7 رصاصات تنهي حياة "صديق الأسد".. "ناهض حتر" أتهم بالإساءة للذات الإلهية.. وسخر من "داعش"

تقارير وحوارات

ناهض حتر- الناشط
ناهض حتر- الناشط اليساري الأردني



ارتبط اسمه بإثارة الجدل داخل المملكة الأردنية الهاشمية، لتغير مواقفه السياسية عن الغالبية، اتهم بإهانة الذات الإلهية، وكان أول أردني يحاسب على آرائه بالاغتيال، ليسدل الستار على هذه الآراء وهو في عمرالـ 56.


استيقظ الشارع الأردنى صباح اليوم، الأحد، على خبر اغتيال الناشط اليسارى "ناهض حتر"، عند مدخل قصر العدل فى العاصمة عمان، بعد موجة هجوم وتهديدات بالقتل تعرض لها الكاتب الصحفى، بسبب قضيته التى اتهم فيها بالترويج للعنصرية والفتنة والإساءة للشعور الدينى، وكان قد ألقي سراحه قبل أسبوعين بكفالة مالية إثر نشره رسمًا كاريكاتيريًا اعتبر أنه "يمس الذات ‏الإلهية".


رسمه أثارت الجدل
بدأت أزمة ناهض فى أغسطس المنصرم، بعدما نشر الكاتب الصحفى رسمًا اعتبره البعض مسيئًا للذات الإلهية على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك"، من خلال مشاركته رابطًا أثار غضب الكثير من المواطنين.

وقتها دعا محامون زملائهم ومواطنين للتواجد فى قصر العدل لتحريك قضية ضد ناهض حتر والاحتجاج على مشاركته رسمًا مسيئًا للذات الإلهية، وتجمع عشرات المواطنين والنشطاء لتقديم بلاغ جماعى، وقررت السلطات حظر النشر لاحتواء الجدل ببعده الطائفى الحساس.

وأصدر مدعى عام عمان قرارًا بحبس الكاتب الصحفى 15 يومًا على ذمة التحقيق فى سجن ماركا، بتهمة إثارة النعرات الدينية، جاء قرار المدعى بعد خضوعه للتحقيق الأولى أمام الحاكم الإدارى فى محافظة العاصمة بإيعاز من رئيس الحكومة الأردنية شخصيًا، وتم نقل حتر برفقة حراسة مشددة بعد صدور قرار الحبس.

بعد تجمهر عشرات المحامين أمام القصر العدل فى العاصمة، لتسجيل قضية ضد حتر، وتدخل رئيس الحكومة، انسحب المحامى فيصل البطاينة من الدفاع عن حتر، لأسباب قال إنها "مخالفة لمبادئه"، ويقصد القضية، رغم اطلاعه عليها مسبقًا ودفاعه عن حتر فى قضايا سابقة.

فى حين قال البطاينة فى البداية إن موكله لم يقصد الإساءة للذات الإلهية بل قصد انتقاد "داعش" و"الإخوان المسلمين".

وبرر وقتها "حتر" موقفه، قائلًا:"الكاريكاتير يسخر من الإرهابيين وتصورهم للرب والجنة، ولا يمس الذات ‏الإلهية من قريب أو بعيد، بل هو تنزيه لمفهوم الألوهة عما يروجه الإرهابيون المنتشرون في كل الوطن ‏العربي وليس عيبًا في الله".‏

وأضاف: "الذين غضبوا من هذا الرسم نوعان، أناس طيبون لم يفهموا المقصود بأنه سخرية من ‏الإرهابيين وتنزيه للذات الإلهية عما يتخيل العقل الإرهابي؛ وهؤلاء موضع احترامي وتقديري، و ‏داعشيون يحملون الخيال المريض نفسه لعلاقة الإنسان بالذات الإلهية، وهؤلاء استغلوا الرسم لتصفية ‏حسابات سياسية لا علاقة لها بما يزعمون".‏


تأييده لـ"بشار الأسد"
ولقب "حتر" بـ"صديق الأسد"، حيث حصل على هذا اللقب بعدما آثار الجدل مرات عدة بمواقفه السياسية المتعلقة ‏بدعمه المطلق والأعمى لنظام الرئيس السوري بشار الأسد وما يعرف بـ"محور الممانعة" (الدول التي تعارض السياسة الأمريكية)، كما أنه قاد ‏فكرة المؤامرة الكونية على سوريا والترويج لها.‎


إسهاماته الفكرية
له عدة إسهامات فكرية فى نقد الإسلام السياسى، والفكر القومى والتجربة الماركسية العربية، إسهامه الأساسى فى دراسة التكوين الاجتماعى الأردنى، ويكتب فى صحيفة الأخبار اللبنانية، وموقوف عن الكتابة فى الصحافة الأردنية منذ 2008.

وبقيت مؤلفاته وأفكاره، فلا ننسى أبدًا كتبه، "دراسات فى فلسفة حركة التحرر الوطنى"، "الخاسرون: هل يمكن تغيير شروط اللعبة؟"، فى نقد الليبرالية الجديدة"، "الليبرالية ضد الديمقراطية"، "وقائع الصراع الاجتماعى فى الأردن فى التسعينيات"، "الملك حسين بقلم يسارى أردنى"، "المقاومة اللبنانية تقرع أبواب التاريخ"، "العراق ومأزق المشروع الإمبراطورى الأميركى".


7 رصاصات تنهي مسيرته
سبعة رصاصات قضت على حياه الأدرني "حتر"، لينزف دمائه على أعتاب قصر العدل الأردني، تاركًا ‏ورائه تاريخًا حافلًا بالآراء والمقالات المثيرة للجدل، فقد كان السياسي الأردني محط انتقاد دائمًا من قبل ‏الرأي العام بسببها.