مسؤول تركي: سياستنا في سوريا محاربة داعش و"العمال" وتأمين استقرارنا

عربي ودولي

قوات في جرابلس -
قوات في جرابلس - ارشيفية


أوضح مسؤول تركي رفيع المستوى، على هامش مؤتمر وزراء دول "النواة الصلبة" في مجموعة "أصدقاء سوريا" لدعم "الهيئة التفاوضية العليا" المعارضة ورؤيتها للحل السياسي، أن سياسة بلاده في سوريا ترتكز على ثلاثة مبادئ، بما في ذلك محاربة داعش وحزب العمال الكردستاني، وتأمين والمساعدات الإنسانية، والاستقرار الإقليمي.

وأكد المسؤول، في تصريحات لصحيفة "الحياة" اللندنية، اليوم الجمعة، أن سياسة أنقرة إزاء سوريا تتضمن ثلاثة مبادئ هي حماية الأمن القومي التركي وما يتضمن ذلك من محاربة إرهاب داعش وحزب العمال الكردستاني، وأمن الحدود مع سوريا والهجرة وحركة الناس، إلى جانب تأمين المساعدات الإنسانية وما يتضمن هذا من استقبال اللاجئين (ثلاثة ملايين بينهم 2.5 مليون سوري والباقي عراقيون)، والتعاطي مع المنعكسات الإنسانية والاقتصادية لوجود السوريين في تركيا إذ أنه في يوم واحد استقبلت تركيا حوالى 200 ألف شخص لجأوا من عين العرب (كوباني). 

ويضيف المسؤول أن الهدف الثالث هو لسياسة أنقرة هو "الاستقرار الإقليمي، وضرورة العمل على المساهمة في توفير الأمن والاستقرار لأن بتحقيق ذلك تتحقق مصالح تركيا التي يقوم اقتصادها على الاندماج".

وتفيد الأرقام لدى أنقرة تفيد بمقتل حوالى ألف شخص على أيدي داعش و حزب "العمال"، إضافة إلى حوالى 90 شخصاً قتلوا بقصف تنظيم داعش من شمال سوريا على جنوب تركيا، ومقتل أكثر من 50 بتفجير غازي عينتاب.

لا قدرة على احتمال "صراع مجمد"
وبسبب العوامل الثلاثة وعدم قدرة تركيا على تحمل "صراع مجمد" في سوريا، على عكس روسيا أو إيران ورغبة أنقرة الفعلية في إيجاد حل سياسي في سوريا يساهم في استقرار المنطقة والاستجابة للمتطلبات الاقتصادية التركية، كان "لا بد لتركيا من أن تتحرك"، بحسب المسؤول.

وسعت أنقرة إلى تحسين العلاقة مع موسكو وطي صفحة إسقاط القاذفة الروسية في نوفمبر الماضي وإعادة طرح خطة المنطقة الآمنة.

وحمل مسؤولون وخبراء أتراك إلى موسكو خطة كانت طرحت أكثر من مرة مع الجانب الأمريكي. بل أن واشنطن وافقت على هذه الخطة في يوليو العام الماضي، وهي تشمل إقامة منطقة تمتد من جرابلس قرب نهر الفرات على الحدود إلى أعزاز غرباً في محاذاة الحدود وصولاً إلى عمق يصل إلى بعد نهر ساجور وإلى الباب والمنبج. ويبلغ عرض هذه المنطقة 98 كيلومتراً بعمق قد يصل في بعض المناطق إلى 45 كيلومتراً من الحدود باتجاه حلب، ما يعني تطهير مساحة قدرها حوالى أربعة آلاف كيلومتر مربع.

خطة هشة
وتشير الصحيفة إلى أن المشكلة في خطة إقامة المنطقة الآمنة التي تدعو إليها تركيا، أنها لا تزال "هشة"، لذلك سعت أنقرة إلى "شرعنتها" بدعم أمريكي – روسي، وإصدار دولي لإقامة منطقة خالية من الإرهاب.

وكان الجانب التركي أبدى استعداداً لدعم عملية لتحرير الرقة من داعش، حيث قال الرئيس رجب طيب أردوغان الأربعاء إنه "اتفق مع أوباما"، على هامش قمة مجموعة العشرين في الصين، على "القيام بما هو ضروري" لطرد التنظيم المتطرف من "عاصمته" في الرقة.

وكان هذا ضمن الأمور التي بحثت أمس بين وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر ونظيره التركي فكري إيشق على هامش مؤتمر في لندن، حيث جرى تأكيد "أهمية أن تكون قوى محلية في قلب الجهود المبذولة لاستعادة مدينة الرقة السورية من تنظيم داعش". وكانت تركيا ودول عربية اعترضت على اعتماد أمريكا سابقاً على مقاتلين أكراد في خطة للسيطرة على الرقة لاعتقادهم أن ذلك يعمق التوتر العربي - الكردي، على عكس اعتقاد المبعوث الأمريكي بريت ماغورك المتحمس للاعتماد على الأكراد وتحقيق نجاح ضد داعش لأوباما قبل انتهاء ولايته.

وكان لافتاً أن كارتر نوه خلال لقائه إيشق بـ "نجاحات في الفترة الأخيرة أمام داعش في شمال سوريا، حيث أكد كارتر التزام الولايات المتحدة بدعم الجهود التركية لإبعاد داعش عن حدودها".