ثورة المطلقات

العدد الأسبوعي

الطلاق - تعبيرية
الطلاق - تعبيرية


لا يعتبرن الطلاق مصيبة ويطالبن بمزيد من الحقوق

لم تعد المرأة المطلقة، مكسورة الجناح، تخجل من وضعها وتجعل شغلها الشاغل البحث عن رجل ليعيلها هى وأطفالها، ولكنها لم تعد ترى كونها مطلقة أمراً يدعو للخجل، وبات لها صوت قوى فى مواجهة ظلم الرجل أو تهاون القوانين.

أطلق نشطاء موقع التواصل الاجتماعى من المطلقات على أنفسهن لقب «سنجل ماما»، أى الأم الوحيدة، وأسست إحداهن «جروب» على الموقع لمناقشة أبرز المشكلات التى تواجه المطلقات.

نرمين أبوسالم مؤسسة الجروب، تعمل «اتش ار مانجر» مطلقة منذ 5 سنوات ولديها طفلة، قالت لـ«الفجر»: إنها أسست الجروب فى إبريل الماضى، حيث بلغ عدد الأعضاء 5700 عضو، بهدف التجمع، وألا «يتمرمط» الأطفال فى المحاكم، وألا يتم حرمان الأم من أولادها إذا تزوجت مجدداً، وليكون من حقها اصطحاب أطفالها خارج مصر دون اشتراط موافقة الأب، وأن يردع القانون الآباء الذين يرفضون الإنفاق على أبنائهم.

جميع عضوات الجروب مررن بظروف مشابهة، وعانين من المشكلات والمخاوف والتحديات ذاتها، ظلم وضعف وأحياناً انهيار واستسلام وتذلل ليحصلن على حقوقهن وحقوق أبنائهن، لكن نرمين كانت الوحيدة التى قررت وضع حد لهذا الجزء الكئيب من حياتها واهتمت بنفسها وعملها، كما عزمت على تقديم الدعم للسيدات اللاتى مررن بنفس الظرف، لأن قوة النساء فى تجمعهن.

على صفحة «سينجل مامز» مناقشات لموضوعات تخص المطلقات، أم منفصلة تأخذ رأى قريناتها فى زوج جديد تقدم إليها، وأخرى تستغيث من طليقها الذى حرمها من رؤية ابنها، وتطلب اسم محام للدفاع عنها، وثالثة تبحث عن عمل إضافى لتغطية مصروفات أبنائها، وأخريات لديهن وظائف ينشرنها على الصفحة لمساعدة من تبحث عن عمل، لكن الأهم أن الصفحة تشجع المنفصلات على أخذ حقوقهن ولو بالقوة.

مروة، إحدى رواد الجروب، تطلب نصيحة أصدقائها بعد أن أخذ حماها ابنها ومنعها من رؤيته وتمعن فى غيظها بوضع صورة ابنها على الفيس وكتب أسفلها يتربى فى عزى، أما التعليقات فتنوعت بين الدعاء على الجد، ونصائح برفع دعوى ضد الجد أو خطف الطفل، أو اللجوء لأحد البرامج.

هبة مطلقة منذ 5 سنوات، قالت: «الطلاق مش وصمة عار عشان ترضى بأقل من حقك أو بأى راجل والسلام، بلاش فكرة المجتمع تأثر عليكٍ وتخسرى نفسك، اوعى ترضى بالقليل»، وهو ما أيدته عدد من عضوات الجروب.

أما نوفا فطرحت قضية شائكة وهى أنها لا تزال تحب طليقها، فجاءتها التعليقات، «أنا خلعته وأنا بحبه لأنى ما لقتش فايدة وهو عمره ما حبنى أصلاً، وما حبتهوش أولانى عشان أحبه بعد الطلاق، والصراحة لسه بحبه رغم إنه ممرمطنى فى المحاكم، وأنا ما فيش واحد اتطلقت منه إلا وأنا بحبه بس الواحد من دول لازم يتطلق عشان يتعدل حتى لو حسيبه لغيرى».

بخلاف دردشة العضوات عن مشكلاتهن يتبنى الجروب ما اسماه بـ«انتفاضة السينجل مامز» ضد قانون الأسرة مطالبات بمراجعة بعض مواده الظالمة مثل المطالبة بمنع دخول الأطفال للمحاكم، وإلغاء الاستضافة وتسريع إجراءات التقاضى فى قضايا النفقة، وإلزام الأب بمصروفات المدارس وإسقاط حق الرؤية عن الأب الذى يرفض الإنفاق على أبنائه، والسماح بسفر الأبناء مع الأم، وعدم إسقاط الحضانة عنها فى حال زواجها، ورفض خفض سن الحضانة.

خاطبت الصفحة عدة وزارات فى مقدمتها وزارة التضامن لتبنى سياسات لدعم المرأة المطلقة مثل توفير فرص عمل ورعاية صحية ونفسية لها ولأبنائها، ودور حضانة، كذلك خاطبت وزارة العدل لعدم «مرمطة» الأمهات سنوات فى المحاكم للحصول على حقوقها وحقوق أبنائها وتغليظ العقوبة على الاب الذى يرفض الإنفاق على أبنائه. كما طالبت الصفحة وزارة التربية والتعليم بتخفيض المصروفات عن الأم المعيلة وتقديم تسهيلات لقبول أبنائها فى المدارس الحكومية والتجريبية، وكذلك طالبت الجمعيات ومنظمات المجتمع المدنى الاهتمام ببرامج لدعم المرأة المعيلة كتعليمها حرفة وتوفير وظائف، وتنظم الصفحة أيضاً دورات تدريبية وورش عمل مجانية لتدريب الأم المطلقة على التعامل مع أبنائها لحمايتهم نفسياً، وندوات ومؤتمرات لتوصيل أصواتهن لذوى الشأن.