"وجع غربة"..هاجر ليوفر رزق ابنه.. فقتله لصوص أفريقيا ومات دون رؤيته ( صور)

محافظات

والدة المتوفي
والدة المتوفي


 الخارجية تركت جثمانه وتقاعست عن نقله لمصر..وشباب الغربة جمعوا أموالًا لدفنه

 تجمع أفراد الأسرة البسيطة، والفرح يملأ أعينهم، ولم تسعهم الدنيا كلها من السعاده بالمولود الجديد الذى رزقهم الله إياه بعد الإبن الأكبر، ينظرون إليه نظرة عشق تملأ من حولهم الأمل وتمنحهم التفاؤل كلما أحل بهم بؤس الحياة ومشاقها، ويصابرون من أجل مستقبل ابنهما " مرزوق"، ليرسموا له طريق النجاه ومستقبل جيد.


وما أن ابلغت الأم زوجها بالمولود الجديد، أسرع الأب المسكين " أحمد جميل عبد الصمد" الذى بلغ عقده الرابع، لتكثيف عمله ومواصلة الليل بالنهار فى غربته بجنوب أفريقيا، فلقد أصبح لديه طفل جديد بجانب ابنه الأكبر " محمد" بن العامين، وعزم ألا يراه إلا والرزق يسبقه، ليوفر له اللعب وأحلى ما يتزين به الأطفال ليسعد طفله الذى لم يره منذ ميلاده، ولم يدر أن ارادة الله ستسبقه وسيلقى ربه قبل لقاء ابنه.

تفاصيل الحادث نزلت كما الصاعقه على المصريين، فلم يمر سوى أيام قليلة على حادث رشيد الموجع والذى راح ضحيته عشرات الشباب، فلم يرحمهم البحر، ولم يتركهم البر، بل ولاحقت أحمد عصابات الموت، ليصبح حال طالبى الرزق الموت غرقا أو قتلا وإن لم يكن معه أموال الهجرة يموت داخل وطنه ضيقا وهما وربما جوعا.


وبعد أن انتشر نبأ الحادث المؤلم، ساد الحزن مسقط رآسه، قرية بلكيم التابعة لمركز السنطة بمحافظة الغربية، وأصبحت كلها عبارة عن سرادق عزاء، وانتابت والدته حالة من الانهيار والحزن الشديد، ولم تتحمل زوجة " المسكين" النبأ، فدخلت فى نوبة من البكاء، فلقد تيتم الإبنين ومات الأب دون رؤية نجله الأصغر، ولم تجدى دموع البكاء نفعا رغم قسوتها.

ويروى أهالى القرية وبعض أقاربه فى تصريحات خاصة لـ " الفجر" إن أحمد شاب مثله مثل كل شباب مصر، وجد أبواب الرزق مغلقة فى وطنه، بعد ان أكمل الثانوية الصناعية وتزوج وأصبح عمر طفله الأول عاما واحدا، فاضطر إلى الهجرة لدولة جنوب أفريقيا للكسب من عرقه وكده وجهده، فعمل فى بيع الملابس هناك ومعه شقيقه محمد بن الـ 29 عاما.

 وفى ليلة المصير الأخير، كان يسير " أحمد" وشقيقه الصغير، داخل العاصمة الجنوب افريقية، بسيارة ملاكى ماركة " لانسر" وبها البضائع ومعهم 9 آلاف راند، هاجمهما 5 لصوص بالأسلحة النارية، ما أودى به قتيلا ونجا أخيه بإعجوبه قبل أن يلقى مصرعه هو الأخر.

ويؤكد زملاؤه المقيمون معه ضمن الجالية المصرية بالعاصمة الجنوب افريقية، إن اللصوص بعدما قتلوا " أحمد"، وهرب أخيه خوفا من أن يلقى نفس المصير، سرقوا السيارة وقادوها حوالى مسافة 100 متر، ثم تركوها بعد أن استولوا على المبلغ المالى وكل ما فيها، وحدث فقدان فى الوعى والإدراك للشقيق الأصغر، ما اضطرهم إلى نقله إلى المستشفى وأصبح فى حالة صعبة للغاية حسرة على أخيه.

وتقاعست الخارجية المصرية، حسب ما يرويه، محمد حمدي يوسف، أحد أقاربه، فلم تتخذ أى إجراءات حفاظا على حرمة الجثمان، حتى إجراءات نقل الجثة لم تفعل بها أى شئ، وعندما وجد شباب الجالية المصرية من المغتربين هناك، أن الخارجية متقاعسة، تكفلوا بدفع مبالغ نقله إلى مصر، على الرغم من أنه من صميم عمل السفارة، ليحفظوا له على الأقل كرامة الدفن، مؤكدا أن السفارة المصرية هناك أغلقت الباب فى وجه المصرين دون عرض الأمر على السفير.