مهرجان القاهرة السينمائى بلطجية خارج القاعات وأفلام بلا جمهور

العدد الأسبوعي

البر التاني
البر التاني


منذ سنوات قليلة حينما طالب البعض بإلغاء فعاليات مهرجان القاهرة السينمائى للأحداث الدموية التى تمر بها البلاد بعد ثورة 2011 والانفلات الأمنى وقفنا بقلب واحد على ضرورة إقامته ولو بأقل إمكانيات وأقل حضور حتى لا نفقد صفة الدولية التى تتمتع بها مصر عن باقى الدول العربية.

ندافع عن المهرجان الممثل لاسم مصر.. نقول دوما علينا أن نتغاضى عن الأخطاء حتى لا نورط اسم مصر فى أفعال فاشلة تنسب لأصحابها.. لكن حينما تصبح الفجاجة عنوان الفشل وحينما يصر المؤهلون بالأمر على عدم تدارك الخطأ أو الاعتراف به بل إلقاء اللوم على الآخرين على أمل أن تمر الأمور مرور الكرام فهو أمر لا يمكن قبوله فالاعتراف بالخطأ بداية التطهر منه وبداية العمل بشكل يليق فدفن رءوسنا فى الرمال يورط اسم مصر.


1- كومبارس ليلة الافتتاح ومعركة النجوم

سما المصرى نجمة حفل الافتتاح بلا منازع فبعدما قررت إدارة المهرجان التعامل مع الفنانين على اعتبار أن حضورهم كعدمه وأرسلت الدعوات الخاصة بهم فى اللحظات الأخيرة جاءت ليلة الافتتاح باهتة باستثناء حضور الفنان أحمد حلمى لتكريمه، وإلهام شاهين ونيللى كريم وناهد السباعى بطلات فيلم (يوم للستات) الذى عرض ليلة الافتتاح، ودرة التونسية وصبرى فواز، ليكون بعدها الريد كاربت مكانا للكومبارس وأنصاف النجوم وتبدأ معركة ما بين أهل الفن وإدارة المهرجان التى أصدرت بيانا يؤكد أنها أرسلت دعوات خاصة بهم إلا أن الفنانين أكدوا حصولهم على هذه الدعوات فى اللحظات الأخيرة وهو ما جعلهم لا يستطيعون الحضور كما جرت العادة.

وبين شد وجذب جاءت ليلة الافتتاح أقل ما يوصف عنها بأنها ليلة باهتة لا تليق بمهرجان القاهرة السينمائى بعدما كانت الدورات السابقة التى أشرف على رئاستها الفنان حسين فهمى وعزت أبوعوف والناقد سمير فريد مليئة بنجوم من مختلف الوطن العربى والعالم فلا يمكن أن ننكر وجود أسماء وقتها مثل سلمى حايك وريتشارد جير على سبيل المثال وليس الحصر.


2- بيزنس فج ورهان على الخسارة

بالتأكيد ليس من مشكلة أن تسعى الدكتورة ماجدة واصف رئيس المهرجان وباقى فريق المهرجان فى محاولات لاكتساب بعض الأموال لدعم المهرجان وهو أمر لا نلوم عليه لكن أن يتحول الأمر لنوع من التجارة الفجة وأن يجد نسبة كبيرة من النقاد والصحفيين أنفسهم بلا كارنيهات خاصة بهم لمدة أيام وبدلا من تصحيح الأمر كان لابد من أن نشترى التكت الخاص بالفيلم لحضوره، وهو الأمر الذى تم التعامل به مع الجمهور وفئات أخرى من الطلاب والنقابات المختلفة بالرغم من استخراجهم كارنيهات بمائة جنيه.

فإذا كنت من عشاق ومحبى السينما عليك أن تدفع يوميا ما يقرب من مائة جنيه لتتمكن من مشاهدة مجموعة من الأفلام كأقل تقدير، ويبدو أن المشكلة أعجبت المسئولين عن الأمر فأصبح حجز بعض الأفلام بالكارنيه لا يشفع أيضا فتضطر إلى أن تحجزه (بالفلوس).. البيزنس مشروع ولا يمكن أن نلوم الإدارة عليه ولكن إذا كان مشروعا.. فكان لابد من العمل بمهنية وذكاء وبحسبة لا تكلف النقاد والصحفيين والجمهور الكثير لنخلق عامل جذب.


3- قاعات فارغة ولم يحضر أحد

كان نتيجة طبيعية لعدم استخراج كارنيهات أن تصبح أيام المهرجان الأولى بلا حضور فالقاعات فارغة والندوات ملغية، فناقد كبير كان لديه فى أول أيام المهرجان الذى عقب ليلة الافتتاح فى الساعة الثانية عشرة ندوة فوجئ بعدم حضور أحد ليقف فى وضع حرج أمام المخرج، الأمر تكرر مع ندوات تم الغاؤها وندوات بلا جمهور.


4- السفير الصينى يغادر مهرجان القاهرة غاضباً

فوجئ السفير الصينى بمصر سونج آى قوه، بحالة من الفوضى أثناء زيارته لمهرجان القاهرة الدولى لحضوره أحد الأفلام، وذهب فى الساعة الـ 11:45ظهرا إلى دار الأوبرا المصرية، وكان من المفترض أن يبدأ الفيلم فى الثانية عشرة،

وعندما قرر الدخول وجد البوابات مغلقة والأمن غير متواجد عليها، وهو الأمر الذى جعله ينتظر لمدة دقيقة حتى بدأ العمل، وهو الأمر الذى جعل العاملين بالأوبرا يبحثون عن الأمن ليبلغوهم أن السفير الصينى متواجد، وبالفعل جاء الأمن ودخل السفير الصينى إلى قاعة العرض لكنه فوجئ بعطل تسبب فى إيقاف الفيلم وأثناء دخول الفنيين لإصلاح العطل، شعر السفير الصينى بحالة من الملل، جعلته يقرر الرحيل، وبالفعل خرج من القاعة ورحل دون أن يشاهد العمل، الذى جاء لمشاهدته حيث إن السينما الصينية هى ضيف شرف هذه الدورة .


5- المهرجان يتنصل من الجلابية المصرية

المهرجان يفتح مساحة للجمهور بحضور العروض بمقابل مادى، وللأسف لم يعترف الأمن الخاص بالمكان بأحد الأشخاص الذى حجز تذكرته لحضور أحد الأفلام وكان يرتدى جلابية فمنع من الدخول تماما وطرد من المكان لأن ملابسه غير مناسبة وكأن الجلابية التى يرتديها أجدادنا وأباؤنا باتت عارا يجب التنصل منه بالرغم من أنه لا يوجد ما يوضح بشأن دخولنا بالملابس الرسمية كما هى العادة فى حفلات دار الأوبرا المصرية وليس هناك ما يلزم الجمهور بالحضور بملابس معينة.


6- بوابات vip وبلطجة

بدار الأوبرا المصرية أكثر من بوابة يمكن الدخول منها طوال أيام السنة وفى الطوارئ غالبا ما تغلق بعض البوابات لكن مع المهرجان هذا العام الأمر مختلف لأن البوابات تغلق وتفتح بحسب حضور من وصفوهم بالـvip والتعامل مع النقاد والصحفيين كدرجة ثالثة أو عاشرة.. فلا يمكنك العبور وإذا كان لديك الحظ ممكن أن تمر من البوابة بعد تفتيشك عشرات المرات، ليصل بعدها للتطاول من البودى جارد على الصحفيين على الملأ.


7- على الهامش.. إلهام شاهين آخر جيل عاشق للسينما

لا يمكن إن أقول أن فيلم (يوم للستات) خالٍ من العيوب ولكن يمكن أن نتمسك بالأعذار الفيلم صور فى ظروف صعبة على مدار ست سنوات كاملة، رتم الفيلم وإيقاعة ونهايته تعانى المشكلات، لكننا أمام فريق عمل يحب السينما، ممثلة ومنتجة تشبه ماجدة تماما، فإلهام هى خليفة ماجدة فى تقديم أعمال تنصف المرأة بوجهة نظر محترمة وواقعية، لا تسعى لأن تكون هى البطلة الوحيدة والأولى للعمل بقدر ما تسعى لتقديم عمل حقيقى، يمكننا اعتبار هذا الجيل آخر جيل محب وعاشق حقيقى للسينما، يضحى بالغالى والنفيس من أجل إنتاج عمل محترم، مثل نور الشريف وقبلهما جيل كامل مثل ماجدة وعمر الشريف وأحمد رمزى وكثيرون أعطوا للسينما والفن أكثر من أى مكسب مادى لكن فاقت محبتهم الحدود.