الإخوان و"تكية مبارك" يقودان "ماسبيرو" نحو التصفية.. و"النواب" يرفع شعار إعادة الهيكلة

تقارير وحوارات

ماسبيرو
ماسبيرو




فزاعات إهدار المال العام تطفو من جديد.. وطلبات  الإحاطة تلاحق المبني
اجتماع طارئ للجنة الإعلام بالبرلمان لوضع خطة جديدة.. وخبير إعلامي يطالب بخصحة القطاع



جدد الخطأ المهني الذي ارتكبه التليفزيون المصرى الرسمي الحديث عن قطاع ماسبيرو من جديد، وأثار ذلك موجة عارمة من الشماتة والسخرية المعهودة من قطاع كبير من المصريين فى مثل تلك الحالات، بعدما ذاع حديثا قديما منذ عام للرئيس عبدالفتاح السيسى بدلا من إذاعة الحوار الحقيقى مع شبكة «بى بى إس» التليفزيونية الأمريكية المعروفة ومذيعها المشهور تشارلى روز.

وقالت مذيعة التليفزيون المصري، قبل إذاعة اللقاء القديم "نذيع على حضراتكم الآن حوار الرئيس عبد الفتاح السيسي في نيويورك، مع شبكة "BBS" الأمريكية".

ويرجع هذا الحوار القديم إلى العام الماضي، أثناء تواجد الرئيس «السيسي» بالولايات المتحدة؛ لحضور الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث تحدث الرئيس خلال هذا الحوار عن بعض الموضوعات القديمة، مثل الإفراج عن صحفيي الجزيرة.


إقالة رئيس قطاع الأخبار.. لا تكفي
صفاء حجازى رئيسة اتحاد الإذاعة والتليفزيون، تصرفت بصورة سريعة، وأقالت رئيس قطاع الأخبار مصطفى شحاتة وعينت بدلا منه نائبه خالد مهنا ليقوم بتسيير الأعمال.

الأزمة ليست جديدة بل متكررة والحديث عن إهدار أموال بالجملة لا يوقف، والكلام عن الوساطة والمحسوبية في تعيين الموظفين داخل هذا القطار لا نهاية له.


إهدار المال العام
تقول تقارير إعلامية إن ما وصل إليه الحال فى ماسبيرو من فشل وترهل، أمر طبيعى للغاية فى ظل سياسات عقيمة وسوء إدارة، أدى إلى إهدار المال العام بقصد أو بدون قصد.

ويرصد التقرير حالتين تمثلان نموذجاً حياً لإهدار المال العام، وهذا أمر مستمر منذ سنوات، أن تكلفة بث القنوات الإقليمية على القمر الصناعى المصرى نايل سات تبلغ 3 ملايين دولار سنوياً يدفعها اتحاد الإذاعة والتليفزيون كل قناة يتكلف بثها 500 ألف دولار، بما يعني أن التكلفة بالجنيه المصري تبلغ 30 مليون جنيه طبقاً لسعر الدولار فى السوق المصرية.

وتساءل التقرير ما الفائدة من بث القنوات التعليمية على نايل سات وهى قنوات موجهة فقط للأقاليم، بما يعنى أن قناة القاهرة موجهة لمحافظات ومدن القاهرة الكبرى، والقناة الرابعة موجهة لمدن القناة الإسماعيلية والسويس وبورسعيد.


وعود لم تتحقق
ومنذ أعوام قليلة وعد المسئولون فى القنوات الإقليمية بالتطوير فى حالة البث على النايل سات ولكن لم يحدث تطوير واستمر هذا الوضع .


٣٦ و٤٥ ألف شخص يتقاضون نحو ربع مليار جنيه شهريا
في هذا الإطار طرح عماد الدين حسين سؤلا: هل أخطأ التليفزيون؟ نعم والخطأ كبير وكارثى. ثم نسأل مرة ثانية هل هناك مشكلة فى ماسبيرو؟!. وأجاب قائلا في إحدى مقالاته: "بالطبع، والجميع تقريبا يعرفها وتتلخص فى وجود جهاز إدارى شديد الترهل يقدره البعض بأنه يتراوح بين ٣٦ و٤٥ ألف شخص يتقاضون نحو ربع مليار جنيه شهريا.

أما الأخطر بحسب "حسين" فهو أن تأثير هذا المبنى العملاق فى ماسبيرو قد تراجع بصورة حادة منذ ٢٥ يناير ٢٠١١ حينما ارتكب خطأه الأكبر مثبتا الكاميرا على كوبرى قصر النيل الهادى، بعيدا عن ميدان التحرير.



مبارك حول القطاع إلى "تكية"
وأوضح رئيس تحرير جريدة "الشروق" أن نظام مبارك حول هذا المكان إلى تكية يتم فيها إرضاء كل الكبار ليوظفوا فيه أولادهم وأصحابهم وصاحباتهم وبلدياتهم، ومن يتأمل نعى بعض المتوفين فى المبنى سوف يكتشف وجود أسر بكاملها وأجيال تبدأ من الجد وتنتهى بالحفيد مرورا بالأم والأب.
 

"بكري" يتقدم بطلب إحاطة للتحقيق في الواقعة
وفي ضوء هذا الحدث تقدم النائب مصطفى بكرى، عضو لجنة الثقافة والإعلام بالمجلس، بطلب إحاطة للتحقيق والدعوة لعقد الاجتماع الطارئ للجنة، مشيراً إلى أنه تم توجيه الدعوة إلى صفاء حجازى، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، لحضور الاجتماع لسماع أقوالها فى الملابسات التى أدت لحدوث الخطأ.

وطالب بكري بسرعة إصدار قانون الهيئات الثلاث، للإعلام والصحافة، لمواجهة التجاوزات والأخطاء التى تحدث فى الإعلام المصرى، مشيراً إلى أن الأمر لا يتحمل تأجيل مناقشة تطوير ماسبيرو.



400 إخواني بقطاع ماسبيرو
ليس هذا فحسب بل طالب النائب بالبدء فوراً فى تطهير ماسبيرو من العناصر الإخوانية الموجودة به، والمعادية لكيان الدولة المصرية عن مراكز اتخاذ القرار به، مضيفا أن هناك 400 عنصر من عناصر الإخوان دخلوا المبنى فى الفترة ما بين مجلس الشعب الإخوانى، وحتى تولى المعزول محمد مرسى رئيساً للبلاد، إلى جانب عدد آخر من المتعاطفين معهم".
 

اجتماع طارئ للجنة إعلام البرلمان
وعلى إثر ذلك عقدت لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب برئاسة أسامة هيكل، اجتماعا طارئا اليوم الأحد، لمناقشة ملف ماسبيرو، وخطأ التليفزيون المصرى بإذعة حوار قديم للرئيس عبد الفتاح السيسي.

وقال أسامة هيكل، رئيس لجنة الثقافة والإعلام، إن  إصلاح اتحاد الإذاعة والتليفزيون وعودته لسابق عهده يحتاج قرار سياسى من الدولة، لتوضح ماذا تريد من هذا المبنى العريق وهل تريد إصلاحه أم لا.. مشددًا على ضرورة إعادة هيكلته.


البرلمان يضع خطة لتطوير ماسبيرو
وبدوره قال النائب تامر عبدالقادر، وكيل اللجنة، إن جدول أعمال الاجتماع يتضمن مناقشة طلبات الإحاطة التى قدمها بعض النواب فى هذ الشأن.

وأكد عبدالقادر في تصريح صحفي أن هذا الخطأ لا يجب أن يمر مرور الكرام، حيث من المقرر أن يعرض النواب خلال الاجتماع خطة عاجلة لتطوير ماسبيرو، خصوصاً أن الفترة الماضية شهدت أخطاء كارثية، لا تتناسب مع اعتبار هذا المبنى يمثل النافذة الإعلامية الرسمية للدولة المصرية.


تعيين آلاف الموظفين لصالح مرشحى الحزب الوطنى
أما الكاتب الصحفي عادل السنهوري، فيرى أن السبب في فساد القطاع هو "توظيفه فى موازنات وصفقات سياسية وانتخابية"،مضيفا "لا أحد ينكر أو يتجاهل كيف تم تعيين آلاف الموظفين لصالح مرشحى الحزب الوطنى السابق داخل مبنى التليفزيون".
 
وأضاف السنهوري: "الكل داخل المبنى يعرف أن هناك قرى بعينها يعمل أكثر من 3 آلاف من أبنائها فى ماسبيرو، أثناء الحملات الانتخابية فى سنوات ما قبل يناير 2015. وحتى بعد 25 يناير، وفى ظل الضغوط على حكومة عصام شرف، صدرت قرارات بتعيين آلاف أخرى من الموظفين".
 

خبير إعلامي يطالب بخصخصة  ماسبيرو
بينما طالب بشير العدل، الخبير الإعلامي، بتخصيص القطاع ليكون تحت إدارة رشيدة رأسمالها خاص تسعى للربح وبتالى تعتمد على الكفاءة لا الوساطة أما إذا ظل خاضعا للدولة فسيظل كذلك لآن الجهاز الاداري للدولة متهالك حسب قوله.

وأشار العدل إلى أن قطاع ماسبيرو يعد نموذجًا للترهل الإعلامي للدولة حتى عندما كان هناك وزيرًا للإعلام لم يغير من الأمر شيئًا.

وأرجأ العدل سبب فساد القطاع إلي أنه قائم على التوريث ولا يعتمد على الكفاءات فالمذيعيين يورثون أبناءهم والمعدين كذلك- حسب قوله.

وقال الخبير الإعلامي في تصريحات خاصة لـ"الفجر" أن القطاع سيظل كذلك طلما أنه تابع للدولة. وفيما يخص الحديث عن وجود إخوان قال "العدل" مبررات غير مقبولة.


ولفت إلى أن الحل يتمثل في إعادة هيكلة القطاع بأن يكون قائما على الكفاءة لا الواسطة، لأن أغلبهم يفتقد للمهنية وعلوم الإعلام. رغم التكلفة التى تتحملها الدولة. 

موضحا أن نحو 90 % هربوا للفضائيات وتركوا ماسبيرو بسبب ضعف التمويل وعدم الاهتمام بالقطاع.