"وزير الثقافة" في مرمى النيران بعد هجومه على التعليم بـ "الأزهر"

تقارير وحوارات

وزير الثقافة حلمي
وزير الثقافة حلمي النمنم


لم يشفع تكذيب وزير الثقافة الحالي "حلمي النمنم" لما نشر عن لسانه حول اتهامه الأزهر بالترويج إلى العنف داعيًا إلى إعادة النظر في مناهجه التعليمية، حيث وجه له سيل من الانتقادات خاصة من المنتمين إلى المؤسسة الأزهرية.

وعلق بعض الأزهريون على التصريحات المنتمية لـ"النمنم"، مؤكدين أنها هي ما تصنع الطائفية، ومؤكدين أنه هو من صنع الصور الرائعة التاريخية الحضارية للاعتدال والفكر والثقافة المصرية. .  
 
النمنم: التعليم الأزهري يولّد التطرف
ونشر عن لسان وزير الثقافة، حلمي النمنم، أن قال إن المجتمع المصري يعانى من قصور في النواحي الثقافية والتعليمية، وذلك يرجع إلى عدة أسباب منها توغل التعليم الأزهري في مصر، حيث يشكل التعليم الأزهري نسبة كبيرة بها، وهو أمر لابد من إعادة النظر فيه، وكذلك إعادة النظر في المناهج الدينية التي تدرس في المعاهد الأزهرية.

الأزهر لم يتخذ خطوات جدية في تجديد الخطاب الديني
وواصل وزير الثقافة اتهاماته، حيث استنكر عدم اتخاذ خطوات جادة في تجديد الخطاب الديني، وقال: "إلى الآن لم يحدث شيء حقيقي في تجديد الخطاب الديني تنفيذا لتعليمات الرئيس السيسي ولم تتخذ مؤسسة الأزهر أي خطوات جدية في الأمر خاصة وإنها قضية جدية هامة للمجتمع".

"النمنم" ينفي
 وعقب تداول هذه التصريحات بشكل كبير، وتسببها في حالة من الغضب والهجوم ضد الوزير، نفى النمنم التصريحات التي نسبت إليه، قائلًا: "أنا لست جاهلا أو مجنونا حتى أقول هذا الكلام، مشيرا إلى أن هذا الكلام لم يصرح به على الإطلاق".

وأضاف النمنم، في مداخلته الهاتفية ببرنامج «كلام تاني» على قناة «دريم»، أنه ميز بين أنواع العنف وذكر فيها أن هناك عنفا دينيا، وأن المجتمع المصري فيه مشكلة ثقافية لوجود فجوة بين التعليم المدني والديني في مصر، وسببه أن الجامعات المصرية في السبعينيات أهلمت إرسال بعثات تعليمية للخارج واهتمت بالتعليم الأزهري.

وأوضح أنه قال إن جميع المناهج التعليمية في مصر سواء التعليم المدني أو التعليم الأزهري تحتاج إلى مراجعة حقيقية، مشيرا إلى أنه يجب أن يكون هناك تقارب بين المنهجين لانه في النهاية نعيش جميعا في مجتمع واحد.

مستشار شيخ الأزهر: تصريحات "النمنم" تصنع الطائفية
وفي سياق ما سبق أكد الدكتور محمد مهنا، مستشار شيخ الأزهر، أن تصريحات وزير الثقافة، حلمي النمنم، تعد من الأمور الخطيرة للغاية، موضحًا أن مثل هذه التصريحات هي التي تصنع فتنة طائفية تساهم في تمزيق المجتمع، قائلا: " التعليم الأزهري مر عليه أكثر من ألف عام، وهو ما جعله مرجعية عالمية تاريخية".

وأوضح في تصريحات له، أن الأزهر صنع الصور الرائعة التاريخية الحضارية للاعتدال والفكر والثقافة المصرية، مضيفًا: "هذا الوزير يمزق الأمة في عقر دارها، ويلعب على نفس وتيرة الفتن الطائفية".
 

باحث في شؤون الجماعات: اتهامات تسبب كارثة

من ناحيته أكد عمرو عبد المنعم، الباحث والمتخصص في فكر الجماعات الجهادية، أن مثل هذه التصريحات تسبب كارثة كبرى، مشيرًا إلى أن اتهام الأزهر الدائم والمستمر يمثل انتقاما من هوية المجتمع المصري، ويسبب مزيد من التطرف وتبني التشدد من قبل الكثيرين.
 
 
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن من يهاجمون الأزهر يريدون أن يتفلت المجتمع من أخلاقه الدينية، قائلا: "الأزهر هو المؤسسة الوسطية التي تحافظ على هوية المجتمع من الضياع، وأنه دائما لا يعارض السياسات التي تراها الدولة، وهو ما يدلل على عدم تطرفه كما يتهمه البعض".


رئيس الدراسات الإسلامية بـ"الأزهر": اتهامات كاذبة
وقال الدكتور محمد عبد العاطى، رئيس قسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية جامعة الأزهر، إن هذه التصريحات من الأمور المكذوبة على الأزهر تماما، موضحًا أن الأزهر لديه صولات وجولات تاريخية، شاهدة على وسطيته، فضلًا عن دوره الكبير الذي يتولاه الآن في محاربته للجماعات الإرهابية والمتطرفة، واتخاذه خطوات جدية في تجديد الخطاب الديني.
 
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن هذه الاتهامات هي التي تحرق مصر بالفعل حيث أنها بعيدة كل البعد عن الواقعية، قائلا: "كم من شيخ أزهري وعالم كبير تربى على تلك المناهج، ومن بينهم الشيخ الشعراوي ولم يكن متطرفا كما يدّعون، وإنما كان يمثل الوسطية والاعتدال في أعلى درجاتها".
 
وشدد على أهمية التصدي لهذه الآراء التي تدعو إلى التطرف بالأساس، لا سيما في هذا التوقيت الذي يشهد احتقانا شديدًا للغاية، وإلا ستكون العواقب وخيمة.