في اليوم العالمي للطفولة.. أطفال العرب بين التشريد والقتل وعدم التأهيل

عربي ودولي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


في وجوههم البراءة، لم يرتكبوا إثما أو ذنبا، يعرفون أنهم أحباب الله، إنهم الأطفال اللذين، لم يحالفهم الحظ في تلك الأيام أن ينعموا بحياة هادئة، أو امتلاك لعبة، تدخل السرور عليهم كالعادة، لم يقترفوا ذنبا، ولم يرتكبوا إثما، كل ذنبهم أنهم وجدوا في عالم يكره الطفولة، ويحاربها بكل سبيل، بل ويريد الانتهاء منها وإبادتها بشتى أنواع الأسلحة، المحرمة وغير المحرمة، إنهم أطفال العرب، الذي يحين يومهم العالمي، والذي يوافق اليوم، 20 نوفمبر 2016، هكذا بات أطفال العرب، ينامون على أزيز الرصاص، ويصحون على صوت القنابل، إذا كتب لهم يوم جديد، ولم يرزقوا بصاروخ جعلهم أحياء تحت أنقاض بيوتهم.

 وفي اليوم العالمي للطفولة ترصد "الفجر"، أهم الإحصائيات الخاصة بضحايا أطفال العرب الذين يتواجدون ضمن الدول المشتعلة بالحروب، يأتي على رأسهم أطفال سوريا والعراق، واليمن وليبيا.


أطفال سوريا

لا تزال الحرب المشتعلة في سوريا، تلقي بظلالها السيئة على كل شئ هناك، لا سيما الأطفال السوريين، الذين نالوا قسطا وافرا من الإبادة والقتل والتشريد، فأطفال سوريا ما بين القتل والتشريد والاعتقال والتجويع، وليس لهم إلا ذلك، بعدما امتلأت ساحاتهم، بكل أنواع الأسلحة المحرمة دوليا، والتي تخلف آلاف الأطفال القتلى والموتى، فضلا عن الضحايا الآخرين.

وفي تقرير حديث أصدر اليوم، والذي أصدرته الشبكة السورية لحقوق الإنسان، وهو الخاص بأرقام ضحايا الانتهاكات من الأطفال السوريين، حيث أكدت أن 23863 طفلاً استشهدوا في سوريا منذ مارس 2013.

وفي معرض التفاصيل أوضحت الشبكة، أن ما يقرب من  94% من الانتهاكات بحق الأطفال تسبب فيها نظام الأسد ومن يقاتلون معه.

 الحرمان من التعليم والأوراق الثبوتية

وذكر التقرير أن عمليات القصف التي تحدث يوميا من قبل قوات النظام السوري وحلفائه، تسببت في حرمان 2مليون ونصف طفل من حقهم في التعليم داخل سوريا بسبب تدمير حوالي 3871 مدرسة وروضة، فيما أكد، إن 60% من الأطفال اللاجئين في دول الجوار حرموا أيضا  من التعليم، إضافة إلى حرمان 160 ألف طفل سوري ولدوا في مخيمات اللجوء من الأوراق الثبوتية السورية. 

ضحايا الأطفال وأشكال القتل والانتهاكات

 وأشار تقرير الشبكة أن  قوات النظام السوري تعد الجهة الأكبر التي حازت على نصيب الأسد في الانتهاكات التي لحقت بالأطفال، حيث قتلت قوات النظام 20676 طفلاً بينهم 714 قتلوا برصاص قناص، حسب توصيف التقرير.

 وأكدت أنها وثقت ما لا يقل عن 11044 حالة اعتقال لأطفال من قبل قوات النظام، يعذبون بنحو46 أسلوباً داخل سجون النظام، تسبب هذا في استشهاد  160 طفلا على الأقل، فيما قتل حوالي  276 طفلا في المناطق المحاصرة في سوريا. 

وأضف التقرير أن النظام قام أيضا بتجنيد الأطفال تحت سن 14 عاما، جاء ذلك بحوالي 216 طفلا، ليحاربوا في صفوف القوات السورية قسرا، فضلا عن حالات العنف الجنسي، الذي بلغت ضحاياه من الأطفال 472 حالة.


وأثبت التقرير أن الأطفال لم يحرموا أيضا من الإجرام الروسي، حيث تسببت القوات الروسية في  قتل 992 طفلا ، كما تعرضت 84 مدرسة للقصف من قبل الطيران الروسي، منذ عام 2015، بينما قتل التحالف الدولي ما يقرب من 249 طفلا، وتدمير أربع مدارس.

وعن الميليشيات التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي، أكد التقرير أنها تسببت بمقتل 79 طفلا منذ تاريخ تأسيسها، كما اعتقلت321 طفلا، وجندت ما لا يقل عن 2057 في صفوفها.

وعن ضحايا تنظيم داعش من الأطفال ذكر التقرير أيضا أن التنظيم قتل 438 طفلا منذ  تأسيسه، كما اعتقل أكثر من 217 طفل في المناطق التي يسيطر عليها، بينما قتل على يد جبهة فتح الشام 51 طفلا واعتقلت 24 آخرين.


ولفت التقرير أن ضحايا فصائل المعارضة السورية من الأطفال بلغت حوالي882 طفلا قتلوا منذ عام 2011، فضلا عن اعتقال نحو289 طفلا.


أطفال العراق

وتعد العراق من أهم الدول الأكثر في اشتعال الحروب، حيث ترتع فيها العديد من الفصائل المسلحة، ومنها تنظيم داعش، فضلا عن المليشيات الشيعية، والقوات الحكومية، واشتراك أيضا التحالف الدولي في العمليات الحربية، وهو ما يؤدي إلى ازدياد في أعداد القتلى والمشردين، خاصة الأطفال.

 وفي تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة والذي أصدر في فترات أخيرة من العام الحالي، حذرت فيه أن ما يقرب من  3.6 مليون طفل عراقي معرضون لأخطار حياتية، منها الموت والعنف الجنسي والخطف والتجنيد في التنظيمات المسلحة، موضحة أن عدد الأطفال العراقيين الذين يواجهون خطر الموت والاستغلال قد زاد بنحو 1.3 مليون خلال الأشهر الماضية.

 ولفت التقرير أن تنظيم داعش تسبب، في أخطار كارثية على حوالي  4.7 مليون طفل، عام 2014 باتوا في حاجة ملحة للمساعدة العاجلة.

والجدير بالذكر أن رئيس مجلس النواب العراقي، سليم الجبوري، أكد اليوم على أهمية مساعدة أطفال العراق، موضحا أن الأطفال في العراق، يتعرضون لكافة أنواع الانتهاكات، وهم بحاجة لجميع أنواع التأهيل النفسي وغيره، مما يتطلب برامج توعية.

وطالب الجبوري، أن يمنح أطفال العراق حقوقهم، مؤكدا أن مجلس النواب العراقي يدعم هذا الاتجاه بقوة، وبكل خطوات تسير على هذا النحو.

أطفال اليمن

 وتستمر الحرب اليمنية هي الأخرى، مدمرة في وجهها الأخضر واليابس، حيث تستمر الحرب المشتعلة بين مليشيات الحوثي، وجماعات المخلوع صالح من جهة، وبين قوات الشرعية، والتحالف العربي من جهة أخرى، ليتحمل الشعب اليمني فاتورة شديدة من دم أبناءه، خاصة الأطفال الذين يقتلون بأعداد كبيرة منذ بداية الحرب، كما أكدت التقارير الدولية، ومنها تقرير منظمة اليونيسيف، الذي صدر في شهر أغسطس من العام الحالي، والذي أكد مقتل حوالي 1121 طفلاً يمنيا، وهو حصيلة الحرب اليمنية منذ اشتعالها.

وذكرت المنظمة الكائن مكتبها في صنعاء، إصابة نحو 1650 طفلاً، مشددة أنه من المتوقع أن تكون الأعداد أكبر بكثير، فيما أكد تقرير آخر صادر عن  وكالات إغاثية تابعة للأمم المتحدة، أن نحو 1.5 مليون طفل في اليمن مصابون بسوء التغذية.

وفي ذات السياق أكدت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي بيتينا ليوتشر، أن الوضع في اليمن مؤسف للغاية، وأنه من المستغرب أن يكون يحدث هذا في القرن الحادي والعشرين، بينما أكد  برنامج الأغذية العالمي أن حوالي نصف الأطفال في اليمن توقف نموهم، وهو ما يؤكد نقص الغذاء بصورة سيئة للغاية.

علي صعيد آخر ذكرت تقارير دولية أن مليشيات الحوثي، تستغل الأطفال أسوأ استغلال، حيث تقوم بتجنيدهم لأعمال القتال، والذي يصل أعدادهم خمسة آلاف ، أو أكثر حسبما أفادت تلك التقارير.


أطفال ليبيا

كما يعاني أطفال ليبيا هم الآخرين من جراء الحرب المشتعلة التي فاقت كل الحدود، العديد من أنواع المعاناة، فضلا عن حالات الانتهاكات التي أكدها تقرير لمنظمة اليونيسف، أوضح فيه أن أكثر من 800 ألف طفل ليبي يحتاجون إلى الحماية، فضلا عن أن أكثر من 270 ألف طفل في بنغازي وحدها بحاجة ملحة إلى الدعم النفسي والمساعدة الفورية.

فيما أكدت اليوم اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا، أن الأطفال الليبيون يعانون من انتهاكات خطيرة للغاية، بل وممنهجة، مطالبين اليونيسيف، أن تلتزم بحقوق هؤلاء الأطفال الليبيون، من الحماية والأمن والتعليم والسلامة الصحية.

وأوضحت اللجنة في رسالتها، بمناسبة اليوم العالمي للطفولة، أن العصابات المسلحة، ارتكبت أبشع الجرائم بحق الأطفال الليبيين، مما تسبب في تهجير الآلاف، وقتل الكثيرين، فضلا عن حالة العنف التي تسبب في حالة نفسية سيئة للأطفال.

من جانبه دعا اليوم المبعوث الأممي إلى ليبيا، مارتن كوبلر، إلى حماية الأطفال في ليبيا، من أشكال التهميش والقسوة والاستغلال.

وأوضح كوبلر في تغريدة له عبر موقع التواصل تويتر قائلا "إن أطفال ليبيا يستحقون العيش بسلام وسعادة، ويجب أن نحافظ على براءتهم وأن يحلموا بمستقبل مشرق. نحن مدينون لهم بذلك"