تفسير قوله تعالي "والفتنة أشدّ من القتل"

إسلاميات

والفتنة أشدّ من القتل
والفتنة أشدّ من القتل - أرشيفية

والفتنة أشدّ من القتل ... رأيت كثير من الناس لا يعلم تفسير هذه الآية ’ والفتنة أشدّ من القتل اعلم رحمك الله أن أكبر الذنوب هو الكفر إن كان شركا كعبادة غير الله أو كان غير شرك من أنواع الكفر كسب الانبياء والملائكة والقرءان وسب دين الإسلام والاعتراض على الله ونحو ذلك، وأماقولُ اللهِ تَعَالى"والفِتنةُ أشدُّ من القتلِ"[سورة البقرة/191] وقوله: "والفتنةُ أكبرُ من القتلِ"[سورة البقرة/217] فمعناه الشِّرْكُ أشدُّ منَ القتلِ قال الله تعالى"إنَّ الشِّركَ لَظُلمٌ عَظِيمٌ".

وقال تعالى" والكافِرونَ همُ الظّالمونَ" ومعناه أكبرُ الظُّلمِ هوَ الكفرُ، وليس معناهُ أنَّ مُجَرَّدَ الإفسادِ بينَ اثنينِ أشَدُّ منْ قَتلِ المسلمِ ظلمًا، ليسَ هذا معناه ،بلِ الذي يعتقدُ ذلكَ يكون قد كذَّبَ الشّريعةَ لأنه معلومٌ من الدِّينِ بالضرورةِ عند الخَاصَّةِ والعَامَّةِ أنه لا شَىءَ أكبرُ ذَنبًا مِن قَتلِ المسلمِ ظلمًا إلا الكفر.

قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم :"لَزَوَالُ الدُّنيا أَهْوَنُ عندَ الله مِن قَتلِ رَجُلٍ مُسلِم". رَوَاهُ النَّسَائِيُّ في سننه.وسببُ نزولِ الآيةِ أنّ المشركينَ كانُوا اعتَرضُوا وعَابُوا المسلمينَ بأنهم قاتَلُوا في الشّهر الحرامِ فرَدَّ اللهُ علَيهِم وذَمَّهُم بأَنهم ارتَكبُوا الذي هوَ رأسُ الذّنبِ وهوَ الشِّركُ فكيفَ يَعِيبُونَ المسلمِينَ على أنهم قاتلوا في الشهرِ الحرام وما هُم علَيهِ أَشَدُّ مِن هذا لأنّ الشِّركَ هوَ أعظَمُ الظُّلم.القِتالُ في الأشهُر الحُرُم الأربعةِ كانَ حَرامًا ثم نُسِخ هذا الحكمُ عندَ الجمهور .

الجاهِليّة كانُوا على هذا والشّرعُ أقَرّ هَذا الحكمَ ثم نَسخَهُ.اهـ ونسرد أقوال بعض المفسرين للآيتين:قال القرطبي في تفسيرهالسادسة " : - قوله تعالى : وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ} قال مجاهد وغيره : الفتنة هنا الكفر ، أي كفركم أكبر من قتلنا أولئك. وقال الجمهور : معنى الفتنة هنا فتنتهم المسلمين عن دينهم حتى يهلكوا ،)اهـقال السيوطي في الدر المنثوروأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله" والفتنة أشد من القتل "قال : الشِّركُ أشدُّ.

وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله" والفتنة أشد من القتل" قال : الفتنة التي أنتم مقيمون عليها(وهي الكفر) أكبر من القتل.وأخرج ابن المنذر عن ابن عمر" والفتنة أشد من القتل" قال : الشرك)اهـوفي تفسير البحر المحيطالثاني : الشرك ، أي أنّ شِركَهُم باللهِ أشَدّ حراماً من القتل الذي عيروكم به في شأن ابن الحضرمي.وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ " المعنى : أنكم يا كفار قريش تستعظمون منا القتال في الشهر الحرام ، وما تفعلون أنتم من الصدّ عن سبيل الله لمن أراد الإسلام ومن كفركم بالله واخراجكم أهل المسجد منه كما فعلوا برسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ) وأصحابه ، أكبر جرماً عند الله مما فعلته السرية من القتال في الشهر الحرام.)اهـوالفتنة ، أي : الكفر والشرك ، قاله ابن عمر ، وابن عباس ، ومجاهد ، وابن جبير ، وقتادة وغيرهم .

قال الطبري في تفسيرهقوله تعالى : وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ }: يعني تعالى ذكره بقوله:"والفتنة أشد من القتل"، والشرك بالله أشدُّ من القتل.)اهـحدثت عن عمار بن الحسن، قال، حدثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع:"والفتنة أشدُّ من القتل" يقول: الشرك أشدُّ من القتل.3101 - حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا أبو زهير، عن جويبر، عن الضحاك:"والفتنة أشدُّ من القتل" قال: الشرك.3102- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين، قال، حدثني حجاج، قال، قال ابن جريج، أخبرني عبد الله بن كثير، عن مجاهد في قوله:"والفتنة أشدُّ من القتل" قال: الفتنة الشركُ.3103- حدثت عن الحسين بن الفرج، قال، سمعت الفضل بن خالد قال، حدثنا عبيد بن سليمان، عن الضحاك:"والفتنة أشدُّ من القتل" قال: الشرك أشدُّ من القتل.3104- حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد في قوله جل ذكره:"والفتنة أشدُّ من القتل" قال: فتنة الكفر.اهـوقوله::" والفتنة أكبر من القتل"، يعني: الشرك أعظم وأكبرُ من القتل، يعني: مِنْ قَتل ابن الحضرميّ الذي استنكرتم قتله في الشهر الحرام.اهـحدثني يعقوب بن إبراهيم قال، حدثنا هشيم قال، أخبرنا إسمعيل بن سالم، عن الشعبي في قوله:" والفتنة أكبر من القتل"، قال: يعني به الكفر.4095 - حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة:" وإخراجُ أهله منه أكبر عند الله" من ذلك. ثم عيَّر المشركين بأعمالهم أعمال السوء فقال:" والفتنة أكبر من القتل"، أي الشرك بالله أكبر من القتل.اهـوقال الفخر الرازي في تفسيرهأما قوله تعالى : وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ } ففيه وجوه أحدها : وهو منقول عن ابن عباس : أن المراد من الفتنة الكفر بالله تعالى ، وإنما سمي الكفر بالفتنة لأنه فساد في الأرض يؤدي إلى الظلم والهرج ، وفيه الفتنة ، وإنما جعل الكفر أعظم من القتل/ لأن الكفر ذنب يستحق صاحبه به العقاب الدائم ، والقتل ليس كذلك ، والكفر يخرج صاحبه به عن الأمة ، والقتل ليس كذلك فكان الكفر أعظم من القتل.اهـأما قوله تعالى : {وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ } فقد ذكروا في الفتنة قولين أحدهما : هي الكفر وهذا القول عليه أكثر المفسرين .اهـوقال النسفي في تفسيره{وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ } [البقرة : 191] أي شركهم بالله أعظم من القتل الذي يحل بهم منكم