في قاموس الجمهور الحالي.. الإيرادات للكوميديا والعزاء للأفلام الجادة صاحبة الرسالة (تقرير)

الفجر الفني

بوابة الفجر


انتهى موسم عيد الأضحى، وانتهى معه مارثون الأفلام التي تنافست فيما بينها على حصد أكبر قدر ممكن من الإيرادات، ليتباهى كل صناع عمل بالمبلغ المالي الكبير والثروة التي حصلوا عليها تنيجة تهافت الجمهور على أفلامهم، عندما تبحث في قائمة الأفلام التي طرحت هذا العام، ستجد عاملا مشتركا بينهم وهو "الضحك والكوميديا"، فإذا كنت من هوا الأفلام الجادة التي تخاطب العقل وليس الفم الضاحك، فلا مكان لك في السينمات هذا العام وأيضا في الأعوام المقبلة.

 

صاحب نصيب الأسد من الإيرادات هذا العام هو النجم أحمد حلمي، الذي خاض السباق بفيلم "لف ودوران"، وحقق أعلى الإيرادات اليومية منافسا بذلك الأسطورة محمد رمضان، الذي كان يكتسح مواسم العيد، انقسمت الآراء حول "حلمي" فالنقاد الفنين أكدوا أن الفيلم لم يحقق النجاح الكبير فضلا عن ضعف السيناريو والقصة والحبكة الدرامية، وأن الفيلم اعتمد فقط على الأفيهات التي تثير الضحك، ولا يوجد به قصة او قضية أو رسالة واضحة.

 

قس ذلك على الخمسة أفلام المنافسة في السباق ومنها "كلب بلدي"، "علشان خارجين"، "حملة فريزر"، "صابر جوجل"، و "تحت الترابيزة"، مجموعة من الأفلام تعتمد على الممثلين الكوميدين، والأفيهات التي يتم تداولها بين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، والمصطلحات "الروشة" ليخرج المشاهد من دار العرض حاملا بذاكرته مجموعة منها يطبقها في حياته اليومية.

 

والأمر الذي يجعل صناع الأفلام يتراجعوا عن انتاج أفلام جادة صاحبة رسالة تهدف إلى تسليط الضوء على مشكلة ما في المجتمع المصري هو عزوف المشاهد عن تلك الفئة من الأفلام، فهو في حاجة إلى "الضحك" فكلما زادت نسبة الضحك في الفيلم كلما زاد نجاحه، وكلما كانت الأفلام جادة وصاحبة هدف فلا تنتظر أن يدخلها أحد.

 

وهرب المنتجين والممثلين من تلك الأزمة بالمشاركة في المهرجانات السينمائية الدولية فهناك تلقى نجاحا، ويتم تقييم الفيلم وفقا للهدف منه، والرسالة التي يتم توصيلها وعلى سبيل المثال فيلم "نوارة"، للنجمة منة شلبي، الذي لو كان طرح في العيد فمن الممكن ألا يحقق نجاحا يضاهي نجاح "كلب بلدي"، و"لف ودوران"، على الرغم من أن الفيلم يناقش قضية عمل الفتيات الصغار والظروف المجتمعية التي تجبرهن على الخروج إلى العمل في سن مبكر، فضلا عن الصعوبات والمشاكل التي تواجههن.


 من الأفلام أيضا التي حققت نجاحا في المهرجانات، ولك لم تحقق النجاح المتوقع بعد عرضها في دور العرض السينمائية فيلم "اشتباك" الفيلم يعد من أفضل الأفلام بحسب النقاد، التي تم عرضها في الفترة الأخيرة ورصد مشاهد سياسية هامة طرأة على المواطن المصري منذ حكم الإخوان وحتى المرحلة الحالية، ولكن الجمهور "مش عايز كده".


فلا عتاب على صناع الأفلام والمنتجين، فالغالبية العظمى من الجمهور بات مقياس نجاح أي فيلم بالنسبة لها هو الكوميديا والقدرة على رسم الضحك على أفواههم، وباتت السينما في مصر تسير وراء شعار "الجمهور عايز كده".