مصطفى آمين يصلح بين كوكب الشرق وسيدة مصر الأولى

منوعات

بوابة الفجر


ذات يوم علم الكاتب الصحفي الكبير مصطفى آمين، بأن كوكب الشرق تعاني أزمة حادة.. لقد اعتكفت في بيتها.. رفضت استقبال الناس.. لا ترد علي التليفونات.. ولا تخرج إلي حديقة فيلتها كما اعتادت.. لا تسمع الموسيقي ولا تدندن.. اكتئاب واضح يعلو وجهها.. وحزن دفين يتسلل بين نبراتها.. نوبات المرض تهاجمها بقسوة.. لكنها كانت تقاوم ببسالة، فما الذي طرأ عليها حتي وصلت إلي هذه الحال؟! لم يكن للمرض ثمة صلة من قريب أو بعيد باكتئابها.. وقسمات وجهها التي فقدت نضارتها.

اهتم مصطفي آمين بالأمر فعندما تمرض أم كلثوم تمرض معها مصر كلها.. وعندما يحتجب صوتها فكأن كل البلابل والعصافير قد هجرت عششها للغربان!.

أخيرا.. علم الكاتب الصحفي الكبير سر أزمة أم كلثوم لقد منعت الإذاعة أغنياتها.. وتفشت شائعة بسرعة البرق تؤكد أن التي منعت أغانيها هي السيدة جيهان السادات.. ألسنة الناس باتت تلوك بالحكاية، في طول البلاد وعرضها.. الشائعات تقول أيضا أن سر انقلاب السيدة جيهان السادات علي أم كلثوم هو قصة الصراع بين لقب سيدة مصر الأولي الذي سعت إليه جيهان السادات بحرص شديد.. وسيدة الغناء العربي الذي تربعت به أم كلثوم علي عرش وقلوب الجماهير المصرية الغفيرة.. قصة الصراع بين لقب تنتزعه حرم الرئيس.. ولقب تمنحه الملايين لكوكبهم المضيء.. لكن الشائعة الأقوي كانت تؤكد أن سبب الحرب علي أغنيات أم كلثوم واصدار الأوامر إلى الإذاعة المصرية بتكثيف أغنيات المطربة ياسمين الخيام لتنافس كوكب الشرق بشدة.. وتعوض الناس عن غيابها.. السر هو رغبة الانتقام لدي سيدة مصر الأولى من المطربة التي داعبت زوجها الرئيس في إحدي المناسبات، وهي تصافحه قائلة «منور يا أبوالأناور»!.

أمسك الكاتب الصحفي الكبير بسماعة التليفون وطلب حرم الرئيس!.

حكى مصطفي آمين لللسيدة جيهان السادت عن اكتئاب أم كلثوم ومرضها، والشائعات التي يرددها الناس.. فإذا بحرم الرئيس تقسم للكاتب الكبير أن كل ما ردده هو بالفعل شائعات مغرضة.. وأنها سوف تتوجه في الحال لزيارة أم كلثوم في بيتها، ودعوتها للعشاء معها خارج المنزل!.

بعد نصف ساعة، توقفت سيارة الرئاسة الفخمة أمام فيلا أم كلثوم بشارع أبوالفدا بالزمالك نزلت جيهان السادات وسط حراسها وضباط التشريفة وراحت تسرع في خطواتها نحو باب الفيلا.. كانت الزيارة مفاجأة للجميع أم كلثوم نفسها ظلت لحظات لا تصدق نفسها.. إلا أن السيدة حرم الرئيس السادات أخذت بيدها وهي تستأذنها في قضاء بعض الوقت خارج المنزل.. وافقت أم كلثوم علي الفور.. ظهرت الابتسامة علي وجهها لأول مرة بعد طول غياب.. ارتدت ملابسها وخرجت مع ضيفتها الكبيرة.. وبعد ساعات قليلة كان صوت كوكب الشرق يعود هو الآخر إلي آذان الملايين من عشاق أم كلثوم!.