أزمة السكر والأرز تدخل نفق مظلم.. التجار والمسئولون يتبادلون الاتهامات.. والمواطنون: "حرام عليكي ياحكومة"

الاقتصاد

السكر والأرز
السكر والأرز


"التموين": جشع التجار وراء افتعال الأزمات.. ومخزون السكر متوافر وآمن
مواطنون: "كيس سكر على كل بطاقة! حرام عليكى  ياحكومة"
"الشحات": لايوجد أزمة بالأرز.. ومتوافر لمدة عام ونصف
نقابة البدالين: يوجد أزمة بالسكر والأرز.. والمواطن من يدفع الثمن
معاون الوزير: أرصدة السكر آمنة وتكفى حتى فبراير المقبل

أثارت أزمة اختفاء السكر والأرز من الأسواق وارتفاع أسعارهم، حالة من الجدل بالشارع المصري، خلفت على إثرها تبادلًا للاتهامات بين المسئولين والتجار حول سبب الأزمة، فالحكومة تتهم التجار بالاحتكار والتجار يتهمون الحكومة بالفشل، ـوما بين هذا وذاك تشتعل الأزمة ويزداد الوضع سوءًا، دون أى محاولات جادة من الطرفين لإيجاد حلول، وترصد الفجر من خلال هذا التقرير تخبط تصريحات مسئولي الحكومة والتجار حول الأزمة وردود أفعال المواطنين حول ذلك:
 
وللوقوف على أبعاد أزمة السكر التي تشهدها الأسواق حاليًا، تجولت "الفجر" بمناطق المعادى والبساتين، حيث سألنا المواطنين ومحال البقالة عن السكر، وكانت الردود كالآتي:

أكدت "أم دعاء" بقالة بالمعادي، أن السكر موجود ولا توجد أى مشكلة، ولكن تم تحديد كيلوات السكر على كل بطاقة؛ لكى يتثنى للمواطنين الحصول على ما يستحقوه من الدعم.
 
وأبدت محسنة الشريف امتعاضها حين عملت أن لكل بطاقة تموينية كيس سكر واحد فقط، قائلة: "حرام عليكي ياحكومة.. هأعيش إزاي بـ4 أكياس سكر طول الشهر؟".

وأضافت أمانى حسن موظفة، إن أزمة السكر والأرز أصبحت سكين فى ظهر الحكومة، مشيرة إلى أن زيادة الأسعار أصبحت تشكل خطرًا كبيرًا على المواطنين.
           
كما أكد أحمد محمود -موظف لديه 4 أولاد-  أن ارتفاع أسعار السكر أرغمه على التخلى عن مشروبه المفضل وهو كوب الشاى، محاولاً العيش تحت سقف التقشف كى يستطيع مواصلة إلتزماته، قائلًا "أولادي أولى بملعقة السكر".

وأشارت سيدة رزق -ربة منزل- إلى إن السكر من أهم السلع التى يحتاجها البيت المصري، مؤكدة وجود أزمة حقيقية حيث لم يعد متوافرًا كما كان من قبل، كما ارتفعت أسعاره إلى 10 جنيهات ونصف للكيلو، بحسب تعبيرها، مطالبة بسرعة التحرك لحل الأزمة؛ للقضاء على استغلال التجار، وضخ كميات كبيرة من السكر بالأسواق لسد الحاجة.
 
وأوضح محمود محمد موظف أن  بطاقتة بها 5 أفراد، والبقال التمويني صرف له كيلو سكر فقط لكل فرد، قائلًا: "هل يعقل هذا.. هيا الحكومة نايمة كدة ليه وكل يوم يخرج منشور بضخ كميات كبيرة من السكر لا يراها المواطن".

وحول تصريحات المسئولين حول الأزمة، نفى رجب شحاتة رئيس شعبة الأرز والحبوب باتحاد الصناعات، وجود أزمة فى محصول الأرز، مؤكدًا وجود فائض استراتيجى  يكفى لمدة عام ونصف.

وأكد رئيس الشعبة، أنه خلال أيام سيُعلَن عن مناقصة لاستيراد 100 ألف طن أرز، متابعًا: "نحن فى حالة حرب ولابد من عدم نسياق المواطن وراء شائعات وهمية"، مشيرًا إلى أن سعر كيلو الأرز يتراوح مابين 4 إلى 4.5 للكيلو.
  
كما قال ماجد نادى المتحدث الرسمى لنقابة البدالين، إنن هناك أزمة في الأرز التمويني والحر بنسبة عجز 40% بالسوق المحلي وذلك لعدم توافر الأرز الشعير، موضحًا أن السعر الحالي لطن الأرز الأبيض يبلغ نحو 4200 جنيه، ليصل إلى المستهلك بسعر يتراوح ما بين 5 و6 جنيهات للكيلو، فيما شدد على ضرورة الإسراع بفتح باب استيراد الأرز لتجنب حدوث أزمة في الأرز.
 
من جانبه قال نادر نور الدين المستشار الأسبق لوزير التموين، إن السوق لا تزال تعاني من أزمة السكر والحكومة لم تتدخل بضخ كميات كبيرة في منافذ البقالة التموينية والمجمعات الاستهلاكية إلا بعد اشتعال الأزمة.

وتابع "نور الدين": "أزمة السكر كان من الممكن حلها في بداية الأمر، ولكن  بطء المسؤولين في التجاوب مع الحلول والمقترحات المقدمة إليهم وراء تفاقم الأزمة.

هذا وأكد أحمد كمال معاون الوزير ضخ كميات كبيرة من السكر عبر السيارات المتنقلة والمجمعات الاستهلاكية والسلاسل التجارية لطرحها للبيع بسعر 5 جنيهات للكيلو، ضمن خطة لضخ 50 ألف طن سكر بالأسواق لتحقيق التوازن بالأسعار.

واضاف كمال ان أرصدة السكر فى مصر آمنة وتكفى حتى شهر فبراير المقبل إلى جانب التعاقد على استيراد 420 ألف طن سكر خلال الشهر الحالي، كما ضخت الشركة العامة لتجارة الجملة نحو 100 طن سكر عبر سيارتها المتنقلة فى 14 محافظة و ضخ كميات كبيرة من السكر بالمجمعات الاستهلاكية والمنافذ التابعة للوزارة والتى يصل عددها إلى 4400 منفذ ومجمع استهلاكى.

وأوضح اللواء محمد أبو شادى وزير التموين الأسبق أن أزمة السكر ترجع إلى الجشع والاحتكار لتعطيش السوق خاصة أن انتاج مصانعنا من السكر يكفينا بنسبة 70%، مضيفًا "هذا كفيل بمنع أى أزمة  وينبغى ألا يزيد حجم الأزمة عن 30% فقط  وهي النسبة التي نستورها، لكن الحقيقة أن الأزمة تجاوزت 70% فى أغلب المحافظات.

وفي ظل استمرار الأزمة، أكد المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، ليؤكد أن الحكومة حريصة على توفير السلع الأساسية للمواطنين وإتاحاتها من خلال المنافذ الثابتة والمتحركة على مستوى الجمهورية وأنها اتخذت إجراءات عاجلة لتوفير السكر في الأسواق بأسعار مناسبة.

فيما أعلن عاطف يعقوب رئيس جهاز حماية المستهلك، ضبط 120 طن سكر تموينى بالشركة المصرية لتجارة الجملة فرع بوش 2 بمركز ناصر واردة من مصنع السكر بالفيوم لم يتم تعبئتهم بادعاء نقص العمالة اللازمة بالاضافة إلى10 اطنان بمصنع الهارونى، و9 أطنان سكر يتم بيعهم بالسوق السوداء من قبل أحد المصانع فضلًا عن التحفظ على 3 أطنان بأحد فروع جمعيتى واحد المجمعات الاستهلاكية، مؤكدًا أن المخالفين تعمدوا تعطيش الأسواق بالرغم من توريد كميات كبيرة.