افتحوا ملف وزراء تموين مصر مع النجار وأبوإسماعيل والمبدع أحمد الوكيل

منوعات

خالد حنفي وزير التموين
خالد حنفي وزير التموين الأسبق - أرشيفية


العيب ليس فى حنفى.. العيب فى شهبندر التجار

إذا رحل خالد حنفى سيأتى خالد حنفى اخر.. لماذا؟ لأنه بكل بساطة وهذا قد قمت بنشره فى أول شتاء العام الماضى أن وزراء تموين مصر باستثناء المرحوم أحمد الجويلى وباسم عودة وزير تموين الإخوان هم أداة فى يد ثلاثة من أقوى شهبندر تجار مروا على تاريخ مصر.

ربوا بعضهم البعض وسلموا الراية الواحد للآخر وتحولوا لأباطرة ومليارديرات من خلال تزاوج المال بسلطتهم التى حصلوا عليها بحكم أنهم رؤساء غرف واتحاد غرف مصر وبحكم تلك العلاقة الرسمية فى تكوين العلاقة التى تبدو شرعية مع وزراء تموين الدولة وبذلك تتولد المصلحة التى تنصب فى تجارتهم التى كبرت واستوحشت لكنها فاقت الخيال مع الثالث منهم.

هؤلاء الثلاثة هم الشهبندر الراحل مصطفى النجار رئيس غرفة تجارة الإسكندرية التى تولاها حتى وفاته وكان يربى ابنه الروحى ووكيل الغرفة خالد أبوإسماعيل وخالد كان يربى توأمه أحمد الوكيل، رحل مصطفى النجار فتولى خالد أبوإسماعيل الذى زوج ابنه لابنة وزير تموين مصر جلال أبوالدهب وحكايات وروايات ليس مجالها وإنما نؤرخ للعلاقة بين وزراء تموين مصر وثلاثى رؤساء غرفها آخر 25عاما النجار وأبوإسماعيل والوكيل.

وهؤلاء الثلاثة كانت علاقتهم من أمتن ما يكون برشيد محمد رشيد اجتماعيا وتبادل أعمال بينهم فى حفلاتهم وأفراحهم كنت تجد عائلات هؤلاء وهؤلاء فيها مضيفا إليها أسماء جديدة لتجار ظهروا من تحت يد الثلاثة الكبار ونعود للثلاثى، النجار بعد وفاته كان أبوإسماعيل جاهزا لتسلم الأمر وعندما تعرض أبوإسماعيل لأزمة صحية قرر تجهيز صديقه وابنه الروحى أحمد الوكيل الذى كان وكيلا لغرفة تجارة الإسكندرية.. جهزه للرئاسة وتولى هو بنفسه الإشراف على انتخاباته التى كان سيترشح لها برلمانى حالى وجعلوه ينسحب بطريقتهم ليفوز الوكيل ويصبح “ملك” العرش الجديد ثم بعد ذلك قرر أبوإسماعيل عدم ترشيح نفسه فى اتحاد غرف مصر وتهيئة الوكيل لها.

وكان فى ذلك التوقيت محمد المصرى رئيس شعبة تجارة بورسعيد منافسا له فاضطر وزير التنمية المحلية وقتها بمساعدة صديقه رشيد محمد رشيد وزير التجارة رفع سماعة التليفون لكل رؤساء غرف تجارة مصر ينصحونهم بأن اتجاه الدولة ومصلحة البلاد العليا فى ترشح الوكيل رئيسا لاتحاد الغرف مستغلين منصبهم الوزارى من جهة ورشيد بحكم علاقته بجمال مبارك ووالدته سوزان من جهة أخرى.

ولم يعرف هؤلاء أن هذه تعليمات عائلية ومصالح شخصية للحفاظ على أموالهم ولا تمت لسياسة الدولة بصلة فآثروا السلامة وأعطوا أصواتهم لأحمد الوكيل ومن يومها يزداد توحشا وتوطدا فى علاقاته بوزراء حكومات مصر واحدا تلو الآخر ورؤساء حكوماتها محافظا ومضخما من تجارته وتجارة أبوإسماعيل ومحافظا على أعمال رشيد محمد رشيد الوزير الهارب وكأنه لايزال وزيرا بسلطانه ونفوذه بحكم منصب أحمد الوكيل الذى يسيطر به على غالبية البلد.

وزادت تجارة الوكيل وخالد أبوإسماعيل أضعافا، ليحدث الخلاف بين الوكيل ووزير التموين الأسبق محمد أبوشادى من 2013 حتى فبراير 2014 فى حكومة حازم الببلاوى بسبب تصدى الوزير لسياسات الوكيل فى أسعار السكر التى يريد تحديدها والقضاء على المنتج المحلى لحساب المستورد الذى يقوم باستيراده وأشياء أخرى كثيرة حتى استطاع الوكيل بنفوذه وسلطانه أن يغير وزير التموين الأسبق وأن يرشح المستشار الاقتصادى لاتحاد الغرف خالد حنفى عن طريق علاقته القوية.

ويصبح حنفى الذى كان تحت سيطرة الوكيل وزيرا لتموين مصر وتبدأ المشاكل التى ندفع ثمنها من دمنا وأقواتنا وكانت بداية الخراب - والله أعلم - عندما أوعز الوكيل لرئيس الحكومة بأن تؤول الشركة القابضة للصناعات الغذائية من ولاية وزارة التجارة لوزارة التموين حتى يكون حنفى رئيسها المباشر والتى من بينها شركات السكر والأرز المحلى والذى تعرف مصر جميعها كيف تم إفلاس هذه الشركات المحلية وترك المنتجات بالمليارات بالمخازن بعد أن رفع حنفى سكر المنتج محليا على حساب المستورد الذى يستورده الوكيل وبلغ تصدير الأرز البلدى واستيراد الأرز والفول الخاص بالتدميس للشعب الغلبان.

وبذلك اصبح الوكيل يورد لوزارة ابنه الروحى الذى هو بدرجة وزير تموين مصر (2) مليون طن سكر بكام مليون ربحية، الكلام كثير وكثير وليس موضوع القمح وقضية فساده التى أطاحت بحنفى فحنفى مجرد أداة استخدمها الوكيل وتجار اتحاد غرف مصر بعناية لزيادة حساباتهم البنكية بسويسرا وقد كتبت منذ عام عن حضور خالد حنفى لنادى اسبورتنج بالإسكندرية -عن طريق الأخ وكيل نادى اسبورتنج الذى هو وكيل الغرفة التجارية أيضا والذراع اليمنى للوكيل- للدعاية لنفسه ولقائمة الوكيل فى انتخابات الغرفة العام الماضى.

محلب وحنفى جاء الى النادى داعما والده الروحى الوكيل، الأحاديث كثيرة وكثيرة، وللحديث بقية إن كان فى العمر بقية.

وأخيرا وليس آخرا، ليس باستقالة حنفى من الوزارة، نغلق الملف، مصر بتتنهب، حاكموا حنفى بتسليمه وزارة تموين مصر والتحكم فى قراراتها لصالح رئيسه السابق في الغرفة أحمد الوكيل، افتحوا ملفات توريد الوكيل السكر والأرز والسمن عن طريق بنت زوجته لمياء السخاوى، وافتحوا ملف فراخ خالد أبوإسماعيل المستوردة ومكسرات رمضان التى استوردها خالد فتح الله رئيس شعبة الأغذية فى اتحاد الغرف افتحوا “الدمل” ونظفوا البلد، التي يتحكم فى سياساتها وأسعارها تجار تحت مسمى اتحاد غرف مصر بحكم مناصبهم يتدخلون فى صناعة القرارات.

البلد بتضيع ونحن ندفع الثمن، حنفى آخر حلقة فى تنفيذ سياسة (يالا نفسى) بالبلدى حنفى عبدالمأمور لا أكثر.. كيلو السكر أصبح بـ(7) جنيهات والأرز بـ(8) جنيهات كيلو الفراخ الأبيض المحلى بـ(24) جنيها “بريشها” ونصف كيلو اللبن بـ(10) جنيهات.