مقهى كالميرا التي تحولت إلى مقهى فاروق

منوعات

بوابة الفجر


في صيف ١٩٣٨ وبينما موكب جلالة الملك فاروق المهيب يجوب شوارع الاسكندرية عروس البحر الأبيض المتوسط والمدينة الأحب الي قلب جلالته متجهاً إلي قصر رأس التين، إذا بفتاة شقراء ذات ملامح أجنبية تدعى ماري بيانوتي تعترض طريق الموكب لتحية الملك، فهرع رجال الأمن باتجاه الفتاة إلا أنها باغتتهم وانطلقت بالقرب من سيارة الملك وحيته فحياها الملك كعادته وأمر رجال الأمن ان يتركوها، حيث أنه كان دائم التواصل مع الناس بكل بساطة و تواضع.

إلا ان الفتاة لم تكتف بذلك بل دعته لاحتساء الشاي في مقهي تمتلكه كان يدعي " كاليميرا " أي صباح الخير باليوناني، وبالفعل لم يرد الملك الدعوة، وشرف جلالة الملك المقهي بالزيارة وفور دخوله فاجئ الجميع بأنه يريد أن يشرب واحد شيشة وكوب شاي مصري، وقد كان من المعروف عن الملك فاروق حبه للشيشة.

بعد إنتهاء الزيارة أنعم الملك فاروق علي الفتاة بعطية ملكية لم تُعرف قيمتها الا انها استخدمتها في اليوم التالي مباشرة لتجديد المكان، وصنعت تيجان مع نحاس عليها اسم الملك فاروق لتضعها علي أبواب المقهي بل وغيرت اسم المقهي فأصبح اسمها مقهي "الملك فاروق" امتناناً منها للزيارة الملكية التي لم تكن تحلم بها بالطبع. 

وهذه القصة توارثتها الأجيال جيلا بعد جيل.. ولا يوجد شخص في منطقة بحري لا يعرفها. فالآباء يحكونها لأبنائهم، وهكذا على مر الأجيال».