المستشار الدبلوماسي سامح المشد يكتب على هامش حضوري بالجمعية العامة للأمم المتحدة

ركن القراء

سامح المشد
سامح المشد


إلتقيت زميلي الدبلوماسي، المستشار ياسر سرور، مستشار القنصلية المصرية بنيويورك، على هامش إجتماعات الأمم المتحدة، الذي أكد لي أن حضور الوفد البرلماني المصري، فى نيويورك، هو تأكيد لضرورة التواصل، بين أعضاء البرلمان المصري، والجاليات المصرية، في أمريكا، وجميع أنحاء العالم، وكذلك أهمية اللقاءات بين أعضاء البرلمانين، المصري، والأمريكي، وأكد المستشار الدبلوماسي، ياسر سرور، على أن الجاليات المصرية تلعب دورا هاما، خارج الدولة المصرية، خاصة بعد الإنتهاء من الإستحقاقات الدستورية، بإنتخاب رئيس، وبرلمان، وإقرار دستور جديد، وبناء مؤسسات الدولة. أرجو الإطلاع على تفاصيل بعثتي الدبلوماسية، بنيويورك، هيئة الأمم المتحدة، من خلال سلسلة مقالاتي، تحت عنوان: (رحلتي مع الرئيس السيسي في نيويورك بالأمم المتحدة)، – (عن بعثتي الدبلوماسية بهيئة الأمم المتحدة)، – (شهادتي كدبلوماسي دولي بلقاءات الرئيس المصري في أمريكا)، – (على هامش حضوري بالجمعية العامة للأمم المتحدة)، – (النادي الدبلوماسي الدولي بنيويورك شاهد على الرئيس السيسي).

وعن كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي، بالأمم المتحدة، التي وضعت العالم أمام مسئولياته، تجاه (الفارين من الموت)، وذلك بعد هجمة الغرب، وعملائهم على منطقة الشرق الأوسط، وما شهدته البلدان العربية، من «حروب بالوكالة»، بين قوى عظمى، أتت لتشريد الملايين من العرب. لقد شخّص الرئيس في كلمته، الأعراض الحقيقية للمرض الحقيقي، وتحدث الرئيس عن الجهود الكبرى، التى تبذلها مصر، لتعديل تشريعاتها، وتصدى القوات المسلحة، والأجهزة الأمنية المعنية لـ«الهجرة غير الشرعية»، بالإضافة إلى إحتضانها، وإستضافتها، أكثر من 5 ملايين، لاجئ مُسجل وغير مسجل، دون عزلهم بمعسكرات، أو ملاجئ إيواء، وذلك دون حصول مصر، على دعم دولي، على النقيض من دول أخرى، مثل (تركيا)، التي حصلت على 4 مليارات دولار، جراء إستضافة أعداد، أقل بكثير، ممن تستضيفهم مصر، فتركيا تحتضن 200 ألف لاجئ فقط، وتحصل على دعم كبير، فى ظل مطالبة رئيسها، رجب طيب أردوغان، بزيادة دعمها لـ12 مليار دولار، وأكد الرئيس السيسي، على ضرورة تسجيل أعداد اللاجئين، بأرقام محددة، حتى تتمكن مصر من عرضها على المجتمع الدولي، وأخذ دعم لمعاونتها على تقديم خدمات أفضل لها.

إن كلمة الرئيس كانت قصيرة، منجزة، وموجزة، ومركزة، رسمت للعالم أجمع (الجذور المتأصلة للمشكلة)، غير أن خروج الملايين، من اللاجئين، والمهاجرين غير الشرعيين، ليسوا فى حد ذاتهم المشكلة، ولكنها (عرَض لمرض)، يستجوب الحل، وذلك جراء الصراعات المفتوحة، التى يشهدها عدد من بلدان منطقة الشرق الأوسط، فى ظل (حروب بالوكالة)، كما يحدث فى سوريا والعراق، ما يدفع مواطنيهم للهجرة بحثاً عن الأمن، وحقهم فى الحياة. إن مصر تتمتع بميزة كبيرة، كونها تحتضن أبناء الوطن العربي الجريح، قال الرئيس بالنص: (اللى بيدخل مصر، بيبقى إبن البلد، ومابيتفرقش بينه وبين أهلها، مثل دول أخرى)، وطالب المشير، بعدم غلق الحدود، لأنها دعوة، تقوم على فتح قنوات شرعية للهجرة، بدلاً من أعمال التسلل، والغرق، لأنهم يهاجرون بشكل قسرى، لكونهم مجبرون على ذلك، مشدداً على أن المخاوف الأمنية من اللاجئين، ستتفتت أمام (المسارات الشرعية)، لأنه سيكون هناك وقت لـ(التحرى والفرز)، ولفت إلى أن دول أوروبا، تحتاج عمالة متخصصة، وأن بعض اللاجئين قد يمثلون خير وجه لذلك. 

حاول القائد الأعلى للقوات المسلحة المصرية في كلمته، إشراك العالم فى مسئولياته تجاه ما يحدث فى الشرق الأوسط، نتيجة (الهجمة الغربية)، وعملائهم فى المنطقة، بيد أن كلمته أكدت للعالم أجمع، أن مصر تتحمل مسئولياتها، وتدعو الآخرين للتصدي للإرهاب، من أجل التخلص من مخاطر الهجرة غير الشرعية، مع التأكيد على أهمية إحترام حقوق المهاجرين، وأن معالجة وقف الهجرة غير الشرعية، لايتم إلا بمعالجة كامل جذورها، والتعاون المشترك بين جميع دول العالم، وتقاسم الأعباء، بين جميع الأطراف. أكد الرئيس على أن الشعب المصري، أراد التغيير فى 25 يناير، بينما قرر تصحيح إرادته فى 30 يونيو، (مصر لديها الآن دستور، لا يسمح ببقاء الرئيس بعد إنتهاء فترة ولايته، ولو ليوم واحد)، وسيتم إجراء إنتخابات رئاسية، بحلول منتصف عام 2018، حيث سيتم إنتخاب رئيس جديد، أو يعاد إنتخابه، وفقاً لإرادة الشعب، وهو ما وصفه بأنه تغيير كبير، فى الساحة السياسية فى مصر.

قال الرئيس السيسي، إن مصر ترفض التدخلات الأجنبية، في شؤون الدول العربية، وأن أمن الخليج العربي، من أمن مصر، ومصر تبذل جهودا مضنية، من أجل الوصول إلى تسوية، للأزمة الليبية، وتؤكد مصر، على أهمية توفير الدعم للصومال، من أجل الوصول إلى تسوية. وعلى صعيد الأوضاع الإفريقية، فإن مصر تؤكد توفير الدعم للحكومة الصومالية، لإكمال الإستحقاقات الإنتخابية، والسعي الكامل، لإيجاد حل للأزمة السياسية، في بوروندي، من خلال مجلس الأمن والسلم الإفريقي، وكذلك من خلال مجلس الأمن، والسعي لتعزيز الحوار السلمي، بين كافة الأطراف البوروندية، دون إستخدام العنف، وتؤكد مصر دائما أن يد السلام مازالت ممدودة، عبر مبادرة السلام العربية، مع ضرورة العمل لإنهاء الإستيطان الإسرائيلي، مع التوقف عن الأعمال، التي تضر بالتراث العربي، وحرص مصر دائما، على تأكيد أهمية توجيه الدعم لإفريقيا.

إستطاع شعب مصر، أن يفرض إرادته، لتحقيق الإستقرار، وحماية الدولة، ومؤسساتها، وتحصين المجتمع من التشرذم والإنزلاق نحو الفوضى، وتعمل مصر على تنفيذ خطة طموحة، تراعي متطلبات الشعب المصري، وكذلك مشروعات عملاقة، لتوسيع شبكة الطرق، وتطوير البنية التحتية، وتوسيع الرقعة الزراعية، والبحث عن البدائل للسياحة الإيطالية، والروسية، والإهتمام بالسياحة الأوكرانية، فضلًا عن الإهتمام بجنوب سيناء، والبحر الأحمر، والعمل على تنميتهما وتطويرهما، يسهم مساهمة فعالة، في تنشيط السياحة الداخلية. تعتمد مصر على أجندة التنمية 2030، وأجندة أديس أبابا لتمويل التنمية، وتتطلع الشعوب لمستويات نمو إقتصادي، وهي تلك المسؤولية التي يتحملها القادة، الذين إختارتهم شعوبهم، رغم أن حجم الإمكانيات المتاحة للدول النامية، لا تمكنها من تحقيق تلك التنمية المنشودة.

بخصوص حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي، حول (آدمية اللاجئين)، تحدث الرئيس، دون أن يشير إلى تركيا بالإسم، ولكنه شدد على ضرورة الأخذ بعين الإعتبار، على الأساليب، التي إتبعتها دولة خربت الحياة السورية، ثم جمعت الهاربين من الموت فى معسكرات، حتى يكونوا تحت سيطرتها الكاملة، بعكس ما حدث فى مصر، وكثير من دول العالم، بأنهم يعيشون حياة طبيعية كريمة، مثلهم مثل مواطني تلك الدول، كما عقد «الرئيس»، لقاء، مع أعضاء مجلس أعمال الأمن القومى، علما بأن هذا المجلس، هو منظمة أمريكية، غير حكومية، تضم فى عضويتها، ممثلين فاعلين، عن مجتمع الأعمال الأمريكي، والمهتمين ببحث القضايا السياسية، والإقتصادية، والدبلوماسية، والأمنية، المرتبطة بالأمن القومى، كما إستعرض السيسي، جهود مصر، فى سبيل النهوض بالإقتصاد المصري، عبر برنامج الإصلاح الطموح، الذى تتبناه الدولة، والذي يهدف إلى معالجة جميع الثغرات فى الموازنة، مما يستلزم قرارات مصيرية، فى مقدمتها خفض الدعم، وكذلك إعتماد تعديلات تشريعية، لتحسين مناخ الإستثمار.

من الضروري أن أقول أن قطر، مولت ميلشيات ليبيا، التي تقوم على تدميرها، وكان سيحدث نفس المخطط في مصر المحروسة، ولكنها محروسة بربها، ثم جيشها، وإرادة شعبها، ومشيرها العسكري، ومن أجل ذلك يجب أن تغيب سياسات أمريكا الخاطئة. لقد أخطأت أمريكا، عندما خسرت العراق، وخسرت نفسها عندما ظهرت صورة تضم رئيس تنظيم داعش فى ليبيا، مع أعضاء من الـ"سى أى إيه"، وأصيب الرأى العام الأمريكي، بصدمة شديدة، عندما فوجئ بوجود مسجون، أمسى طليقا، وليس ذلك وفقط، بل وترأس تنظيم داعش فى ليبيا. من الضروري الحديث عن وجود دعوات تطلق حتى الآن، لهدم الإقتصاد المصري، وتعرض مصر لمؤامرة حقيقية، يقودها الإخوان، وقطر، وتركيا، لها أبعاد إقتصادية بهدف تركيعها، وأن ثورة 30 يونيو، كانت بمثابة مشروع لكل المصريين، لكن هذا المشروع لا يزال مهددا، تحت وطأة مخاطر الإقتصاد، وجب تصحيح الخطاب الديني، علما بأن الوضع فى سيناء تحسن بصورة كبيرة.