ورشة شايد نديم وكيف تقول ما تريد دون أن تقتل؟ ضمن القاهرة للمسرح المعاصر والتجريبي (صور)

الفجر الفني

ورشة شايد نديم
ورشة شايد نديم


قدم الكاتب والمخرج المسرحي شاييد نديم مساء أمس الثلاثاء بسينما مركز الإبداع التجربة الباكستانية في المسرح خلال الورشة التي أقيمت تحت عنوان "المسرح في زمن الجهاد " في إطار الورش المسرحية المصاحبة لفعاليات مهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي برئاسة د. سامح مهران.

وقام شايد نديم بتقديم بعض أجزاء من عروضه المسرحية الباكستانية وبدأ بعدها في الحديث عن قانون ازدراء الأديان في باكستان ومدى خطورة هذا القانون، فأوضح نديم أن عقوبة من يتم اتهامه بازدراء الأديان تكون الإعدام، ولكن الحكومة لم تقم بتنفيذ حكم إعدام واحد وإنما يتم اغتيال من تم اتهامهم بواسطة مواطنين آخرين بعدما يقوم بعض الأئمة بعمل حملات ممنهجه ضده، فيقوم بعض المتشددين من وازع الغيرة الدينية بقتل المتهم، بالإضافة إلى استباحه أن يقوم أي شخص باتهام أي شخص بازدراء الأديان وتقديمه للمحاكمة، وخاصة الأقليات الدينية كالمسحيين والشيعة وحتى بعض السنة والهندوس. 

كما قدم نبذه مختصرة عن طبيعة المجتمع الباكستاني حيث أنه مجتمع منغلق جدًا والحديث عن أي شيء يتعلق بالمعتقدات الدينية تعتبر شيء مستحيل وتكون بمثابة تكسير التابوهات، بالإضافة إلى النظرة المجتمعية نحو مختلف فنون الأداء باعتبارها من المحرمات الدينية.

واستكمل حديثه بأنه قام بتقديم معالجات للعديد من القضايا الدينية والإنسانية المتعلقة بحقوق الإنسان وخاصة القضايا الشائكة والمحرمة والتي تندرج تحت مسمى التابوهات دون أن يثير مشاعر الاستفزاز لدى الجمهور الذي يشاهد أعماله المسرحية، والذي قدم فيها بعض القصص الحقيقية لبعض الأشخاص الذين تم اتهامهم بازدراء الأديان وقدمها كما حدثت في الواقع ولكن في سياق كوميدي ساخر ومصاحب بموسيقى غير تقليدية مغايرة كاستخدام موسيقى صينية مع التركيز على بعض الجوانب الإنسانية للضحايا التي تجعل المشاهد يتعاطف معه دون النظر إلى طبيعة التهمة التي وجهت إليه.

فإساءة استخدام قانون ازدراء الأديان والذي غلظت فيه العقوبة التي كانت تحكم بالسجن إلى عقوبة الإعدام في عام 1992، وأنه قد نجح في تقديم هذا العمل المسرحي لمدة كبيرة في مختلف الأماكن ولم يقتل حتى الآن، ولكن وجهت له بعض الاتهامات بالسخرية من الدين لجعله الجمهور يضحك، فيقول نديم أننا لا نقوم بذكر الرسول أو الله في أي عمل مسرحي كما أننا نبعد عن الزي التقليدي الباكستاني بالإضافة إلى استخدام موسيقى مغايره ولا يوجد أي ذكر لموضوع ازدراء الأديان ولكن الجمهور يكون على علم بأن أحداث المسرحية تدور عنه. 

كما قام بشرح بعض المشاهد المسرحية التي كانت مسار جدل مجتمعي بالإضافة إلى بعض المسرحيات التي قدمها من شعراء تم اتهامهم مع التركيز على الجانب الإنساني والضرر الذي وقع عليهم وعلى أسرهم فنحن نقوم بإيقاذ الجانب الإنساني ويبدأ التفاعل مع قضية الإنسان للإنسان من خلال المعاناة.

وقدم تجربة مسرحية مختلفة كانت قد طلب منه تقديم عمل مسرحي يتحدث عن تنظيم الأسرة وحث الأسر الباكستانية على الإقدام على تنظيم الأسرة وهذا يعتبر شيء من المحرمات حيث أن المجتمع الباكستاني لا يتحدث في تلك الأمور إطلاقًا، ووجد نفسه أمام تحد كبير كيف سيتحدث عن هذا الموضوع وعندما بدأ في كتابة المسرحية، وجد نفسه أمام تحدي أكبر وهو أن يحث الرجال على أخذ وسائل لمنع الحمل، فأخذ هذا التحدي الأكبر فقام بعمل المسرحي يحكي قصة حب بين حلواني وطبيبة والتي تشترط عليه حتى توافق على الزواج منه بأنه يجب أن يبلغ صديقة الذي لديه عدد كبير من الأطفال أن يكف عن إنجاب المزيد من الأطفال وأن يكتف بالـ 8 أطفال فقط، ويقول أن العمل المسرحي هذا نجح بشكل كبير لدرجة انه تم تقديمه في مسلسل تليفزيوني كبير.

وفي الجزء الثاني من الورشة قام بالتعرف على بعض التابوهات الخاصة بالمجتمع المصري وأهم الإشكاليات التي تواجه الكتاب والمخرجين في أثناء تقديم أو تأليف أعمالهم المسرحية، وقام نديم بتوجيه بعض الملاحظات أو النصائح للمشاركين في الورشة لاستكمال أعمالهم.

حضر الورشة بعض المتدربين والمهتمين ومنهم الكاتبة عبلة الرويني، د. ياسمين فراج، ياسمين إمام شغف، راندا شريف، المخرج محمد مبروك، الكاتبة أمل ممدوح وغيرهم وقامت بالترجمة الفنانة معتزة صلاح عبد الصبور.

يذكر ان الورش التدريبية الدولية تقام في غطار مهرجان القاهرة الدوةلي للمسرح المعاصر والتجريبي الدورة " 23 " برئاسة د. سامح مهران، منسق المهرجان المخرج عصام السيد، مديرا المهرجان منى سليمان ود. دينا أمين، وعضوية مجلس إدارة المهرجان لكل من المخرج فهمي الخولي، والكاتب أبو العلا السلاموني والمخرج الكبير ناصر عبد المنعم.