"الإصلاح اليمني": البراءة من الإخوان المسلمين جاءت لتصحيح "اللبس السياسي"

عربي ودولي

بوابة الفجر


اعتبر قيادي بارز بحزب الإصلاح اليمني أن إعلان البراءة من التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، يعود لما سماه بـ"اللبس السياسي" لبعض القوى السياسية في المنطقة.

وقال وزير التجارة اليمني الأمين العام المساعد للشؤون السياسية في حزب الإصلاح الدكتور محمد السعدي إن "البيان جاء لتصحيح هذا اللبس".

وفي حين قال الأمين العام لحزب الإصلاح عبد الوهاب الآنسي إن الإعلان سببه "كثرة اللغط" لدى القوى السياسية، متهماً المخلوع صالح بأنه أول من ربط الحزب بجماعة الإخوان المسلمين، وذلك بعد الوحدة في عام 1990 عندما فتحت التعددية السياسية في البلاد، بعد أن كانت مقتصرة على حزب المؤتمر الشعبي العام، وفقاً لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية.

وأعلن الحزب في بيان صدر عن صفحته الرسمية في فيس بوك، "عدم وجود أي علاقات تنظيمية أو سياسية تربطه بالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، لا سيما أن أولويات (الإصلاح) كحزب سياسي هي أولويات وطنية وكل جهوده تنصَبّ مع شركائه من القوى السياسية اليمنية في إخراج اليمن من محنته الحالية وفي النهوض باليمن من وهدته واستعادة مسيرته السياسية".

ويقول المحلل السياسي اليمني نجيب غلاب، إن "الإصلاح كان أكثر تقدماً لأنه كان شريكاً في النظام، وكان حليفاً أساسياً في النظام مع صالح في السلطة المدنية والأمنية، وفتحت للحزب الأبواب بحرية كاملة، وهذا ساهم في جعلهم يفهمون تقنيات السلطة أكثر من غيرهم، وقدرتهم على التعامل مع السياسة أكثر اتزانا وعقلانية من أي تيارات إسلامية أخرى ارتبطت بالإخوان".

وأضاف "يبدو أن تجربة الربيع العربي التي انخرط فيها الحزب أنجبت صدمة أولى، بعدما ارتبط الحزب بمسارها العام الذي ظهر فيه الإخوان المسلمون، وأوصلت الحزب إلى قناعة مفادها أن القوة تكمن في الدول الوطنية"، موضحاً "وجدوا أنهم خسروا أغلب قوتهم وتأثيرهم على السلطة، ولم يجدوا طرفا إقليميا أو دوليا أو حركة دينية تساعدهم أو تحميهم.. هذه الصدمة ساعدتهم على تطوير مراجعاتهم السابقة وأصبحوا مقتنعين بالتركيز على الخيار الوطني واعتبارهم حزبا يمنيا ترتبط مصالحهم بشكل عضوي بالمصالح اليمنية وما يحققها، والواقع أثبت أن دول الخليج أكثر قدرة واهتماما باليمن، وبالتالي تطورت رؤيتهم فيما يخص علاقتهم بالخليج، وربطوا مصالحهم ومصالح اليمن بالأمن القومي الخليجي وفق منظور وطني".

وينتقد المحلل السياسي اليمني نهج الإصلاح من قبل التعددية، ومن أول تأسيسه، إذ يرى أن الحزب اعتمد على كل أدبيات الإخوان في تربية أعضائه وأساليب الكسب الحزبي.

ومن جهة أخرى يقول الأمين العام للحزب إن الأدبيات ليست متطابقة "ولا يشتم منها أي رائحة بأن أدبياتنا هي نفسها أدبيات الإخوان، ولا نسمح لأي أحد بالتدخل في شؤوننا الحزبية، أو التدخل في الشأن اليمني".

وأضاف السعدي، "إن الفكر ليس له حدود، وقد نستفيد من أفكار غير الإسلاميين والغرب في كل ما نراه مفيداً، فالفكر ليس له حدود مكانية أو زمانية، وبالعموم، ليس هناك تقيد باتباع جماعة أو تنظيم معين، والموقف السياسي حيال ذلك واضح تماما وهو أن الحزب ليس له علاقة بالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين".

وبعد الإعلان، يبرز تحول في مسار الحزب، ويتمثل في استمرار بعض خلايا الإصلاح المنفردة مرتبطة بتنظيم الإخوان المسلمين العالمي، مثل خلاياها الموجودة خارج الخليج، وفقاً لغلاب، مضيفاً "لا يوجد انتماء مزدوج، أعضاء الإصلاح لهم مواقع ووظائف واضحة".

بينما يقول الآنسي "من الصعب تأطير منتمي الحزب خارج اليمن"، مستدركاً أن "العلاقة ليست تنظيمية بين حزبين بقدر ما هي ناجمة فقط عن وجودهم في المهجر ببلد واحد".

وحول ذلك يقول غلاب "إن الكتلة الإصلاحية وعيها تشكل داخل الدعوة الإخوانية وتعقيداتها المختلفة، وما زالت مناهج الإخوان متبعة في محاضن الإصلاح التربوية، وحتى طريقتهم في إدارة الصراع بما في ذلك الصراع الحالي، وهذا يحتاج إلى وقت وإرادة حازمة".