في تكريم الست .. عبد الوهاب يرفض الغناء وبديع خيري يسأل عن " كلثوم "

تفاصيل عديدة تختفي و يطويها التاريخ بفعل مرور الزمن، ولكن هيهات أن تتلاشى تفاصيل الماضي طالما كان هناك العاشقون للتاريخ وجنباته أذ يحكي الباحث الموسيقي كمال عزمي تفاصيل يوم تكريم كوكب الشرق أم كلثوم بعد عودتها من رحلة علاجية طويلة في أوروبا وذلك بحسب ما ذكرته جريدة المصور في الثاني عشر من اكتوبر لعام 1949، وتسابق نجوم الفن و المجتمع و رجال الدولة بالحضور الى هذا الحفل الذي أقيم في معهد فؤاد الأول للموسيقى 

الغريب في الأمر كما يقول الاستاذ كمال عزمي أن عبد الوهاب رفض الغناء في هذا الحفل و ذلك بعدما إتصلت لجنة الاحتفال ممثلة بابراهيم حجاج ومحمد القصبجي بمحمد عبد الوهاب وطلبت منه تلحين مقطوعة جديدة ليغنيها وذلك قبل موعد الحفل باسبوع واحد فأجاب بأنه لا يستطيع تلحين مقطوعة جديدة والانتهاء من بروفاتها في أسبوع واحد.

ولما سمع الشاعر عزيز أباظة بما حدث فأبلغ عبد الوهاب أنه على استعداد أن يقدم له قصيدة جديدة ليلحنها ويغنيها في الحفل ولكن عبد الوهاب إعتذر بلباقة فلم يبق على موعد الحفل إلا أربعة أيام ولما بلغ أم كلثوم هذا اقترحت على عبد الوهاب أن يغني في الحفل أي أغنية من أغانيه المعروفة ورفض عبد الوهاب وأصر على عدم الإشتراك في الحفل إلا بأغنية جديدة ليس لديه الوقت لتلحينها.

و افتتحت الغناء الفنانة فتحية أحمد بأغنية

 الناس تقدم تهانيها وانا جاية

أبيع الأزاهر للجناينية

وأهدي الطرب للطرب والرك ع النية

 كما ألقى عباس محمود العقاد قصيدة مطلعها يقول :

أم كلثوم يا بشيرا من الله بالرجاء ...أنت من وحيه ولله في الفن أنبياء

أما بيرم التونسي فألقى زجلاً يقول مطلعه:

يا مرفهة عن جميع الناس وتعباني وف حارة السيدة والسد فاضحاني

يقولوا آدي مؤلف دور يا هجراني ويسألوني انت مسلم وللا نصراني

و ألقى بديع خيري زجلاً قال فيه:

مين هو كلثوم ده يا بخته إللي انتى إسماً تبقي أمه

واللي انتي فعلاً ولا أخته ولا بنت خاله ولا عمه