نائب رئيس مونديال القاهرة لـ"الفجر": نسعى إلى تطوير أداء الإعلام العربي.. واختيار ليبيا لإبراز وجهها المشرق

تقارير وحوارات

المستشار فوزي الغويل
المستشار فوزي الغويل


الجامعة العربية تسعى بشكل حثيث لتطوير أداء الإعلام العربي

حان الوقت لتوظيف الإعلام بشكل يخدم القضايا العربية.. ووضعنا معايير لجودة الأعمال المرشحة بمونديال القاهرة

سنبتعد عن المجاملات في التكريمات.. والجامعة العربية تعمل على تصحيح صورة العرب والمسلمين من خلال بعثاتها بالخارج

العالم لم ير من ليبيا سوى الصورة المشوهة في حين أنها دولة تذخر بموروث ثقافي متنوع

مشاركة ليبيا ستعكس الثقافة والعراقة والأصالة والتاريخ لهذا البلد  

قال المستشار فوزي الغويل، مدير إدارة الأمانة الفنية لمجلس وزراء الإعلام العرب بالجامعة العربية ونائب رئيس اللجنة العليا لمونديال القاهرة للأعمال الفنية والإعلام، إن الأمانة العام بذلت جهودا كبيرة في التصدي للدعاية المعادية، وتصحيح صورة العرب والمسلمين لدى الرأي العام الدولي، وذلك بالتنسيق مع المؤسسات والأجهزة الإعلامية العربية والدولية، وبعثات الجامعة العربية في الخارج ومجالس السفراء العرب في الدول الأجنبية,

وفي إطار الاستعداد لمونديال القاهرة السينمائي للإذاعة والتليفزيون الذي ينظمة اتحاد المنتجين العرب برعاية جامعة الدول العربية والتي ستحل فيه دولة ليبيا ضيف شرف المونديال، كان لنا هذا الحوار والحديث عن دور إدارة الأمانة الفنية لمجلس وزراء الإعلام العرب، ورؤيتها في هذه المرحلة.

* بداية.. ما هو الدور الذي تقوم به الجامعة العربية من خلال الأمانة الفنية لمجلس وزراء الإعلام العرب في مجال مكافحة ظاهرة الإرهاب؟
   
- الوضع الراهن في المنطقة العربية دقيق وشائك، والتحديات التي تواجهها الدول العربية كثيرة ومتنوعة، والإعلام العربي جزء من هذه الظروف، ويعكس صور الأحداث المتصارعة وعلى رأسها الإرهاب والتطرف الديني، ولذلك المرحلة تتطلب مواجهة هذه الظاهرة المستفحلة بتدابير مشتركة ورؤية واحدة، وتوجيه الإعلام العربي ليكون صوتًا واحدًا في وجه هذا الداء لاستئصاله من مجتمعاتنا.

الجامعة العربية تسعى بشكل حثيث إلى تنسيق الجهود لتطوير أداء الإعلام العربي المشترك، انطلاقًا من الاستراتيجية الإعلامية لمكافحة الإرهاب التي أقرها مجلس وزراء الإعلام العرب في دورته (45) في عام 2014.

* ما هي أهم الفعاليات التي نظمتها الأمانة الفنية لمجلس وزراء الإعلام العرب خلال هذه الفترة؟
 
- الأمانة الفنية لمجلس وزراء الإعلام العرب حضَّرت لاجتماعات مجلس وزراء الإعلام العرب، ومكتبه التنفيذي، وما ينبثق عنهما من لجان فنية وفرق عمل في مختلف المواضيع المطروحة، واجتماعات اللجنة الدائمة للإعلام، كما تسهر على متابعة تنفيذ قرارات المجلس واتخاذ الخطوات اللازمة لمتابعة تنفيذ ما يناط بها بمؤسسات الإعلام العربي. 

نظمت في هذا الإطار عدة اجتماعات لفرق الخبراء في مجال التصدي لظاهرة الإرهاب والإعلام الإلكتروني، كما نظم الاجتماع الأول للجنة المشتركة لاحتفالية القدس عاصمة الإعلام العربي، وورشة عمل حول الخطاب الديني ودوره في التصدي لظاهرة الإرهاب. 

ونحن بصدد التجهيز لعقد عدة فعاليات بمملكة البحرين خلال منتصف شهر أكتوبر المقبل، تنفيذًا لقرارات المجلس الوزاري في دورته الماضية والذي تتولى مملكة البحرين رئاسته، حيث ستنظم الأمانة الفنية لمجلس وزراء الإعلام العرب، الحلقة النقاشية البحثية الرابعة حول دور الإعلام في التصدي لظاهرة الإرهاب، والاجتماع السادس عشر لفريق الخبراء الدائم المعني بدور الاعلام في التصدي لظاهرة الإرهاب، وكذلك ستنظم ورشة عمل متخصصة حول دور الإعلام الإلكتروني في مواجهة الأفكار المتطرفة، إضافة إلى عقد الاجتماع التاسع للجنة العربية للإعلام الإلكتروني ويليها مباشرة عقد اجتماع اللجنة الفنية الدائمة للإعلام والذي سيعقد في القاهرة في أواخر الشهر المقبل.

* حدثنا عن دور الجامعة العربية ورؤيتها للإعلام من خلال رعايتها لمونديال القاهرة للإذاعة والتليفزيون في دورته الخامسة؟
 
- تسعى الجامعة العربية من خلال رؤية جديدة تتوافق مع المستجدات الراهنة التي يشهدها العالم بشكل عام والمنطقة العربية بشكل خاص إلى تحديث خطابها الإعلامي ليكون أكثر اقترابا وأهمية وتأثيرًا وملامسة للآخر، ويأتي اهتمامها برعاية الفعاليات الإعلامية المختلفة ضمن هذا الإطار، ولعل رعايتها للدورة الخامسة لمونديال القاهرة للأعمال الفنية والإعلام يؤكد هذا التوجه، فقد حرصت على التأكيد للجهة المنظمة وهي الاتحاد العام للمنتجين العرب -وهو عضو مراقب بمجلس وزراء الإعلام العرب- بضرورة التركيز على تحفيز كل المؤسسات الإعلامية للاهتمام بالأعمال الفنية التي تخدم المجتمع العربي، وتؤكد على نشر القيم السامية وتدعو لترسيخ مفهوم الانتماء والمواطنة ومواجهة الأفكار الهدامة والتطرف.

يأتي هذا الاهتمام من قبل الجامعة العربية ليؤكد أن هذه المؤسسة تضع ضمن أولوياتها الاهتمام بالجوانب الإنسانية والثقافية جنبًا إلى جنب مع العمل السياسي والاقتصادي، ما يدعم مشروع العمل العربي المشترك، ومن ناحية أخرى، فقد اعتمد مجلس وزراء الإعلام العرب خطة للتحرك الإعلامي في الخارج وهي خطة طموحة اعتمدت برامج وأنشطة فعالة لتوظيف المنابر والمؤسسات الإعلامية المختلفة في الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي لإعادة عرض القضايا العربية بأسلوب جديد وبطرح مختلف يتوافق مع العقلية الغربية، مما سيسهم في تصحيح الصورة السلبية والرؤية المشوهة التي عملت الدوائر الصهيونية على ترسيخها في العقل الغربي من خلال الحملات الإعلامية الممنهجة وتوظيف كافة وسائل الإعلام لتحقيق هذا الهدف.

كما أن الجامعة العربية بدأت في تنفيذ الخطة المرحلية للاستراتيجية العربية لمكافحة الإرهاب بعد أن تم اعتمادها من قبل مجلس وزراء الإعلام العرب، وهذا كله يؤكد أن الجامعة العربية قررت التحرك بشكل أكثر فاعلية في جميع المجالات لخدمة القضايا العربية المختلفة والتي يأتي الإعلام ضمن أهم أدواتها.

* هل هناك رسالة ستوجهها الجامعة للإعلاميين والفنانين العرب في المونديال، وخاصة أن الافتتاح سيقام في جامعة الدول العربية لأول مرة؟

- تحرص الجامعة العربية على التأكيد بأن الإعلام لم يعد وسيلة لتقديم الخدمة الإخبارية أو الترفيهية بل تحول إلى سلاح مؤثر بإمكانه تغيير المعادلات الصعبة، والوقت قد حان لتوظيف هذه الأداة بشكل إيجابي لخدمة القضايا العربية بما يضمن تحقيق أفضل النتائج وفي أفضل الظروف، كما تؤكد الجامعة على أهمية اعتماد أخلاقيات المهن الإعلامية في التعاطي مع كافة القضايا وضرورة العمل بميثاق الشرف الإعلامي الذي أقره مجلس وزراء الإعلام العرب خلال الفترة الماضية.  

ومن المهم أيضا أن يستفيد اتحاد المنتجين العرب من تبني الجامعة لأعمال هذه الدورة، وذلك بوضع معايير لجودة الأعمال المرشحة ووضع اشتراطات ومواصفات للأشخاص والأعمال التي يتم تكريمها والابتعاد عن المجاملة ضمانًا لاستمرار مساندة الجامعة العربية لفعالياته كأحد منظمات المجتمع المدني التي تعمل تحت مظلته، كما تؤكد الجامعة على دور المبدعين العرب في خدمة قضايانا الراهنة من خلال تقديم الأعمال الهادفة سواء في الأعمال الدرامية أو الغنائية والحرص على جودتها من حيث الشكل والمضمون، وذلك تعزيزا للقيم والأخلاق العربية، وحرصا على الارتقاء بذوق المواطن العربي وحمايته من تيار الابتذال الذي تحاول بعض المؤسسات المشبوهة الترويج له.

* باعتبارك مدير إدارة الأمانة الفنية لمجلس وزراء الإعلام العرب بالجامعة العربية.. هل هناك خطة لتوحيد الخطاب الإعلامي العربي وتطويره بما يحقق تصحيح صورة العرب في الخارج؟

- على الاعلام العربي أن يقوم بدوره في بلورة حوار فاعل بين الحضارات في زمن تتعرض له الثقافة العربية والإسلامية لتحد غير مسبوق في حدته يسعى إلى اختراق وجداننا، والمساس بثقافتنا وبدورها في تشكيل الحضارة الانسانية، موقف نحتاج فيه إلى عمل جماعي يمكننا في الوقت نفسه من التفاعل مع المجتمعات الأخرى، نطارح ثقافاتها، وندافع عن هويتنا الثقافية وقواعدها الدينية السمحة في مسار التحدي، ومواكبة العصر أخذاً وعطاءً، مع ضرورة الحفاظ على الاسلام كقوة حضارية تحترم ماضيها وتنظر بثقة الى مستقبلها، وضرورة أن نفهم بعضنا البعض قبل أن نحاول فهم الآخر، وأن نتحاور فيما بيننا حتى نتغلب على اختلافاتنا ونقدم للآخر صورة موحدة ومضيئة عن العرب والمسلمين. 

بذلت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية جهودا كبيرة في التصدي للدعاية المعادية، وتصحيح صورة العرب والمسلمين لدى الرأي العام الدولي، وذلك بالتنسيق مع المؤسسات والأجهزة الإعلامية العربية والدولية، وبعثات الجامعة العربية في الخارج ومجالس السفراء العرب في الدول الأجنبية، ولا شك أن الرؤية التي نتطلع إليها يجب أن تستند إلى تطوير مستمر للخطاب الإعلامي وآلياته ووسائله والارتقاء بمستوى الوعي الإعلامي في فضاء المجتمع العربي ولا يعكس الصورة الحقيقية للمفاهيم الحضارية والأخلاقية الأصلية التي تميزه، وإشراك المواطن العربي في تكوين الرأي العام بما يسهم في تقريب المسافات بين الجميع.

* إضافة إلى عملك كمدير للأمانة الفنية لمجلس وزراء الإعلام العرب أنت نائب رئيس اللجنة العليا لمونديال القاهرة للأعمال الفنية والإعلام.. كيف ترى اختيار ليبيا لتكون ضيف شرف المونديال خلال هذه الدورة لاسيما وهي تمر بظروف سياسية واقتصادية معقدة للغاية.. وكيف ترى أثر هذه المشاركة؟

- مونديال القاهرة للأعمال الفنية والإعلام ظاهرة ثقافية إعلامية تهدف إلى إبراز الثقافة العربية الزاخرة بالتنوع والثراء، وكل سنة يتم اختيار دولة عربية لتكون ضيف شرف المونديال للتعريف بها وبثقافتها، واختيار ليبيا لتكون ضيف شرف المونديال هذا العام لا يخرج عن هذا السياق، فالعالم لا يرى في ليبيا الآن سوى النزاعات والصراعات وآثار الدمار، في حين أن ليبيا دولة عريقة تزخر بموروث ثقافي متنوع وكبير اكتسبته بتعاقب الحضارات على أرضها عبر الأزمنة، فكان من الضروري نفض التراب عن هذه الكنوز الثقافية وإبراز الوجه المشرق لهذا البلد العربي الذي يتميز بالجمال والأصالة ويزخر بتراث ثقافي جدير بأن يتعرف عليه العالم، ليكون بمثابة شعلة نور تزرع الأمل بمستقبل أفضل. 

وقد كانت استجابة كافة المؤسسات الليبية المعنية ببرامج وأنشطة المونديال كبيرة ولمسنا حماسا كبيرا من قبل المؤسسات الإعلامية والثقافية والسياحية المختلفة ومؤسسات المجتمع المدني، ونتوقع أن يكون اليوم الليبي مميزا وسينال إعجاب رواد المونديال لما يحمله من تنوع واستعراضات فنية مختلفة، إضافة إلى أجنحة المعارض المتنوعة التي ستكون ضمن فعاليات المونديال، ونأمل أن نرى ليبيا في القريب العاجل وقد استعادت مكانتها التي تستحق.

* ليبيا ضيف شرف المهرجان.. كيف ستكون المشاركة؟

- ليبيا هذا البلد الغني بالمقدرات التاريخية والثقافية الضخمة يملك من المقومات التي تؤهله ليكون ضمن أهم الدول السياحية على مستوى العالم، والذي يواجه على مدى السنوات الماضية صراعا مسلحا وخلافات سياسية أدت لانتشار الفوضى والدمار، وأصبح العالم لا يرى من ليبيا سوى هذه الصورة المشوهة التي لا تعكس تاريخ هذا البلد الذي شهد عبر التاريخ حضارات إنسانية مختلفة، لذلك فقد رأينا كلجنة عليا لمونديال القاهرة للأعمال الفنية والإعلام أن نسهم في إظهار الموروث الثقافي والفني الرائع لبلد لا يرى منه العالم سوى الصورة الأخرى التي لا تعبر عن إصالته وتاريخه العظيم.

ستكون مشاركة ليبيا في هذه الدورة بمستوى ثقة اللجنة العليا للمونديال، حيث ستشارك بوفد كبير يضم فرق للفنون الشعبية والموشحات الأندلسية (المالوف) وفرقة للموسيقى الطربية ومعارض للمؤسسات السياحية والثقافية، إضافة إلى مشاركة كبيرة بأعمال تلفزيونية ومسرحية وإذاعة مختلفة، وسيتم تنظيم ندوات تسلط الضوء على تاريخ الثقافة والفن في ليبيا، ونتوقع أن تكون مشاركة ليبيا في هذه الدورة مشاركة مؤثرة وسيكون لها أطيب الأثر في أعمال هذه الدورة.