كارثة جديدة داخل أشهر مركز طبي بالمنوفية.. أم فقدت طفلها بسبب الإهمال (فيديو وصور)

محافظات

بوابة الفجر


"احمدى ربنا إنك ما شلتيش ابنك من ساعة ما اتولد، عشان ما تحسيش بوجع موتة".. كانت تلك الكلمات التى نطقت بها الممرضات هى العزاء القاتل لأمٍ ثكلى فقدت وليدها الأول بعد أيام من ولادته، نتيجة الإهمال الطبى فى أحد أكبر المراكز العلاجية فى المنوفية عامة، ومركز شبين الكوم خاصة.

نجوى محمد عبد الله هى فتاة وأم لم يتح لها الإهمال الطبى الاحتفاظ بلقب الأمومة، فى أواسط العقد الثاني من عمرها، عروس جديد لم يتعد على زواجها العام والنصف، شبح ضاحك تحاول الابتسام كي لا تبكي من وجع قد أرهق عينيها، وألم تحبسه بين جنباتها، قد يكون تكبرًا أو نكرانًا للأمر الواقع، أو رفضًا لأي شفقة أو إحسان.

فى حديثها لبوابة "الفجر"، تتذكر "نجوى" الفترة التى عاشتها بين قطبى الحياة، الولادة والموت، ولادة الابن وما تعتريه من فرحة تطير بالفؤاد طربًا، وبين موت الوليد وموت الحياة معه فى عين أمٌ وأسرة كاملة كان هذا الوليد الأول بالنسبة لها، تجلس حابسة دموعها كلما تذكرت مأساتها، وتبدأ فى سرد وقائع الحادثة بكلمة "ميكروب".

تقول "نجوى": "من البداية الأطباء أبلغونى أن هناك بعض الصعوبات فى الحمل، حيث لم تظهر الفحوصات أو الأشعات ما يؤكد عكس ذلك، حتى فوجئ الجميع بوجود حمل، وأصابنى الحمل لاحقًا بأضرار جسمانية عديدة، وأُصبت بهشاشة فى العظام وآلام بالأسنان وتعرضت لمتاعب فوق طاقتى، فالقيء غالبًا ما يصاحب السيدة الحامل فى الثلاثة شهور الأولى، لكن الأمر اختلف معى تمامًا، وصاحبنى القيء طول فترة التسعة أشهر الخاصة بالحمل، كما أن وزنى لم يزد كيلو واحد، باعتبار أن زيادة الوزن أمرًا طبيعيًا للحوامل، لكون الطفل حجما يكبر يومًا بعد يوم".

وأضافت: "دخلت ذلك المركز الطبى فى 13 يونيه الماضى للولادة، وبعد الولادة أخبرتنى ممرضة أن طفلى سيتم ايداعه تحت الملاحظة لمدة ساعتين، لوجود شكوك حول مشاكل فى التنفس لدى الطفل، بعدها بفترة ليست بعيدة، علمت أن الطفل أدخلوه الحضّانة على جهاز تنفس صناعى، ثم جاء الطبيب الاستشارى في اليوم الثانى، ليصدمنى بأن الطفل لديه التهاب رئوى بسبب ميكروب، ادعى أنه جاء منى خلال فترة الحمل، وهو ما لم يحدث جملة وتفصيلًا، اذ كنت اتابع حملى جيدًا وجميع التقارير والتحاليل والسونار لم تشر إلى وجود اى مكروبات أو انحراف فى مجرى الحمل عن الطبيعى، وانى أنا والطفل فى حالة جيدة، ولم تظهر الفحوصات المتعاقبة طوال التسعة شهور مدة الحمل، وجود أي ميكروب، وهو ما نفته للطبيب جملة وتفصيلًا".

واستكملت نجوى حديثها بصوت مبحوح كانت خلفيته دموع تلمع فى عينيها تأبى السقوط، "اضطريت اجيب طبيبة خاصة تفهمنى ايه فى الاشاعات والفحوصات، قالت إن كان فيه حقنة أول 48 ساعة، لو كان الطفل خدها، كانت هتريح الرئة وتنهى مشكلة الالتصاق فيها، ومكانش هيحتاج الفترة دى كلها موجود في الحضّانة، يوم 21 فالشهر اللى فات، قالتلى إن الطفل فعلا عنده ميكروب ومش بيتحرك، وفى المركز قالولى ده عادى جدا وبيجى عشان فى اجهزة داخلة لجسمه، بعدها بيومين المركز الطبى كلمنى وقالوا ان الولد جالوا استسقاء فى البطن وعمله تضخم فالكبد والطحال، وبدأت كرات الدم لديه تتأثر، وجبناله اكياس دم ويوم بيوم بنحاول نطمن عليه" كل هذا ولم أرى ابنى حتى الأن او اتلمسة كاى أم تتناثر زرات جسدها رغبة فى الالتصاق بوليدها".

وتابعت: "بعدها أبلغنى طبيب بالمركز وفاة طفلى فى صباح الأول من شهر أغسطس الجارى، لن أخفى لهفتى بعد 9 شهور منتظرة لقدوم الطفل الجديد وحملة بين يديّ، ليتحول الأمر بكامله الى سراب، ويتبخر الطفل دون رجعة، مشاعر لن يوصفها كلام أو تعبر عنها جُمل، فهى فاجعة كفيلة بشرح ذاتها، خاصة وأن زوجى مسافرًا خارج مصر للعمل، وأنا أواجه هذه الصدمة وحدى وللمرة الأولى فى حياتى، وما زاد الطين بلّة، ردود فعل الممرضات اللواتى أظهرن هدوئًا موحشًا كأنهم تعودوا موت الأطفال داخل حضّانات مركز الموت لا مركز ولادة".