أحمد متولى يكتب: 5 رسائل فنية هامة إلى "السيسي" غير شارع الهرم!

مقالات الرأي

بوابة الفجر


تمنيت أن يجد الفن المصري مكانته بعد ثورتي 25 يناير و30 يونيو، حتى يستطيع أن يقود مصر إلى طريق أفضل مما نعيشه، ولكن ما حدث للفن يجعلنا نخجل مما هو عليه الوضع حاليًا، وفى حادثة تُدرس لكل القائمين على الشأن الثقافي والسينمائي فى مصر،  فاجأنا الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي باستقبال عدد كبير من نجوم الفن المصري والعربي والضيوف المشاركين في الدورة 26 لمهرجان أيام قرطاج السينمائي وتكريمهم بأوسمة ونياشين من الدرجة الأولى وعلى رأسهم زعيم الفن المصري والعربي عادل إمام والفنان القدير جميل راتب، وغيرهم من نجوم الفن حول العالم تقديرًا وإجلالًا لإسهاماتهم فى رفع مستوى الثقافة فى أوطانهم فى مشهد لم نراه هنا فى مصر خاصة بعد ثورة 25 يناير.

 

الرئيس "السبسي" فى أيام قرطاج السينمائية وجه رسالة غير مباشرة للعالم العربي وزعماءه بأننا لابد من تكريم رموزنا الثقافية والفنية لأنهم هم القادرون على تغيير ثقافة أوطانهم بأعمالهم الفنية المختلفة، وكما انطلقت شرارة الثورة المصرية فى 25 يناير من تونس، تمنيت أن تنطلق حماسة القائمين على المهرجانات السينمائية المصرية وعلى رأسهم القيادة العليا ممثلة فى الرئيس عبدالفتاح السيسي بضرورة تكريم نجومنا ورموزنا الفنية والثقافية كما فعلت تونس.

 

ما كنت أتمناه أن يتم تكريم "الزعيم"، أو غيره، فى بلده وموطنه مصر بالشكل الذى يليق به، أو أن يطلق اسمه على مشروع سينمائي داخل اى مهرجان مصري، أو يخلد أسمه فى أكاديمية الفنون بأى شكل من الأشكال، على الرغم من أنه أشهر ممثل فى العالم العربي، أتذكر صديقي الخليجي الذى أخبرني عندما جاء إلى مصر ليكمل دراسة الماجستير بأنهم فى بلده لا يعرفون فى مصر سوى شيئين هما (شارع الهرم)، و(الزعيم عادل إمام) باعتبار أن أفلامه هى المتنفس الكوميدي الوحيد لهم فى الخارج ولكثرة عرضها على قنواتهم المحلية والفضائية.

 

أتذكر أيام المعزول "مرسي" أنه ذكر فى إحدى خطاباته للشعب المصري عدد كبير من المهن المختلفة دون أن يذكر وقتها الفنانين، مما دفعهم للخروج عليه فى حالة غضب للدفاع عن مكانتهم المرموقة فى المجتمع، ليأتي بعدها المستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية وقتها، ويقترح عودة عيد الفن من جديد، فى مارس عام 2014، بعد غياب استمر لمدة 33 عاما، ليعود وقتها هذا العيد ويفرض نفسه على الساحة ويتم تكريم الفنانة ماجدة الصباحى وسميحة ايوب وحسن يوسف ومحمود ياسين.

 

فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي أتذكر أنه التقي مرة أو مرتين بنجوم الفن والثقافة فى مؤتمر لمناقشة مشاكلهم وليطمئنهم على وضعهم خلال الفترة المقبلة، لتبدأ بعدها متاهات الفن المصري بتأجيل عيد الفن وترحيله لموعد أخر ثم إلغاءه ونسيانه مع مرور الأيام، وبالتالي أصبح الفن والفنانين غائبين عن محاور الرئيس رغم أنهم القوة الناعمة التى تستطيع أن تقود المجتمع إلى مبتغاه وسط أزمة اقتصادية واجتماعية وأخلاقية طاحنة تعيشها مصر فى الوقت الحالي.

 

مازلنا نكتب فى تقاريرنا الفنية بأن السينما المصرية كانت صاحبة مصدر الدخل القومي الثاني فى مصر بعد زراعة محصول القطن، وأتذكر أن للفن مكانة كبيرة فى السياسة، وهناك نماذج كبيرة من الفنانين استطاعوا أن يقودوا الرأي العام المصري ودعم الاقتصاد والنهوض بمستوى الفن فى المجتمع منذ كحفلات أم كلثوم التى كانت تذهب ريعها لصالح المجهود الحربي المصري، وجهود الفنان عمر الشريف فى إتمام عملية السلام بين مصر وإسرائيل، وزيارة وفن من نجوم الفن مع الرئيس عبدالفتاح السيسي فى زيارته الأخيرة لـ ألمانيا للتأكيد على أن ما حدث فى مصر ثورة عظيمة قادها الشعب المصري وليس انقلاب كما زعم الإخوان.

 

 

تكريم "السبسي" لنجوم الفن وخاصة المصريين جعلني أضع 5 رسائل هامة يجب توجيها للرئيس "السيسي"، لنهتم أكثر بهؤلاء النجوم الذين قدموا الكثير والكثير لبلدهم ولا يجعلنا أضحوكة للعالم الخارجي الذي مازال يعرفنا بـ(شارع الهرم) و(عادل إمام) فقط.

 

*  لماذا تم تجاهل الفن والفنانين فى مؤتمر الشباب الذى أنعقد بشرم الشيخ، منذ أيام، ولماذا لم يتم دعوة فنانين ومنتجين وصناع سينما ودراما ومسرح ونقاد وشركات إنتاج وخبراء لمناقشة تدهور وانحطاط الذوق العام فى أعمالنا الفنية، ولماذا لا يُنظر حتى الآن على أنها صناعة تجارة رابحة تستطيع أن تنقذ اقتصاد مصر على المستوى الاستراتيجي.

 

* الفن المصري فى خطر، رغم أنه القوة الناعمة التى تستطيع قيادة الشعوب، يجب النظر لحال الفنانين خاصة الذين يجلسون فى منازلهم بدون عمل ويحتاجون ليد العون، كما يجب النظر في حال السينما والدراما والمسرح والسيرك القومي حاليًا.

 

* متى نجد أعمال فنية تدعم الروح الوطنية فى مصر ولا تشجع على الفتنة الطائفية أو الاقتتال بين المصريين بعضهم بعضا وتبتعد عن الإثارة والعري والبلطجة والمخدرات.

 

* أين الدولة من دعم صناعة السينما وإنتاج أعمال فنية هدفها تنوير وتثقيف المجتمع؟

 

* أخيرًا وليس أخرًا.. متي يعود عيد الفن فى مصر؟، واهم من عودته هو استمراره بصفه مستمرة لينعقد فى 13 مارس من كل عام كما كان يحدث.  

 

للتواصل مع الكاتب: Ahmed Ramadan