العرضحالجي.. مهنة اندثرت منذ زمن بعيد

منوعات

بوابة الفجر


إذا أردت أن تقدم شكوى أو مظلمة إلى المسؤولين، ولا تعرف كيف تقوم بتحريرها أو صياغة المطالب، وإذا كنت أمياً لا تجيد القراءة ولا الكتابة وتريد أن تكتب شكوى فلا تفكر كثيراً فهناك من يكتب لك ويعبر عنك.. أنه العرضحالجي، وظيفته أن يكتب شكواك ويصيغ مضمونها كي تناسب حالتك مقابل عدة جنيهات تدفعها وتأخذ شكواك فى عريضه كى تقدمها إلى من تريد تجده أمام محكمة دمياط ومجلس المدينة والنيابة الإدارية وأمام السجل المجدني وأقسام الشرطة هو فى خدمتك يكتب شكوتك، والعرضحالجي هو ذلك الشخص الذى يحرر شكاوى ومظالم البسطاء.

وفى أواخر الأربعينات أضيف إلى مهامه كتابة الخطابات، أما الآن إقتصرت مهام العرضحالجي على مساعدة الآميين فى تحرير استمارات السجلات المدنية.

شهدت مهنة العرضحالجى ازدهارا بداية من 1970م، عند إنشاء أول محكمة بدمياط مروراً بالثمانينيات وبدأت فى التراجع بداية من التسعينيات وحتى وقتنا الحالى فمع انتشار التعليم وانحصار الأميه وانتشار الكمبيوتر والطباعة فى كافة المكتبات كل تلك العوامل ساهمت فى تراجع تلك المهنة فبعد أن تجاوز أعدادهم 200 عرضحالجي فى مدينة دمياط ورأس البر فقط، أصبحت أعدادهم لا تتجاوز الـ50 عرضحالجي موزعين أمام المحاكم والمصالح الحكومية ومصلحة الشهر العقاري، وكان بجوار محكمة دمياط ومجلس المدينة والنيابة الإدارية 20 عرضحالجي على الأقل، وكان لهم أكشاك خشبية متجاورة يجلسون فيها، وكان على كل كشك لوحة ضخمة تحمل اسم صاحبه، وداخل الكشك لوحات نقشت عليها آيات من القرأن الكريم، وكان بعض العرضحالجية يزينون الأكشاك بصورهم الفوتوغرافية، وآثاث الكشك عبارة عن دكة ثابتة وكراسى يجلس عليها الزبائن وكان جميع العرضحالجية يعملون بإستمرار لا يكاد أحدهم ينتهى من عريضة حتى يبدأ غيرها، وكان أصغر عرضحالجي 50 جنيه فى اليوم اما الآن فالوضع تغير فكل ما تبقى هو كرسى خرزان وترابيزة مثبت فوقها شمسية يجلس تحتها العرضحالجي يكتب شكاوى المواطنين وهم أغلبهم أميين أو من لايجيدون صياغة الشكاوى أوالعرائض.