عبد المسيح ممدوح يكتب: خواطر حول المحبة

ركن القراء

عبد المسيح ممدوح
عبد المسيح ممدوح


المحبة هي السمة السائده في تقدم العلاقات وتطورها وبناء جسور الثقة بيننا وبين بعض، هي الشيء الذي أصبحنا نفتقده في السنوات والفترات الأخيرة لأسباب عدة سواء كان البحث عن المصلحة أو الانشغال أو أسباب أخرى خارجة عن إرادتنا بسبب صعوبات الحياة.

لكن فقدان المقربين لك شيء لا تستطيع تحمله إلا إذا كان الشخص لا يتواجد بقلبه أي من المحبة أو أي شيء آخر.

كان صديقي يتعلق بآمال يحملها على عاتقه تجاههم وتجاه هؤلاء الأشخاص الذين كان يحمل لهم الآمال والطموحات التي كانت في نظره متعلقة بهم دون أن يدرك أن الحياه ستظل مستمرة بدونهم أو بوجودهم مع بعض التأثر الضئيل مع نظرة الوجع والقسوة في عيونه.

كان صديقي ينتظر لقائهم أو سماع صوتهم وهم لا يدركون هذا أو دائما ما يتحججون بالحجج لخلق مبررات غير مقنعه للخروج من هذا الموقف العجيب في نظر هذا الشخص الذي لا حول له ولا قوة لأنه يهتم بهم ويشعر بهم دون أي مبادلة هذا الشعور من هؤلاء الأشخاص رغم المحبة الكبيرة تجاههم.

إحدى الصديقات قالت لي: لا تتعلق بأي شخص كثيرا حتى لا تتأثر بغيابه أو يصيبك الوجع بداخلك من غياب هذا الشخص، أدركت هذه المعاناة ونصيحة صديقتي حينما رأيت صديقي يتأثر بغيابهم دون أن يشعروا هم بغيابه وحياتهم تتمادى وتستمر وهو يظل يفكر ويفكر ويتذكر بعض المواقف الإيجابية والسلبية التي كانوا يفعلونها معه وفي لحظة واحدة انقطعت هذه المواقف وانقطعت علاقته بهم نهائيا حسب إرادتهم، وليس إرادته.

لماذا نفقد كل معاني المحبة الموجودة بداخلنا تجاه بعضنا البعض؟ لماذا لا نحرص على أن نكون بجوار بعضنا البعض؟ لماذا لا يوجد مننا من يحنوا علينا ويزيل همومنا ونخفف على بعضنا البعض؟ لماذا أصبحت علاقاتنا جافة إلى هذا الحد لابد أن تعود محبتنا لبعضنا مرة أخرى لأن المحبة أهم شيء في حياتنا.

يجب علينا جميعا أن نعود لعلاقاتنا كما كانت من قبل في الترابط واللقاء الدائم وخروجاتنا في وقت فراغنا لكي نقضي أوقات سعيده للفصل من ضغوطات الحياة المستمرة وهموم الحياة التي اصبحت عبء على كل إنسان.