شوبير يكتب : مخطط حرق كوبر بدأ مبكرا ..والشعب سيطيح بالاتحاد فى هذه الحالة

الفجر الرياضي



لم يكن أكثر المتشائمين يعتقد أن الخلافات ستدب سريعا داخل أروقة الاتحاد بين السادة الأعضاء، فما حدث خلال الجلسة الاخيرة للاتحاد المصرى لكرة القدم والتى اعتبرها الجلسة الأولى لا يبشر بأى خير لمستقبل الكرة المصرية ومستقبل هذا الاتحاد. فالكثيرون ظنوا أن وجود شخصية بحجم وقوة هانى أبوريدة قادرة على الحسم والضبط والربط داخل الاتحاد ستقضى على كل المشاكل وستضع الأسس والمبادىء فترة أربع سنوات، والتى من المفترض أن تكون عمر هذا الاتحاد، ولكن ماحدث فى جلسة الاثنين الماضى من تراشق كاد يصل إلى حد تبادل الضرب بين أحد الأعضاء والتهديد والضرب بالأحذية، هو مؤشر خطير لمستقبل الكرة المصرية، فليس من المعقول أن تستمر جلسة اتحاد الكرة لمدة ست ساعات دون الإعلان عن أى قرار مهم يخص مستقبل الكرة المصرية وليس من المقبول أن تنتظر الأندية وتنتظر الجماهير قرارات حاسمة تعيد الهيبة المفقودة إلى منظومة الكرة المصرية ثم نفاجأ بأن مجلس إدارة الاتحاد لم يستطع حتى إعلان رئيس لجنة أو تنظيم مسابقة أو حتى إعلان أسماء مدربى منتخبات الناشئين بسبب الخلافات الحادة التى ضربت السادة أعضاء مجلس الإدارة وجعلتهم يتبادلون الاتهامات والسباب، لدرجة أن أحدهم هدد الآخر بضربه بالجزمة، والمتابع لمسيرة هانى أبوريدة الإدارية يعتقد أنه مازال بإمكانه السيطرة على الأمور وإعادة الأوضاع لنصابها الطبيعى قبل أن يفلت الزمام وأن يكون الحبل على الغارب داخل الاتحاد المصرى لكرة القدم، وأقول للصديق أبوريدة إن الحسم لابد أن يكون هو شعار المرحلة المقبلة فكفانا مجالس شيوخ العرب وتقبيل الرؤوس وجلسات الصلح العرفى فى المنازل والمطاعم والتى ماتلبث أن تنتهى فور انتهاء الجلسة ويظل كل عضو على ما بداخله من اتهامات وتربص بالآخر، وأقول لأبوريدة: هل من المقبول أن يمر من عمر الدورى العام ثلاثة أسابيع والاتحاد دون لجنة حكام؟.. وهل من المعقول ألا يكون هناك رئيس للجنة شئون اللاعبين او لجنة الانضباط أو لجنة التظلمات والاتحاد قد أنهى الشهر الأول من عمره؟.. أظن أن هذا أمر لا يليق باتحاد كرة على رأسه عضو بالاتحاد الدولى والاتحاد الافريقى لكرة القدم، فدائما وأبدًا ما تكون الجلسة الأولى هى جلسة الإجراءات وتسكين اللجان والانتهاء من الأمور اللوجستية حتى يتفرغ اتحاد الكرة لما هو أهم وأجدى ألا وهو مسيرة المنتخبات المصرية وإدارة المسابقات والتى هى عنوان الكرة المصرية، ودعنى أحذر الصديق أبوريدة وزملاءه داخل المجلس إننى أشم رائحة إخفاق جديد للكرة المصرية سواء كان للمنتخب الأول أو لمنتخبات الشباب والناشئين فى حالة استمرار الوضع على ما هو عليه من عدم اتخاذ قرارات تضع الأسس والمبادئ التى تسير عليها المنتخبات فى المرحلة المقبلة، ولا يخفى على أحد أن منتخب الناشئين مواليد 2000 راح ضحية لعدم اختيار مدربيه مبكرا أو الاستعداد الجاد فى التصفيات الإفريقية مما جعلنا نخسر ولأول مرة فى التاريخ أمام منتخب ضعيف بحجم المنتخب الإثيوبى مع خالص احترامنا وتقديرنا له والكارثة ستتكرر لو استمر الحال كما هو عليه، فليس بزيارات الوزير ورئيس الاتحاد تفوز المنتخبات ولكن بالنظام والعمل والتخطيط السليم نستطيع أن نفوز وأن نحقق البطولات التى من الممكن أن نحرزها فى حالة وجود برامج واضحة وخطط مسبقة لإعداد هذه المنتخبات، والأمر نفسة ينطبق على بطولة الدورى العام والتى مازالت أزمة الملاعب تطل برأسها على كل أسبوع فى المسابقة، فلا نعرف أين ستقام مباريات معظم الفرق حتى ليلة المباراة نفسها، فهى المشكلة الأزلية التى تعيشها الكرة المصرية منذ ثلاثة أعوام أو يزيد، ولم نستطع حلها حتى الآن، لذلك أرجو من المهندس هانى أبوريدة أن يسعى جاهدا لتنحية كل الخلافات جانبا وأن يضع نصب عينيه التحديات القادمة التى تواجهها الكرة المصرية وأن مصير هذا الاتحاد سيكون الخروج من المنظومة مبكرا بسبب السخط الشعبى الذى سيواجهه فيما لو لا قدر الله أخفقنا فى تصفيات كأس العالم أو نهائيات الأمم الإفريقية. ولا أجد ما اختم به مقالى سوى الكلمات التى كتبها الكابتن ضياء السيد مدرب مساعد المنتخب الوطنى سابقا وقال فيها إن مخطط حرق كوبر قد بدأ مبكرا وأنه يشم رائحة الخروج من كأس العالم فى تكرار لما حدث فى تصفيات المونديال السابقة.