد سبق ذلك اختطاف عدد من الدبلوماسيين المصريين من قبل مسلحين مجهولين مقابل إطلاق سراح شعبان هدية الملقب بـ«أبوعبيدة» وتم الإفراج عنه مقابل إطلاق سراح الدبلوماسيين المصريين، وهذا حدث في شهر يناير الماضي.

وفي أكتوبر عام 2013 اختطفت ميليشيات مسلحة بمنطقة أجدابيا أكثر من 20 مصريا معظمهم من سائقي الشاحنات من أجل مساومة السلطات المصرية للإفراج عن 13 من أقارب المسلحين كانت قوات الأمن المصرية ألقت القبض عليهم في عمليات تهريب للأسلحة عبر الحدود وصدرت ضدهم أحكام بالسجن.

وهناك مقتل 7 مصريين أقباط في ليبيا في جريمة هزت مشاعر المصريين وتعد أكبر الجرائم التي تم ارتكابها ضد المصريين في ليبيا،ومؤخرا تم اختطاف 50 سائقا مصريًا.

ورصدت"الفجر"، أراء بعض المختصين في الشأن الليبي، حول تغيب واختطاف المصريين في ليبيا.

طرق غير شرعية

من جانبه قال محمد صالح الدرسي، السفير الليبي بالقاهرة السابقا، إن خطف المصريين في ليبيا ناتج عن غيال الأمن الليبي، والخطف شامل الليبين طال أيضًا، والحل وضعته وزارة الخارجية المصرية بالتشديد على عدم السفر إلى ليبيا لاسيما في ظل الظروف الأمنية التي تمر بها البلاد.

وأوضح "الدرسي"، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن الخارجية المصرية أصدرت قرار بمنع سفر المصريين إلى لبيا برًا وجوًا عقب إجلاء عدد كبير من المصريين بعد اندلاع القتال في عام 2014 ولازال القرار موجود، متسائلا فلماذا دخلوا؟، لاسيما وأن ليس  يوجد تجديد الإقامة وإعطاء تأشيرات للمصريين من قبيل الجانب الليبي.

وأشار"الدرسي"، إلى أن الحل يكمن في القرار الحكيم الذي أصدرته الخارجية المصرية بعدم سفر إلى ليبيا، نظرًا لأنها منطقة خطرة وليس هناك حكومة واحدة تدير شئون البلاد فمن الصعب التعايش بأمان هناك.
غياب الحصر الدقيق

في ذات الصدد أكد كامل عبد الله، الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن هؤلاء المخطوفين أو الغائبين سافروا بطريقة غير شرعية ومن الممكن اختلفو مع سائقي السيارة كما حدث من قبل وتم تغيبهم، ومن الممكن تم القبض عليهم عند دخولهم ليبيا لأن ممنوع دخول المصريين إلى هناك، مشيرًا إلى أن المليشيات الليبية تستهدف مختلف الجليات وليست مصر فقط.

وتابع "عبدالله"، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن الحل يكمن في أن مصر تطلق عملية السيطرة على العمال المصريين الذين دخلو السوق الليبي، وتوفير فرص عمل لهم فهم بيضحو بأنفسهم مقابل الأموال والرزق، نظرا لأن مصر لم توفر لهم فرص عمل ودخل:" فهم معتقدين أنهم بكل الحالات ميتين هنا من الجوع وهناك من المليشيات.. إذن يفضلو الموت هناك مقابل الرزق".

وأردف "عبدالله"، أن وضع العمالة المصرية في ليبيا فوضوي، ولا حصر للعمال والجالية المصرية بشكل عام في ليبيا، وغياب الحصر مشكلة كبيرة، يؤدي إلى عدم السيطرة على العاملين في ليبيا من حيث دخولهم وخرجهم من مصر وإلى ليبيا.

تشديد الرقابة

فيما قال سامي عبد الخالق، محلل سياسي مختص بالشأن الليبي، إن الدولة المصرية من الصعب عليها تأمين كافة المصريين في ليبيا، لكن بإمكانها تشديد التأمين على سفاراتها، وعلى مكاتب شركات الطيران، أو على استثماراتها وشركاتها هناك، والرقابة البرية لاسيما على الحدود "المصرية- الليبية".

وحذر "عبد الخالق"، في تصريحات صحفية لـ"الفجر"، المواطنين من الاقتراب من أماكن المهاجرين غير الشرعيين، والسفر بشكل عام إلى ليبيا في الوقت الراهن، موضحًا أن إذا كان حال البلد المضيفة تشهد نزاعات أمنية وعدم استقرار فلن تستطيع مصر مطالبتها بحماية المصريين على أراضيها، وذلك لأنها غير قادرة على السيطرة على أرضها في وقت النزاع، فكيف هتحافظ على ضيوفها.