خبير استراتيجي يكشف لـ"الفجر" خفايا التدخل العسكري التركي في سوريا

عربي ودولي

التدخل العسكري التركي
التدخل العسكري التركي في سوريا


 

خبير استراتيجي: الجيش التركي ينجر لحرب وليس بالسهل الخروج منها

خبير علاقات دولية: أردوغان يعقد الأزمة السورية ويورط جيشه

 برغم أحاديثه الدائمة أنه يتولى رعاية شئون اللاجئين السوريين، وتأكيداته المستمرة على أنه مسئول مسئولية تامة عن حماية الأراضي السورية، يواصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أكاذيبه وأباطيله، حيث يتجسد ذلك في تدخله الأخير وبضراوة في الأراضي والشأن الداخلي السوري، مثله مثل أي محتل قد استحل الأراضي السورية، وبات يعيث الفساد فيها.

الجيش التركي يتدخل في سوريا رسميا

هذا وقد شنت القوات التركية، منذ أيام هجوما "بريًا" هو الأول من نوعه داخل الأراضي السورية، بدعوى محاربة تنظيم الدولة "داعش"، والقوات الكردية المسلحة التي تهدد أمن تركيا ، في عملية أطلقت عليها "درع الفرات".

لتشن حملة عسكرية على مدينة "جرابلس"، التابعة لمحافظة "حلب" شمال سوريا، وذكرت وسائل إعلام، أن تركيا أرسلت 50 دبابة، وأكثر من 350 جنديا إلى جرابلس السورية، وتحدثت أيضا عن حدوث قصف عنيف، في حين قال آخرون إن عدد الدبابات أكثر من ذلك، فضلا عن تأكيدات وكالة "رويترز"، إن قوات من المعارضة المسلحة المدعومة من تركيا دخلت أيضًا سوريا من تركيا في إطار تلك العملية التي تستهدف الأراضي السورية.

تركيا ودعم فصائل إرهابية

ويأتي هذا التدخل التركي المتصاعد، بعد خمسة سنوات من الحرب بالإنابة، والاقتصار على تدريب وتسليح وتأسيس الفصائل السورية "العثمانية" المقاتلة، مثل حركة نور الدين زنكي، والسلطان مراد الرابع، وصقور الجبل، وفيلق الشام، والتي كانت تدعم جميعها من الجانب التركي، إلا أن الأمر تغير بتدخل الجيش التركي مباشرة في الحرب السورية.

مواقع التواصل تتهم أردوغان بالكذب

هذا وشنت مواقع التواصل الاجتماعي حربا ضروسا على الرئيس التركي، ووصفت ما حدث بأنه غزوا تركيا لسوريا، ظهر ذلك من خلال نشرها العديد من الصور ومقاطع فيديو تكذب الرئيس التركي وادعاءه بسعيه لمحاربة داعش، وكان من بينها صور لجنود أتراك يتبادلون الطعام والسجائر مع داعش عبر الحدود، فضلا عن فديو يظهر فيه شاحنات أسلحة تركية تنقل حمولتها عبر الحدود لتسلمها إلى الجماعات الإرهابية.

 تشكيكات وتحذيرات

ويشكّل التدخل المباشر للجيش التركي منعطفاً مهمًا في الأحداث التي تشهدها الساحة السورية مؤخراً، حيث يأتي في سياقات إقليمية ودولية مضطربة للغاية، وفي تلك الأثناء حذر صالح مسلم، زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري، تركيا، من التورط فى مستنقع سوريا لأنها لن تستطيع الخروج منه بعد ذلك. 

وقال، زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي مشككا في نوايا أردوغان،" لماذا لم يتحرك من قبل، في الوقت الذي سيطر فيه تنظيم داعش  بشكل كامل على الحدود السورية، ورأى العالم إرهابيي داعش يتحدثون عبر سلك الحدود مع الجنود الأتراك؟، متسائلا ألم يكن هذا تهديدًا لتركيا؟". وكتب أخيرا  في تغريدة على موقع تويتر قال فيها " تركيا ستخسر في مستنقع سوريا" .

الجيش التركي ينجر لحرب ليس بالسهل الخروج منها

وفي سياق ما سبق أكد اللواء محمد علي بلال، نائب رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق والخبير الاستراتيجي، أنه برغم استحواذ الجيش التركي على مراكز قوى كبيرة، والتي يستمدها من عضويته في حلف الناتو، إلا أن تدخله في الحرب السورية مباشرة تعد من الورطات الكبيرة التي تلاحقه، وأن هذا بداية لدخوله في صراع كبير ينجر إليه شيئا فشيئا.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن الحرب السورية أصبحت لعنة كبيرة، ولا تدخل بها جهة إلا وتنجر لمزيد من المشكلات، فروسيا وإيران، أصبحتا من اللاعبين الأساسيين، ويتكبدا في ذات الوقت خسائر كبيرة لتكلفة الحرب، قائلا:  "ليس من السهل بعد تدخل الجيش التركي في سوريا، والخروج مرة أخرى، ومن الممكن أن تكون هناك مراحل كثيرة من هذه التدخلات للجيش التركي".

وأوضح أن تركيا، تتخذ الجماعات الإرهابية ذريعة للتدخل في سوريا، موضحا أن الدول التي تتشارك مع بعضها في الأراضي السورية، ومنها تركيا، جميعها ساهمت في تشكيل تلك الجماعات الإرهابية، لتتخذها بعد ذلك كذريعة لتدخلاتهم في سوريا، وكذلك اللعب على الأحاسيس من خلال استغلال اللاجئين، التي تخرب ديارهم نتيجة هذه التدخلات.

أردوغان يعقد الأزمة السورية ويورط جيشه

 كما أكد الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية، أن تدخل الجيش التركي في سوريا يعد من الأمور التي تعقد القضية السورية كثيرًا، ولا يمكن بتدخلها إيجاد حل للأزمة السورية، كما يدعي أردوغان أنه يعمل دائما من أجل الأخوة السوريين، ومن أجل لاجئيهم.

وأوضح في تصريحات له، أن الرئيس التركي يثبت بتدخله هذا عدم اهتمامه بالأساس بالشعب السوري المكلوم، الذي يعيش الخراب والتدمير من كل ناحية، وبالتالي فإن أردوغان يكذب في دعواه بأنه يتدخل في سوريا للحرب على الإرهاب.

وشدد على أن هذا التدخل يعد نقطة أولى في تورط الجيش التركي، على نطاق واسع في هذه الأزمة السورية، التي أصبحت موبوءة بالجماعات الإرهابية، التي تعتمد في حربها مع الجيوش بأساليب الكر والفر مما يرهقها كثيرا، وهو الأمرالذي لن يسلم منه أردوغان وجيشه.