صفقات «نسور الجو» لتأمين الحدود ومواجهة الإرهاب

العدد الأسبوعي

طائرة من طراز F16
طائرة من طراز "F16 – Block 52" - أرشيفية


■ مصر وقعت عقداً مع أمريكا لاستلام 20 طائرة من طراز «F16 – Block 52»

■ صفقة مع شركة «إير باص» للحصول على 24 طائرة نقل تكتيكى


تستمر القوات المسلحة فى عقد صفقات السلاح، بما يضمن تغذية جميع الأفرع القتالية من القوات البرية، الجوية، البحرية، الدفاع الجوى، بأحدث الأسلحة الموجودة على مستوى العالم.

مصدر عسكرى أوضح لـ«الفجر» أن الغرض من كل هذه الصفقات حماية الحدود، ومواجهة جميع التحديات المختلفة المحيطة بمنطقة الشرق الأوسط عمومًا، والعالم العربى خصوصًا.

وحظى سلاح الطيران باهتمام جميع قادة القوات المسلحة؛ لأنه الذراع الطولى لمصر، فتم تحديثه بجميع الإمكانيات والأسلحة الجديدة المتطورة، التى أعادت للمنطقة التوازن ورجحت القوة العسكرية فى الشرق الأوسط وإفريقيا لصالح مصر، وهذا ما ساهمت فيه بقوة طائرات «رافال» فرنسية الصنع، حيث ضمنت للطيران المصرى التفوق النوعى والعددى فى المنطقة.

وأضاف: لم يتوقف تعزيز نسور الجو عند حد الـ«رافال» فقط، حيث تم التطعيم بطائرات اعتراضية مقاتلة، وطائرات نقل، ومروحيات، لتكتمل المنظومة، فوقعت مصر عقدًا مع الولايات المتحدة الأمريكية لاستلام 20 طائرة من طراز «F16 – Block 52»، وتسلمنا بالفعل مجموعة من تلك الطائرات، على أن يتم تسليم الباقى على دفعات.

وأوضح أن الطائرات المقاتلة تتميز بتعدد المهام، فتم تصميمها لتحقيق السيادة الجوية فى مختلف الأوقات نهارًا وليلا، وكذلك تطوير منظومة القصف الأرضى، والاستطلاع، والاعتراض الجوى، لما تتميز به من قدرة ممتازة على المناورة، وأيضًا مقطع رادارى وحرارى منخفضين، وحازت على ثقة الجميع، لتصبح صاحبة ثانى أضخم إنتاج فى العالم بعد «ميج 21»، بعدد تجاوز 4540 مقاتلة.

ليس ذلك فحسب، بل دخلت الخدمة لدى 27 قوة جوية مختلفة حول العالم، بمختلف إصداراتها على مدار سنوات خدمتها؛ وذلك بفضل سعرها المنخفض، وتكلفة تشغيلها الاقتصادية، وقدرتها الهائلة على استيعاب جميع التطويرات والتقنيات الحديثة بما فى ذلك تقنيات الجيل الخامس من الرادارات وأنظمة الملاحة والحرب الإلكترونية والأنظمة القتالية.

وحتى الآن، ما زالت خطوط إنتاجها مستمرة، بالإضافة إلى الترقيات والتطويرات المختلفة، وتتميز بقدرة كشف جوى تزيد بنسبة 33% عن الرادارات السابقة، بالإضافة إلى دقتها العالية فى رسم الخرائط الأرضية، ومقاومة التشويش الإلكترونى، وإطلاق الذخائر الموجهة بالملاحة عبر الأقمار الصناعية، وأيضًا الصواريخ الجوالة، بفضل وحدة القياسات بالقصور الذاتى لتحديد مواقع الأهداف.

أما الطائرة الاعتراضية الثانية فهى «ميج 35» روسية الصنع، وتعاقدت القوات الجوية على 40 طائرة منها فى مايو وأغسطس عام 2013، فتم تأجيل التعاقد حتى عام 2016، نظرا للحاجة إلى بعض التعديلات فى خط الإنتاج، وإضافة أجهزة إلكترونية جديدة من تقنيات الجيل الخامس، الأمر الذى جعل من هذه الطائرة قطعة حربية متطورة.

وألمح المصدر إلى أن هذه الطائرة تم تصنيفها أيضًا كمقاتلة متعددة المهام، مع اختلاف مهامها وانحصارها بين مهام القصف الجراحى الدقيق والسيادة الجوية، لكنها اعتراضية فى المقام الأول، وهى نسخة مطورة من «ميج 2»، بعدما تم تزويدها بمحركين جديدين أقوى من محركى «ميج 29»، ما جعلها أخف فى الوزن وأسرع فى الحركة، فضلاً عن تزويدها بالعديد من الأنظمة الرادارية والكهروبصرية.

وبعيدًا عن المواصفات الفنية، فإن الجانب التقنى فى المقاتلات أحد أهم الجوانب التى تضمن حسم الصراعات، وتحقق التفوق النوعى، كما تتميز بامتلاكها أنظمة معلوماتية متكاملة من أنظمة مقاتلات الجيل الخامس، فضلاً عن إمكانية إضافة أى منظومات تسليحية روسية أو أجنبية أخرى.

وفيما يخص طائرات النقل العسكرية، وقعت مصر صفقة مع شركة «إير باص»، للحصول على 24 طائرة نقل تكتيكى من طراز «كاسا»، تستلمها على خمس دفعات، وأهم ما يميز الأسطول المصرى بخصوص هذه الطائرات هو القيام بمهام النقل التكتيكى للطائرات العاملة فى سلاح الجو المصرى، ولكن بتكلفة تشغيلية أقل، تصل إلى الثلث، وتبلغ الحمولة القصوى للطائرة نحو 9.25 طن من المعدات والذخائر، ويمكنها حمل حتى 71 فردا مقاتلا بكامل معداتهم، ويبلغ مداها الأقصى 1300 كيلومتر وارتفاع 9100 متر فوق سطح الأرض.

وقال المصدر: لطائرات «كاسا» دور بارز خلال الضربة الجوية ضد تنظيم «داعش» فى ليبيا، حيث قامت بأعمال الفتح الاستراتيجى لقاعدة مطروح الجوية، والتى كانت نقطة تمركز لبعض أسراب المقاتلات والمروحيات الهجومية، فى حال الحاجة للدعم أو حدوث أى طوارئ، أو الحاجة لتنفيذ المزيد من الضربات، وقد قامت طائرات النقل بتوفير معدات الصيانة والدعم والأطقم الفنية لصالح المقاتلات والمروحيات العائدة من منطقة العمليات.

ومن المروحيات المقاتلة التى كان التعاقد عليها ضرورة ملحة بعد الحصول على «ميسترال»، طائرة «كاموف 52»، وهى مروحية هجومية، مزودة بمراوح مزدوجة وصممها مكتب «كاموف» للتصميمات العسكرية، وهى النموذج المطور عن «كاموف 50» ذات المقعد الواحد، التى استعملت فى الشيشان، وتتميز بتزويدها بمقعدين متجاورين، مع تقليل التدريع الخاص بالكابينة مع تغيير شكل الأنف لتسع منظومة رادارية جديدة، بحيث تسمح باكتشاف الأهداف على بعد 35 كيلومترا، كما تم تزويد الكابينة بمقاعد قاذفة للطيار للنجاة فى حال الإصابة.

وتستطيع هذه المروحية ضرب الأهداف الأرضية المدرعة وغير المدرعة، والأهداف الجوية منخفضة السرعة، مثل المروحيات والطائرات بدون طيار والأفراد على خطوط القتال الأمامية بالعمق، كما أنها تعتبر منصة مسح، وقيادة محمولة جواً لصالح مجموعة من المروحيات الهجومية الصديقة، وتتمتع المروحية الحربية من الجيل الجديد، بقدرتها على قيادة سرب من المروحيات، ولعب دور مركز القيادة الذى يحدد ويوزع الأهداف على المروحيات الأخرى فى السرب.