زعيم المعارضة التركية يلتقي رئيس المجلس الأوروبي بالبرلمان

عربي ودولي

كمال قليجدار أوغلو
كمال قليجدار أوغلو


التقى كمال قليجدار أوغلو رئيس حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة في تركيا، اليوم الخميس، الأمين العام للمجلس الأوروبي، ثوربيورن ياغلاند، في مقر البرلمان بالعاصمة أنقرة.

 

وذكرت مصادر بالبرلمان التركي لـ"الأناضول"، أن اللقاء استغرق قرابة ساعة واحدة وكان بعيدا عن عدسات وسائل الإعلام، ورافق قليجدار أوغلو في اللقاء أوزتورك يلماز نائب رئيس الحزب، وأنغين ألطاي ولفنت غوك، نائبي رئيس الكتلة البرلمانية للحزب.

 

وقال ياغلاند، في تصريحات عقب اللقاء، إنه سعيد جدا لوجوده داخل البرلمان التركي، موضحا أن الهدف من زيارته إلى البرلمان هو إظهار الدعم والتضامن الذي يقدمه المجلس الاوروبي للمؤسسات الديمقراطية التركية بشكل واضح، عقب محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها البلاد في 15 يوليو/ تموز المنصرم.

 

وتابع أن "تركيا مرت ولازالت تمر بمرحلة مهمة جدا، جثمت الدبابات على أجساد المواطنين، وقصفت المروحيات مبنى البرلمان، وكان هناك مساعٍ للاستيلاء على النظام السياسي بالبلاد".

 

وأعرب ياغلاند عن سعادتهم في المجلس الأوروبي، لفشل المحاولة الانقلابية في تركيا، موضحا أنهم "كانوا سيعلقون عضوية تركيا بالمجلس، حال نجاح الانقلاب".

 

وعن حالة الطوارئ المعلنة في تركيا حاليا، قال "إعلان حالة الطوارئ لا يعني توقف أعمال البرلمان، والأحزاب السياسية"، لافتا إلى أن ثقتهم كبيرة في اجتياز تركيا هذه المرحلة دون الإخلال بمواثيق حقوق الإنسان، لاسيما في ضوء جو التوحد والتضامن الذي تنعم به البلاد حاليا.

 

من جانبه ، قال قليجدار أوغلو، إنه أطلع ياغلاند على تفاصيل المحاولة الانقلابية، والدور الذي لعبته جميع الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني، وسائر أفراد الشعب التركي في إفشال الانقلاب، مؤكدا على أن البرلمان التركي لم يغلق أبوابه أبدا، بل واصل أداء مهمته على الرغم من تعرضه للقصف.

 

ولفت قليجدار أوغلو أنه كان يخشى اندلاع حرب أهلية بالبلاد، وإراقة الدماء وانتشار القتلى في الشوارع حال نجاح المحاولة الانقلابية.

 

وفي ختام كلمته، توجه قليجدار أوغلو بالشكر للمسؤول الأوروبي، لوقوفه بجانب تركيا، قائلا "أشكركم لمجيئكم إلينا في مثل هذه الظروف الصعبة، وإصغائكم لآرائنا".

 

وفي وقت سابق، التقى ياغلاند عددا من المسؤولين الأتراك، وعلى رأسهم الرئيس رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء بن علي يلدريم، ورئيس البرلمان إسماعيل قهرمان.

 

وأشاد المسؤول الأوروبي للمسؤولين الأتراك، بدور الحكومة والبرلمان والأحزاب السياسية والشعب التركي ضد محاولة الانقلاب العسكري، ووصف صمودهم في وجه الانقلابين بأنه "مؤثر جدًا"، لافتا إلى أن السلطات التركية "تبذل جهودًا حثيثة لأداء مهامها خلال هذه الفترة الحرجة".

 

وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، منتصف يوليو/تموز الماضي، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة "فتح الله غولن" (الكيان الموازي) الإرهابية، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول (شمال غرب)، والسيطرة على مديرية الأمن فيها، وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة.

 

وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية؛ إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب مما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.

 

جدير بالذكر أن عناصر منظمة "فتح الله غولن" الإرهابية - غولن يقيم في الولايات المتحدة منذ عام 1999- قاموا منذ أعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية؛ بهدف السيطرة على مفاصل الدولة؛ الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة.