رئيس الوزراء الفلسطيني السابق: التحولات التي شهدتها المنطقة أثرت سلبًا علينا

توك شو

أحمد قريع، رئيس الوزراء
أحمد قريع، رئيس الوزراء الفلسطيني الأسبق



قال رئيس الوزراء الفلسطيني الأسبق وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ورئيس دائرة شئون القدس، أحمد قريع، إن الموضوع الفلسطيني يعد جزء من القضية العربية ككل، مشيراً إلى أن الوضع العربي حالياً يمر بمرحلة قلق وانفجارات تجعل المصير فى قلق واضح.

وأضاف "قريع" خلال لقاء خاص له على فضائية "الغد" الاخبارية، مع الإعلامي ضياء حوشية، أن المنطقة العربية تعيش مرحلة تحولات انعكست علي القضية الفلسطينية التي تأثرت سلباً بما يحدث، بإعتبارها البند الأول فى كافة الإجتماعات العربية جراء الإنشغال العربي الذي اعتبره "الحاضنة" الأولي للقضية.

وأوضح أن هذا الوضع يحتاج وقفة وتقييم موضوعي هادىء ومتزن لمعرفة كيفية مواصلة الخطوات فى ظل هذه الأجواء المتوترة، مشددا على أن القدس تواجه عدواناً استيطانيا من الاحتلال لم يسبق له مثيل، وأن الإحتلال الإسرائيلي يستهدف تراث القدس وتاريخها، محذراً من عمليات تهويد المدينة التي لا تتوقف، لافتا أن الاحتلال خصص المليارات لهذا الاستطيان ودعمه بكافة الإمكانيات.

وأشار  إلى أن الجميع يفتخر ويعتز بصمود المقدسيين فى مدينتهم، معتبرا أن تحرك السلطة الوطنية نحو القدس لا يكفي، إذ من الممكن أن يكون هناك أداء أفضل، متسائلا عن مدى الاستناد على اتفاق أسلو في ظل الأجواء التصعيدية من الاحتلال، موضحا أنه ليس مدافعاً عن "أوسلو" كونه فى النهاية اتفاق تقرر السلطة وحدها مدى صلاحيته.

وتابع أن اتفاق "أوسلو" كان اتفاقاً مؤقتاً لمدة 5 سنوات، وأن القيادة الإسرائيلية "الليكودية" حاربته بالدم، وأكد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" يريد أن يكون شريكا فى ملكية الضفة الغربية وقطاع غزة، مشددا على أن الموقف الإسرائيلي أصبح أسوأ ما يمكن أن يكون من جشع وطمع، ورأى أن حل "الدولتين" بات يواجه أزمة جدية حادة، إلا أن شدد على أن الشعب الفلسطيني سيحصل علي كافة حقوقه عاجلاً أم آجلاً
وعن الانقسام الفلسطيني، أوضح "قريع" أنه طرفاً في هذا الأمر وليس برئ من التقصير شأنه شأن غيره، وأنه ليس محايدا في هذا الأمر وأن كل من رأى خطأ ولم يعمل على علاجه فهو شريك في الخطأ، ورأى الوضع الفلسطيني بات يعاني "الشذوذ"،  قائلا: "الانقسام طال أمده وأخشى ما أخشاه أن يتعود الفلسطينييون عليه"، محذرا من اعتياد الشعب الفلسطيني على هذا الانقسام واعتياد سكان قطاع غزة على الحياة وحدهم وسكان الضفة الغربية على العيش وحدهم فإن القضية الفلسطينية في خطر جدي.

وأكد أن قوة القضية الفلسطينية في وحدة الضفة الغربية وقطاع غزة، ووحدة الرؤية السياسية أيضا في كيفية تحقيق الحقوق الوطنية بالشراكة مع الجميع، مشيرا إلى أن الوضع الذي تعيشه القضية الفلسطينية حاليا هو وضع شاذ وغير طبيعي وغير صحي، ولا يصب في المصلحة الوطنية الفلسطينية.

ونوه إلى أن هناك جهود كبيرة تبذل لمحاولة الوصول إلى توافق واتفاق، مشددا على ضرورة تواصل تلك الجهود بحسن نية وصدق ومصداقية، لافتا أن حركة "حماس" لا تعيش في أحسن ظروفها وأنها تعيش في أزمة جدية حقيقية، متابعا أنه لا بديل عن المشاركة مؤكد أنه بالتضامن بين كافة الأطراف فإن الفلسطينيين قادرون على حماية القضية مهما بلغت الصعوبة وانتشر العدوان، قائلا: "سويا نستطيع أن نحمي مشروعنا الوطني وأن نواصل ..ليس مهم الزمن لكن المهم أن تبقي القضية حية وأن نبقي الأمل في قلوب الشعب وفي قلوب الأطفال حتى نستطيع أن نضمن أنه على المدى البعيد أن هذه القضية حية".

وأشار إلى أن حركة "فتح" لديها مشاكلها، وأن الحركة تعيش وضعا غير صحيا وتحتاج إلى علاج، مؤكدا أنه هذا ليس هو الوضع الفتحاوي الذي تعودنا عليه ويستطيع أن يحمل عبء مرحلة صعبة، لافتا أن تلك المرحلة تشوبها كافة التحديات، متابعا أن التحديات كانت مستمرة على مدار الزمن إلا أن القضية الفلسطينية تواجه لأول مرة هذا القدر من التحديات: من احتلال متزايد واستيطان يبتلع الأراضي وتهويد وضم القدس وانقسام بين الضفة والقطاع.

وأكد أن أول ما يحتاج إليه هذا الوضع من حركة "فتح" هو أن تصّلب من وضعها وأن تعيد النظر بمجمل وضعها على صعيد الوحدة الوطنية، أيضا حماس يجب عليها أن تعيد النظر في وضعها وموقفها حتى نستطيع أن نواجه سويا هذه التحديات.

وأعرب عن اعتقاده بعدم وجود خلافات حول مسألة ما بعد الرئيس "محمود عباس" وعن وريثه، متسائلا عن سبب عدم انتهاء الخلافات طالما أن الرئيس موجود، سواء من خلافات معلنة أو في السرائر، لافتا أنه تم بحث مسألة من يخلف "عباس" في اطار اللجنة المركزية وتم اتخاذ قرارات به.

وطالب بإعادة النظر في مجمل الوضع بكل مسئولية وأمانة وشفافية، وأن المسألة ليست فيمن يخلفه بل في كيفية إستعادة قوة الحركة التي هي ضمانة العمل الوطني الفلسطيني، ولا يجوز أن يكون هناك عائق أمام تقويم الوضع الفلسطيني إذ يجب الوصول إلى توافقات جدية لحل المشكلة.
وعن عودة القيادي الفتحاوي وعضو المجلس التشريعي النائب "محمد دحلان" مرة أخرى، قال "قريع" إنه مع لم شمل الحركة، ولا يذكر إسمه بذاته إلا إنه من لم الحركة ولا يريد أن يكون أيا من عناصرها خارجها، مؤكدا أنه يحكّم المصلحة الفتحاوية، وإذا كانت مصلحتها في عودة كوادرها فليعودوا، مشددا على أنه لا ينحاز لطرفا على الآخر وأنه ينحاز للحركة وأنها بحاجة إلى كل أبناءها وكوادرها، لافتا أنه إذا كانت هناك إمكانية للم الحركة يجب أن يتم لم الشمل.

وشدد "قريع" على أن الدور العربي لكلا من: مصر والأردن والسعودية والإمارات لا يعد تدخلا في الشأن الفلسطيني الداخلي، موضحا أن مصر دائما ما تقف مع فلسطين والأردن هي "التوأم" كما دعاها الرئيس الراحل "ياسر عرفات" والسعودية من الداعمين الأساسيين والإمارات من الداعمين للقضية الفلسطينية، مؤكدا أن تلك الدول حريصة على الوضع الفلسطيني ويمكن مناقشتها إذا كانت هناك اختلافات، موضحا أن الخلافات هي خلافات الأشقاء والشركاء والحلفاء، منوها أنه تمت إعادة النظر في موقف بعض الأطراف بما أسموه بتدخل في الشأن الداخلي الفلسطيني من تلك الدول.

كما أعرب عن أمله في عقد المؤتمر السابع لحركة "فتح" ، مشددا على أنه لا يرغب في أن يتسبب هذا المؤتمر في إضعاف الحركة أكثر، متابعا أن الحركة تحتاج إلى علاج جدي وجهد كبير للعمل على إعادة وضعها للمكانة التي يمكن الارتكاز عليها، ويجب إعادة النظر في وضع الحركة ومعرفة ما هو مطلوب عمله من أجل تصليب موقفها، وأن يكون المؤتمر نقطة أساسية على الأجندة.

وأكد "قريع" أن "أبومازن" قادر على قيادة الشعب الفلسطيني، إذ أجاب على تساؤل عن الشخص القادر على قيادة الشعب الفلسطيني بعد "أبومازن" بـ: "أبومازن"، موضحا أنه قائد موجود ويجب التعامل معه، قائلا: "لسنا انقلابيين نحن ثوار لسنا حكم ولسنا دولة ولا نظام ننقلب على أشخاص، أبومازن موجود كلنا معه ويجب عليه أن يسمعنا ويستجيب لمطالب مثل توسيع دائرة اتخاذ القرار أو التشاورات أو غيرها" ، مختتما لقاء بأن "أبومازن" هو القائد وهو المسئول.