بعد تدوينته عن النزاهة السياسية.. نواب يهاجمون «ساويرس».. ويصفون حديثه بـ «الكلام الفارغ»

العدد الأسبوعي

رجل الأعمال نجيب
رجل الأعمال نجيب ساويرس - أرشيفية



لا يكف رجل الأعمال نجيب ساويرس عن إثارة الجدل فى كل تحركاته، فما أن تلفظ بتصريح إلا وتقوم الدنيا من حوله، خاصة إذا كانت هذه التصريحات لها علاقة بالشأن العام.

خلال الأسبوع الماضى هاجم رجل الأعمال السياسيين، معتمداً على أسلوب «التلقيح»، حيث كتب عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر» تدوينة قال فيها: «والله كان عنده حق سقراط لما قال: «لقد كنتُ رجلًا نزيهًا.. لذلك لم أصبح سياسيًا». 

استشهاد «ساويرس» بالمقولة التاريخية جاءت فى سياق انتقاده لرجال السياسة، حيث دأب أكثر من مرة على الخروج لانتقاد الأوضاع والحياة السياسية بل البرلمان نفسه، حيث سبق وأعلن عدم رضائه عن أداء البرلمان، وقال نصاً فى أحد المؤتمرات الخاصة بحزب المصريين الأحرار: «مش مبسوط بالوضع الحالى فى البرلمان، خاصة ائتلاف دعم مصر، فالائتلاف يعطى انطباعًا أن الدولة لا تثق فى الأحزاب الحرة غير الخاضعة لسيطرة أحد».

ورغم إعلان ساويرس أكثر من مرة اعتزاله السياسة، وتأكيد قيادات الحزب ذلك بقولهم إن رجل الأعمال لا يدير الحزب ولا يتدخل فى شئون الهيئة البرلمانية، إلا أن دعمه للحزب لا يزال سارياً حتى الآن، إضافة إلى أن تصريحاته وأحاديثه اليومية تؤكد عكس ذلك، من بينها تعليقه على حديث سائق «التوك توك» عبر حسابه على «تويتر»: « سواق التوك توك ده بيلخص حالنا من سنة 1952 لدلوقتى، وبالتالى هو مش بيلوم حكومة النهارده، إنما بيرصد واقعنا الأليم ويستثير حماسنا وحبنا لبلدنا».

حديث ساويرس عن نزاهة السياسيين أثار حالة من الجدل بين أغلب نواب البرلمان، ومنهم طارق الخولى أمين سر لجنة العلاقات الخارجية، الذى قال: اتفق أن السياسة أقرب لعدم النزاهة دائمًا لأنها لها أوجه كثيرة غير واضحة، لكن السياسى قد يكون «نزيهاً»، وقد يكون غير ذلك، متابعاً: «السياسي» على حسب أخلاقه وتوجهاته وقيمه يستطيع أن يعمل فى السياسة حتى وإن كانت غير نزيهة، ويستطيع أن يحافظ على نفسه نزيهًا أو لا، وهذا ما يفرق بين السياسى المحترم عن سياسى آخر لايجيد سوى المكر والخداع.

فيما وصف النائب محمد فؤاد المتحدث باسم الكتلة البرلمانية لحزب الوفد، حديث ساويرس بـ»الكلام الفارغ»، قائلاً: مثل هذه المقولات مجرد قوالب الناس تضعها فى غير موضعها، فالقول بأن السياسى غير نزيه لا ينطبق على كل السياسيين.

وأضاف: كثير من الساسة يتسمون بالنزاهة ونظافة اليد، لكن فى نفس الوقت هناك فاسدون، رأينا أنه كلما طال الوقت كلما قدم السياسيون تنازلات، وهذا المنظور موجود فى العالم كله.

وأكد النائب هيثم الحريرى رفضه التام لاتهام العاملين بالسياسة بعدم النزاهة، قائلاً: صفة « الفساد» لا ترتبط بمهنة بل بالأشخاص أنفسهم، فكل مهنة فيها من يمارسها بشرف ومن يمارسها بخسة وندالة، وهذه طبيعة البشرية، وبالتالى ما ينطبق على المهن ينطبق على العمل السياسي.

وأعربت النائبة منى منير عن رفضها لمبدأ «التعميم»، مؤكدة أن السياسة فن الممكن، وفعل متميز، لأن رجل السياسة الحقيقى يمارسها فى ضوء علاقة الممكن والمستحيل، ومن ثم فلابد على السياسى أن يتسم بالنزاهة حتى يكتسب المصداقية.

وأضافت: فى مختلف مجالات العمل هناك أشخاص «كاذبون» لكن لا يمكن أن تعمم هذه الصفة على الجميع، وبالتالى أصبح من غير الإنصاف وصف «الساسة» بعدم النزاهة.

أما حزب المصريين الأحرار، فاكتفى نوابه بالتأكيد أن ساويرس لن يعد له صلة بالحزب، وهو ما أكده النائبان تامر عبدالقادر وعلاء عابد رئيس الكتلة البرلمانية للحزب، موضحين أن وصفه السياسى بعدم النزاهة شىء يخصه هو فقط.

فيما قال عاطف مخاليف عضو الهيئة البرلمانية لحزب المصريين الأحرار، إن مقصد ساويرس يتلخص فى أن البعد عن السياسة شرط أساسى للنزاهة، لافتاً إلى أن السياسة عمل «شاق» للغاية، يتطلب اتقان جميع قواعد اللعبة السياسية، ومهارات التفاوض.