"أمريكا" تبحث الرد على "هجمة موسكو"

عربي ودولي

سفينة - أرشيفية
سفينة - أرشيفية


تبحث إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما «خيارات جديدة» للرد على «هجمة موسكو» للتعاطي مع الأزمة السورية، بينها «تجميد» المحادثات مع روسيا رداً على التصعيد العسكري من موسكو ودمشق في حلب في مقابل تعهدات موسكو استمرار العمليات العسكرية وإشارتها إلى «انهيار عصبي» في واشنطن، في وقت تضاربت المقترحات حول التوصل إلى وقف إطلاق النار في حلب من جانب فرنسا وروسيا، ما انعكس استمراراً للتصعيد الروسي- الغربي والانقسام العميق داخل مجلس الأمن وسط مناشدة الأمم المتحدة المجلس فرض هدنة إنسانية ليومين.

 

 

ووفقا للحياة اللندنية، أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري رداً على أسئلة خلال مؤتمر لمراكز الأبحاث في واشنطن، غداة توجيهه تحذيراً مماثلاً خلال اتصال هاتفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف: «نحن على وشك تعليق المحادثات لأنه بات من غير المنطقي وسط هذا القصف الذي يجري، أن نجلس ونحاول أن نأخذ الأمور بجدية». وقال أنطوني بلينكن نائب وزير الخارجية الأميركي للمشرعين: «الرئيس (أوباما) طلب من جميع الوكالات طرح خيارات بعضها مألوف وبعضها جديد نعكف على مراجعتها بنشاط شديد.

 

عندما يتسنى لنا بحثها في الأيام المقبلة ستتاح الفرصة للعودة والحديث عنها بالتفصيل». وأوضح مسؤولون في إدارة أوباما أنهم بدأوا البحث في إجراءات أشد بما في ذلك الخيارات العسكرية للرد على هجوم القوات الحكومية السورية الذي تدعمه روسيا على حلب.


في المقابل، قال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف لصحافيين: «تواصل موسكو عمليتها الجوية دعماً للحملة ضد الإرهاب التي تخوضها القوات المسلحة السورية». وأضاف: «نأخذ علماً للأسف بالطابع غير البناء لخطاب واشنطن في الأيام الماضية».


وفي تعليق على تصريح لجون كيربي الناطق باسم الخارجية الأميركية حذر فيه روسيا «من تعاظم خسائرها وتلقيها المزيد من جثث عسكرييها في الأكياس، بل حتى إسقاط طائراتها» في سورية، قال إيغور كوناشينكوف الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية: «رُفعت الأقنعة أيها السادة. إنني على يقين تام بأن كيربي الذي خلع البزة العسكرية أخيراً وارتدى زي الناطق باسم الخارجية الأميركية، يدرك تماماً الآثار التي ستترتب على تصريحه. العبارات الصادرة عن كيربي اعتراف أميركي صريح بأن جميع ما يسمى بالمعارضة السورية ليست إلا حشداً إرهابياً دولياً خاضعاً لإمرة واشنطن». وقال سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي، إن تصريحات كيربي «دليل على انحدار الإدارة الأميركية الحالية لممارسة سياسة وضيعة، وتمثل دعوة موجهة للإرهابيين لمهاجمة روسيا. لا يمكن أن نصف هذا الأمر إلا بأنه في الواقع دعم للإرهابيين من جانب الولايات المتحدة». وتابع: «أصيبت واشنطن أمس بانهيار عصبي جديد على خلفية كون إدارة أوباما غير جاهزة للوفاء بجزئها من الاتفاقات التي توصلنا إليها بجهود كبيرة بذلها مختلف الهيئات».


في نيويورك، قوبل المقترح الروسي الذي أعلن من موسكو بهدنة من ٤٨ ساعة برفض غربي عبر عنه السفير البريطاني ماثيو ريكروفت، معتبراً أنه «وضع من جانب الروس كي يبدو جيداً، لكنه يسمح للروس بمواصلة هجماتهم القاتلة»، مشدداً على أنه «مقترح مختلف عما تطالب به الأمم المتحدة». وأضاف: «علينا الانتقال إلى اعتماد شكل آخر من الديبلوماسية» مع روسيا، مؤكداً أن «هذا ما سيكون عليه الوضع في الأيام المقبلة» من دون أن يوضح هذه الديبلوماسية.

ومما أطلق من تصريحات من واشنطن «بالتفكير في خيارات جديدة» في شأن سورية، قالت السفيرة الأميركية سامنثا باور: «إننا الآن نمر في منعطف» في الحرب السورية»، معتبرة أن «روسيا ونظام الأسد يطلقان حملة قصف شعواء ووحشية على المدنيين ويصفونهم في الوقت ذاته بأنهم إرهابيون». واعتبرت أن «حملة القصف هذه ستؤدي إلى تدفق المزيد من اللاجئين، ولكن أيضاً إلى المزيد من التطرف»، وما تفعله روسيا والنظام السوري «هو هدية إلى داعش وجبهة النصرة، التي يقولون إنهم يريدون أن يوقفوها».


وأضافت باور أن روسيا والنظام السوري شنا ١٧٠٠ غارة على شرق حلب حتى الآن، معتبرة أن السفير السوري في الأمم المتحدة بشار الجعفري «يعبر عن الوحشية والدم البارد» لقصف المدنيين.


وعلقت باور على فيديو نقل عن السفير السوري عندما رد بالضحك على سؤال صحافي سأله عن سبب قصف القوات الحكومية السورية مركزين طبيين في شرق حلب. وقالت: «رأينا كيف ضحك السفير السوري على ما يجري في حلب، وهو مفاوض النظام في جنيف. هذه هي الوحشية التي نتحدث عنها، وروسيا تقف إلى جانب هؤلاء، وتقصف مع النظام لتتجاوز في الوحشية كل ما رأيناه من النظام في هذه الحرب» حتى الآن.


وجدد السفير الفرنسي فرانسوا ديلاتر القول إن فرنسا أعدت مشروع قرار لإعلان هدنة في حلب، ونشر آلية مراقبة ميدانية له، وإجراء المحاسبة على الجرائم المرتكبة، موضحاً أن «النقاشات بدأت حوله وستستمر، ولن ندخر جهداً للتوصل إلى وقف للنار في حلب». وعما إذا كان بحث المشروع مع نظيره الروسي في نيويورك، قال ديلاتر: «نحن على اتصال مع الروس وكل أعضاء مجلس الأمن، ومن المبكر القول أين وصلت المشاورات».


وسئل الناطق باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك ما إذا كانت الأمم المتحدة اطلعت على المقترح الروسي لوقف النار الذي أعلن من موسكو أمس، فنفى أي علم للأمم المتحدة به. وقال إن الأمم المتحدة «غير مطلعة على مقترحات جديدة لوقف إطلاق النار، وما نريد أن نراه هو تعاون فعلي بين رئيسي مجموعة الدعم الدولية لسورية، للتوصل إلى وقف القتال والسماح لنا بإرسال المساعدات». وأشار إلى أن المساعدات لم تصل إلى حلب منذ أسابيع.


وقدم وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ستيفن أوبراين أمس، إحاطة إلى مجلس الأمن جدد فيها المطالبة بدعم المجلس هدنة أسبوعية من ٤٨ ساعة على الأقل. وقال إن ٣٧٠ مدنياً قتلوا في شرق حلب منذ بدء هجوم القوات السورية الحالي، وإن أنواع الأسلحة المستخدمة لم تستخدم سابقاً وتسبب تدميراً رهيباً.


وحذر من أن حجم الكارثة الإنسانية في شرق حلب غير مسبوق ومن انتشار الأوبئة والتسمم، مشيراً إلى أن «١٠٠ ألف طفل عالقون في شرق حلب». وقال إن حصار شرق حلب رفع عدد المحاصرين في سورية إلى ٨٦١ ألفاً، داعياً المجلس إلى تحمل مسؤولياته وفرض هدنة طارئة.