خبراء يكشفون عن سيناريو الحرب المستقبلية بين "السعوية وأمريكا" بعد قانون "جاستا"

تقارير وحوارات

العاهل السعودي وأووباما
العاهل السعودي وأووباما



تزايد الحديث عن مستقبل العلاقات السعودية الأمريكية، عقب موافقة الكونجرس الأمريكي على القانون المعروف بـ "جاستا"، ذلك القانون الذي يسمح لأهالي ضحايا أحداث 11 سبتمبر بمقاضاة الدول التي يتبعها المسلحون الذين شاركوا في هذه العمليات المسلحة، فتنأ البعض أن يكون هناك حربًا من نوع جديد بين البلدين، فيما حذر آخرين من هذه الخطوة.
 

أمريكية تؤجج الأوضاع و ترفع دعوى قضائية ضد السعودية
وبناء على ما فرضه القانون الأمريكي بضرورة مقاضاة الدول التي يتبعها المسلحون، بادرت أمريكا برفع دعوى قضائية ضد المملكة العربية السعودية، حسبما  أفادت وكالة بلومبرغ للأنباء، أن الأمريكية ستيفاني دي سيمون، أرملة ضابط البحرية باتريك دن، الذي قتل في أحداث 11 سبتمبر، رفعت دعوى ضد المملكة العربية السعودية إلى محكمة في واشنطن، تبنت فيها اتهام السعودية بتقديمها الدعم المادي لتنظيم القاعدة، مطالبة بتعويض عقابي بدون تحديد قيمة مالية.
 

ولي العهد السعودي: الاستهداف واضح
 ولم يكتف الجانب السعودي بالسكوت، حيث يرى مسؤولون في الرياض أن قانون "جاستا" يمثل تصعيدًا خطيرًا، من شأنه إعادة الحسابات في مستوى العلاقات بين الولايات المتحدة وبين المملكة العربية السعودية، في العديد من ملفات الأمنية والاقتصادية.

كما أكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف، إن القانون الأمريكي يؤكد على الاستهداف الواضح للمملكة، قائلا: "الاستهداف واضح ولا يختلف عليه اثنان ولا نستطيع أن نقول لهم لا تستهدفونا، لكن المهم أن نحصّن أنفسنا قدر الإمكان".
 

مطالبات بقطع العلاقات
وفي رد على هذا القانون شهدت مواقع التواصل موجة غضب عاتية، اعتراضا على موافقة الكونجرس الأمريكي على هذا القانون، حيث طالبت معظمها بقطع العلاقات مع الولايات المتحدة، فيما شدد البعض على ضرورة فضح السياسة الإرهابية الأمريكية في المنطقة.
 

الحرب القادمة
وفي سياق ما سبق رأى الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ السياسة الدولية، أن قانون جاستا يعد من أغرب القوانين التي شرعها الكونجرس، لافتا إلى أنه لا يسمح بالأساس بقانون يقاضي دول، حيث أن الدولة لا تسأل عن الأفراد الذين يشاركون بأعمال إجرامية.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن القانون المعروف بـ "جاستا"، اذا ما ظل متواجدا سسيسبب أزمات ليس لها مثيل على الإطلاق فيما بين الدول، مؤكدًا أن هذا القانون لن يضر فقط المملكة العربية السعودية، بل سيمتد إلى عدة دول عربية.
 
وأوضح أستاذ السياسة الدولية، أن الحرب القادمة ستكون حربًا اقتصادية كبيرة، حيث ستحاول الولايات المتحدة الأمريكية، أن تفرض سيطرتها على الاستثمارات السعودية وهي بالمليارات، متوقعًا أن يكون هناك تغيرًا كبيرًا في شكل العلاقات خاصة في حال تدخل الدول العربية الأخرى.

 
ابتزازات أمريكية
 فيما أوضح الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن هذا القانون الأمريكي "جاستا"، يعد بمثابة حرب شعواء على العلاقات السعودية الأمريكية، لافتًا إلى أنه يسبب حرج كبير للسعودية على وجه الخصوص، إذ أنه يمثل ابتزاز كبير لها من قبل أمريكا.
 
وأضاف في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أنه من السابق لأونه التحدث عن اندلاع حرب مباشرة بين الولايات المتحدة والسعودية، قائلا: "السعودية عليها أن تتعامل بحذر شديد مع تلك الابتزازات الشديدة".
 
وحذر نافعة من أن هذا القانون سيطال عدة دول عربية أخرى، حيث لن يقتصر على السعودية فقط، وهو الأمر الذي سيكون بالتأكيد بداية لتغيير شكل العلاقات الدولية بكاملها.