نواب المحافظات المتضررة من السيول:"الحكومة مشترية دماغها"

 

أزمة حادة تشهدها عدة محافظات بالجمهورية، بعد أن ضربتها السيول وغرقت الشوارع، رغم تحذيرات الأرصاد الجوية قبل الأزمة إلا أن عدم استعدات الحكومة أدى إلى ما يمكن أن نطلق عليه "كارثة"، ومن بين تلك المحافظات البحر الأحمر، أسيوط، وجنوب سيناء.

 

وسط تلك الأزمة، نادى عدد من النواب بضرورة استجواب الجهات والوزرات المعنية وكذلك المهندس شريف اسماعيل، رئيس الوزرارء، بإعتباره الجهة التنفيذية الأعلى، فطالب مصطفى بكري، بحضور رئيس الحكومة والوزراء المختصين إلى مجلس النواب، صباح الأحد، لمعرفة الإجراءات التى اتخذتها الحكومة فى مواجهة هذه الكارثة الضخمة، والأسباب التى دفعت لعدم التحرك المسبق تحسباً لمخاطرها.

 

وتقدم "بكري" ببيان عاجل إلى الدكتور على عبد العال، رئيس مجلس النواب، حول السيول والأمطار التى اجتاحت عدداً من محافظات مصر خاصة الصعيد.

 

وقال "بكرى"، فى بيانه، إن السيول الجارفة اجتاحت مناطق عديدة فى أنحاء البلاد، إلا أن الخسارة الأكبر كانت من نصيب محافظات الصعيد، حيث قطعت السيول الطرق وأغرقت رأس غارب وعددا من المناطق الأخرى، وتسببت فى غرق أتوبيسين بهما عشرات الركاب، يجرى البحث عنهم الآن بعد استخراج العديد من الجثث.

 

وأضاف "بكرى"، بالرغم من التحذيرات التى أطلقها المسئولون عن الأرصاد الجوية، إلا أن الاستعدادت الحكومية تكاد تكون منعدمة، ما استدعى تدخل القوات المسلحة التى لا تألو جهدا فى مثل هذه الأحداث.

 

ومن جانبه قال ممدوح على محمد عمارة، نائب مستقل عن محافظة البحر الاحمر، إن عدد من نواب المحافظة حذروا الحكومة بالأزمة قبل أن تندلع خاصة بعد تحذيرات الأرصاد الجوية وطالبوها بمد المحافظة بالمعدات وسيارات الشفط ولكن الحكومة قالت: "كله تمام".

 

وأضاف النائب المستقل عن محافظة البحر الاحمر، في تصريحات لـ"الفجر"، أن جبال المحافظة معروف عنها أنها تساهم بشكل كبير في إندلاع السيول لذلك كان يجب على الحكومة أن تشارك في وضع كافة إمكاناتها استعدادًا لتلك السيول خاصة أن مجالس المدن ليست لديها الإمكانات وأعلمنا الحكومة بذلك لكنها رفضت تنفيذ إحتياجات المحافظة.

 

 

وأشار عضو مجلس النواب إلى أن الوضع الان المياة شلت حركة السيارات وإقتحمت المنازل، مطالبًا القوات المسلحة بمد يد العون للبحر الأحمر، خاصة وأن هناك طرق أغلقت وهو ما يؤدي إلى توقف حركة الوقود ومن ثم ستتوقف أفران العيش نفسها عن العمل.

 

 

أما نور سلامة احمد فتيح، نائب مستقل عن  محافظة جنوب سيناء، عبر عن غضبه من الحكومة في عدم وضع أراء أعضاء مجلس النواب في الإعتبار قائلًا: "بيختاروا ناس غير مدركة بطبيعة المحافظة تحدد أماكن السيول.. عشان كده عملوا مخرات وسدود مجاش عليه مياة اصلا.. لأنهم حددوا أماكن خاطئة لإندلاع السيول".

 

وأضاف النائب المستقل عن محافظة جنوب سيناء، في تصريحات لـ"الفجر"، أنهم وجهوا اللوم للجهات التنفيذية وكان ردهم أن ذلك ما حددته اللجان، موضحًا أن هناك بعض الأنفاق التي كانت موجودة بالمحافظة كانت تحد من أضرار السيول باستيعاب المياه، إلا أنهم أيضًا لغوها وقاموا بإنشاء عدة كباري أدت إلى استقرار السيول على الطرق.

 

وقالت النائبة إليزابيث شاكر، عضو مجلس النواب بمحافظة أسيوط، وعضو لجنة الصحة بالمجلس، أن المحافظة لا يوجد بها بلوعة صرف مياة واحدة، وهو ما يؤكد عدم استعداد الحكومة وتوجيه إهتمام لمحافظات الصعيد، خاصة أن هناك محافظات أخرى تعرضت للسيول ولكنها كانت أكثر إستعدادًا.

 

وأضافت عضو مجلس النواب بمحافظة أسيوط، في تصريحات لـ"الفجر"، أنها كانت متوقعة أن يترك الوزراء مؤتمر شرم الشيخ ويتجه واحدًا منهم لتفقد الأوضاع في محافظات الصعيد لأن ذلك من صميم عملهم إلا أن ذلك لم يحدث قائلة: "الحكومة مشترية دماغها والصعيد مش في بالهم".

 

وأشارت عضو مجلس النواب إلى أن الوضع حاليًا في أسيوط بدأ في التحسن بنسبة 85%، ولكن يجب أن يحضر عدد من الوزراء المعنيين بالمجلس للإطلاع على استعدادت الحكومة لتلك الأزمات، خاصة أننا مازالنا في بداية الشتاء ومن المفترض أن تحدث موجات سيولة أخرى في الفترة المقبلة.