"مرتضي منصور - فرانسيسكو فرانكو" .. عندما يكون للطغيان وجه واحد !

الفجر الرياضي




 

بحثت كثيرًا في سجلات تاريخ كرة القدم، منذ نشأتها قبل 2500 سنة قبل الميلاد، وحتي منذ ممارستها 1857 في المدارس الإنجليزية، وتأسيس نادي "شيفيلد" كأقدم نادي في العالم 1862، وإلى حد هذه اللحظة، لم أجد رئيسًا أو مالكًا لأي نادٍ في العالم يشبه "مرتضي منصور"، رئيس نادي الزمالك!.

 

ما يفعله مرتضي منصور، من طغيان وديكتاتورية وهذيان مُستمر، جعلني أكره كرة القدم في مصر، وأنا الذي تربيت على حُب وعشق نادي الزمالك، والذي كنت معه في الضراء قبل السراء، كنت أسير معه وحيدًا في أحلك الليالي الظلماء، عندما كان يسود السواد وحده علمه الأبيض، كنت معه رغم كل شيء، لكن هذا "الرجل!" جعلني حقًا أفكر هل هذا رئيسًا لنادي يصنف ضمن أفضل الأندية في أفريقيا والشرق الأوسط، كيف له أن يحكم القلعة البيضاء بالحديد والنار؟.

 

بعد البحث المستمر في دفاتر وتاريخ الساحرة المستديرة، والتحدث مع الكثير من أصدقائي الصحفيين الأجانب، وبسؤالي المستمر لهم هل هناك رئيسًا حكم ناديه بذلك الشكل الغير مسبوق، كانت الإجابة "لا وألف لا"، هذا نموذج جديد على كرة القدم، لذلك لم أجد أنسب من الإسباني الطاغية الجنرال فرانسيسكو فرانكو الذي جاء ليحكم إسبانيا بإنقلاب عسكري ضد الجبهة الشعبية عام 1936، الذي كانت إسبانيا تحت حكمه وكانت تتكون من حكم الديمقراطيين والاشتراكيين، وقد قاومت الجمهورية الإسبانية الثانية هذا الانقلاب ومن هنا بدأت الحرب الأهلية - الإسبانية، واستمرت الحرب لمدة ثلاثة سنوات، وبلغ عدد ضحاياها نحو نصف مليون من البشر، وانتهت هذه الحرب بانتصار فرانكو بمساعدة قوية من النازي أدولف هتلر والسفاح موسوليني.

 

لا يختلف مرتضي منصور عن الطاغية فرانكو الذي قتل وحارب وشرد شعبه، فرئيس الأبيض دائمًا ما يحارب جماهير الزمالك دومًا ويصف أغلبهم بالبلطجية، والأدهي من ذلك أنه يخرج ليتلفظ بألفاظ خارجه ضد لاعبي الفريق وفي النهاية يقول "أفعل ذلك من أجل الاستقرار والمباديء" أي مباديء تتحدث عنها بربك؟.

 

لم أري حياتي ومنذ تشجيعي لكرة القدم، لم أشاهد رئيس نادي يخرج كل يوم على شاشات التليفزيون وفي مداخلات هاتفية وعبر الراديو يصرح كل يوم ويهاجم ويحارب هذا وذاك بدون سبب مقنع.

 

ليست هذه نهاية القصة، لكن إلى متي سيظل مرتضي منصور متناقض بهذا الشكل السافر، فمرة تراه يمتدح ويتغزل في لاعب أو مدرب وبعدها بيوم يهاجمه ويصفه بأنه بتاع "خمرة ونسوان"، فهل هذا رئيس نادي، هل رأيتم في حياتكم رئيس الأهلي أو ريال مدريد أو ميلان أو مانشستر يونايتد أو ......... يخرج ويقول "هجيبك بلبوص، الكلام ده عند الست الوالدة في البيت، هديك بالجزمة، يلا ياعبيط انت اهبل يلا، هجيب أمك الأرض".

 

في نهاية هذه الكلمات أختم مقالتي بقصيدة الشاعر الرائع أحمد مطر مع تغير بعض الكلمات فيها "مقاومٌ بالثرثرة ...ممانعٌ بالثرثرة له لسانُ مُدَّعٍ .. يصولُ في شوارعِ مصر كسيفِ عنترة، مقاوم لم يدافع عن جماهيره، لكنْ حينما تكلَّمَت الجماهير البيضاء صحا من نومهِ وقال مؤامرة  .. مؤامرة، وكان رده على الكلام مجزرة".