عندما عادت جولدا مائير إلى المطبخ

منوعات

بوابة الفجر



عقب هزيمة إسرائيل في حرب السادس من أكتوبر، شكل الكنيست لجنة تقصي حقائق لتحديد المسئولية وعُرفت هذه اللجنة بلجنة أجرانات ، و أنتهت هذه اللجنة الى أن العامل الأساسي في الهزيمة كانت جولدا مائير رئيس الوزراء آنذاك جولدا مائير وازالت اللجنة المسئولية عن الجيش الاسرائيلي بالكامل وان المسئوليه تقع علي عاتق جولدا مائير وحدها
وبعيداً عن صحة ما أنتهت اليه أعمال اللجنة إلا أن جولدا مائير تستحقالقاء المزيد من الضوء عليها كأول وأخر سيدة تشغل منصب رئيس الوزراء للكيان الصهيوني وصفها الكاتب الإسرائيلي " بوعز أبل " بأنَّها كانت منافقة ، تجيد التلون كالحرباء. ، ووصفها بن جوريون بأنها الرجل الوحيد في الحكومة الإسرائيلية  
جولدا مابوفيتش  ولدت عام 1898 م  فى روسيا ، كان أبوها نجاراً بسيطاً  ، هاجر بهم إلى أمريكا عام  1906 وتخرجت جولدا مائير في معهد المعلمات وعملت في التدريس ، وأثناء هذه الفترة انضمت إلى إحدى الجماعات الصهيونية النشطة ، ومن خلالها تعرفت على زوجها  موريس ميرسون  
تولت وزارة الخارجية بعد حرب 1948 ، ثم تولت رئاسة وزراء اسرائيل فى الفترة من 1969 و حتى 1974  ، كتبت جولدا مائير رئيسة وزراء اسرائيل مذكراتها بعنوان " حياتى " و ترجم إلى العربية بعنوان "أعترافات جولدا مائير" و خصصت فصلاً كاملاً حول حرب أكتوبر ،قالت فيه :سأظل أحيا بهذا الحلم المزعج لبقية حياتى ، و لن أعود نفس الإنسانة مرة أخرى التى كنتها قبل حرب كيبور  .
و قالت فى اعترافاتها : كان التفوق علينا ساحقا من الناحية العددية ، سواء فى الأسلحة أوالدبابات أوالطائرات أوالرجال ، و أضافت  كنا فى انهيار نفسى عميق   ، و فى اليوم التالى للحرب أبلغها وزير الدفاع موشى ديان بمدى سوء الوضع فى سيناء ، و عرض عليها الإنسحاب وإقامة خط جديد للدفاع ، كماعرض عليها استقالته ثلاث مرات
وذكرت جولدا أنها فى يوم 10 أكتوبر اتصلت بسفير اسرائيل فى الولايات المتحدة  الساعة 3 صباحا ، تطلب منه تدخل أمريكا و عمل جسر جوى لإنقاذهم ، و عندما أخبرها أنه لا يستطيع أن يتصل بأحد فى هذا الوقت ،غضبت و صرخت فيه قائلة : لا يهمنى ما الساعة الآن .. أطلب كسينجر فورا.
وفي  محضر اجتماع سري بين كيسنجر ورئيسة الوزراء الإسرائيلية جولدا مائير ليلة صدور قرار مجلس الأمن رقم 338 لوقف إطلاق النار إن جولدا هي من طلبت وقف إطلاق النار و ليس كما زعم كسينجر أنه ضغط عليها .
و بعد تأكُد هزيمة أسرائيل تعرّضت جولدا مائير لضغوط داخلية نتيجة الأحداث التي سلفت فقامت بتقديم استقالتها وخلفها  في رئاسة الوزراء اسحاق رابين وعادت هي الى منزلها شأنها شأن أي أمرأة عادية  الى أن توفيت في8 ديسمبر 1978م ودفنت في مدينة القدس.