شكوك حول تواصل ترامب مع سياسيين من اليمين المتطرف في أوروبا

عربي ودولي

بوابة الفجر


أثار تواصل الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب مع قيادات بأحزاب يمينية متطرفة غير حاكمة في أوروبا، بعد أيام قليلة من فوزه بالانتخابات الرئاسية اهتمام مراقبين، لا سيما في الوقت الذي لم يتواصل الرئيس الجمهوري بعد مع العديد من قادة هذه الدول، التي تشهد في الفترة الأخيرة تصاعدا كبيرا في شعبية الأحزاب اليمينية على خلفية أزمات الهجرة والإرهاب.

وتساءل الكاتب بصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية جيمس ماكولي في مقال نشرته الصحيفة على موقعها الإلكتروني، عما إذا كان الرئيس القادم للولايات المتحدة يتواصل مع اليمين المتطرف في أوروبا قبل أن يتواصل مع قادة الدول الأوروبية، مشيرا إلى تواصله مع شخصيات من اليمين في بريطانيا وفرنسا في اليومين الماضيين.

ولفت ماكولي إلى إعلان ماريون مارشال لوبان القيادية الصاعدة في حزب "الجبهة الوطنية" الفرنسي -المصنف ضمن أحزاب اليمين المتطرف- قبولها لدعوة لـ"العمل سويا" من ستيفن بانون مدير حملة ترامب والمرشح لمنصب رفيع في إدارته، والذي شغل سابقا منصب الرئيس التنفيذ لشبكة "برايتبارت" الإخبارية اليمينية.

وقالت لوبان، وهي أيضا ابنة شقيقة زعيمة الحزب مارين لوبان، في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أمس: "أجيب بنعم على دعوة ستيفن بانون مدير الحملة الرئاسية لدونالد ترامب للعمل سويا".

وقال الكاتب إن تلك التغريدة عكست ظاهرة غير معتادة إلى حد كبيري؛ وهي سعي رئيس أمريكي منتخب تعزيز علاقاته مع قوميين متطرفين وشعبوين في بلدان أخرى، رغم الانتقاد الشديد من جانب هؤلاء لحكومات الولايات المتحدة.

وأشار أيضا إلى ظهور زعيم حزب الاستقلال في المملكة المتحدة نايجل فاراج- المصنف أيضا ضمن اليمين المتطرف وكبير مهندسي حملة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي- في برج ترامب في نيويورك، أمس، لافتا إلى أن فاراج قد يكون أول سياسي بريطاني يلتقي ترامب.

وتابع ماكولي أن علاقة ترامب مع السياسيين الأجانب كانت إحدى القضايا المطروحة خلال الحملة الانتخابية، لافتا إلى أن نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف كان قد صرح قبل أيام بأن مسئولي الكرملين كانوا على اتصال بأعضاء حملة ترامب قبل الانتخابات، الأمر الذي أثار المزيد من التساؤلات حول طبيعة ومدى العلاقة بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وتعد علاقات ترامب المستقبلية مع السياسيين الأجانب وسياسته الخارجية المحتملة محل شكوك وانتقادات من الكثيرين داخل وخارج الولايات المتحدة، والذين يبدون تخوفهم من إمكانية تفكيك الرئيس المنتخب لتحالفات طويلة الأمد بين واشنطن ودول وتكتلات أخرى، فضلا عن توطيد العلاقات المحتمل مع قادة ممن يعدون خصوما للغرب على غرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وذلك يناء على تصريحات لترامب نفسه طوال فترة حملته الانتخابية.