أحمد شوبير يكتب: الراجل الكبير

الفجر الرياضي



فى الأفلام العربية القديمة كانت هناك رواية جميلة قديمة دائماً ما ترتبط بالسرقات والفساد ودائما ما تتحدث عن العصابة التى يترأسها شخص غامض دائماً ما يسمى الراجل الكبير وأحياناً لعدم تشابه الأسماء يسمونه الراجل الثانى وكان غالبا ما يظهر فى ثوب الفضيلة والجدعنة والقادر على حل مشاكل الناس والذى كان يسارع دائماً بالتواجد فى كل الأزمات وغالبا ما يقنعك أنه رجل من الطراز الثمين الذى يتمتع بعلاقات طيبة مع الجميع وأن أصحاب القرار لا يمكن أبدا أن يتخذوا قرارا إلا بعد مشاورته واستئذانه بل يسعون إلى إرضائه لأنه الوحيد الذى يعرف كل الأسرار، أيضاً هو القادر على حل كل الأزمات لأنه بفضل تُقواه وورعه وأيضاً علاقاته يكون الوحيد القادر على وضع الحلول وإيجاد المخرج لكل الأزمات فقط ما عليك إلا أن تثق به ثقة عمياء ولقد تابعت أمثال هذه الأفلام وغيرها الكثير من الأفلام والروايات العربية القديمة وعلى الرغم من بطلان هذه الموضة فى السنوات الأخيرة إلا أننى فوجئت بأنها عادت وبقوة وبخاصة فى الوسط الرياضى منذ فترة ليست بالقصيرة ولعلى كنت ضحية فى إحدى المرات لهذه القصة الساذجة يمكن لأننى كنت حسن النية أو لأننى كنت أثق فى الناس بشدة خصوصا من كان لى دور كبير مهم فى حياتهم المهنية فلن أنسى أبدا ما حدث لى خلال أزمة مباراة مصر والجزائر الشهيرة وما حدث معى عندما تجرأت وأعلنت كل الحقائق فكانت النتيجة تهديدى بالحبس والاعتقال والإيذاء بل إنهم نجحوا لفترة ليست بالقصيرة فى إيذائى بالفعل وظللت لفترة خائفاً جدا مما سيحدث لى مستقبلاً إلا أن الله سبحانه وتعالى كشف لى كل المستور دون أن أسعى إلى ذلك وعلمت أن التهديدات التى كانت تصلنى ما هى إلا عبارة عن سيناريو مُحكم وضعه أعوان الراجل الكبير فى الكرة فى هذا الوقت واعتمدوا على بعض الصغار لتنفيذه وكادوا أن يصلوا إلى غرضهم لولا أن حدثت لى حالة وفاة وشاءت الأقدار أن أرى معظم المسئولين الكبار المحترمين الحقيقيين فى الدولة ولا أعرف كيف تجرأت وسألتهم بوضوح وصراحة لماذا فعلوا ذلك معى فكانت الإجابة الدهشة والاستغراب الشديد بل الأكثر من ذلك أنهم رفعوا سماعات التليفون أمامى وسألوا من فعل ذلك حتى انكشف أمامى الراجل الكبير والغريب أنه كان من أقرب الناس لى بل إننى ساعدته كثيرا للوصول إلى مكانته التى كان فيها ولم تمض سوى أيام معدودة وكنت قد عدت إلى عملى ومكانتى وتبدل الحال تماماً فخرج من ادعى أنه الراجل الكبير من المشهد تماماً بل إنه أصبح مشهوراً بالنصب والكذب والاحتيال ولكن وبكل أسف ترك وراءه أذنابه تمارس نفس ألاعيبه وأساليبه القذرة لأنه فيما يبدو أسس مدرسة للخسة وأصبح أعوانه لا يستطيعون إلا أن يعيشوا فى مثل هذه الأجواء القذرة لأنه وبعد مرور عدة أعوام على فيلم الراجل الكبير معى جاء الوقت لظهور الجزء الثانى ببعض أبطال الجزء الأول ولكن السيناريو مختلف بعض الشىء إلا أن هذه المرة كان الضحك من داخلى هو الرد على أصحاب هذا السيناريو وقررت أن أشاهد واستمتع بهم وبألعابهم لأنها أصبحت مكشوفة للجميع ولعل صاحب الحكمة الشهيرة التى تقول «إنك تستطيع أن تخدع بعض الناس بعض الوقت ولكنك لا تستطيع أن تخدع كل الناس كل الوقت» من هنا جاء رهانى على الوقت والذى اعتقد أنه سيكون قصيراً جداً هذه المرة وبعيداً كل البعد عن السيناريو الأول فنحن فى دولة كما يقول حكامها تحارب الفساد وحتماً ستقضى على الفساد وبالتالى لن تسمح بظهور رجل يدعى أنه الكبير مرة أخرى.