كريم وزيري يكتب: حكمة المشير في مواجهة الخنازير

مقالات الرأي

حكمة المشير في مواجهه
حكمة المشير في مواجهه الخنازير


اعتدنا من قناة الجزيرة قذفها بالحجارة أمام جبابرة الجيش المصري ، فعلي مدار خمس سنوات أنفقت الدويلة التي مساحتها أقل من بعد مدننا الملايين لتشويه صورة القوات المسلحة المصرية ، وما كان من جموع المصريين إلا أن زادوا حباً وتعلقاً في مؤسسته العسكرية ، قد يرجع السبب لفهم كثير من المصريين لنية وتوجهات تلك الدويلة ، وأني لأعتقد أن حب الشعب لقواته المسلحة هي إرادة ربانية وضعها في نفوس المصريين منذ سالف الضهر ، فكل وطن ميزه الخالق بمكنوناته وميز المحروسة بشعبً عاشقاً لتراب وطنه وجيشه ، ويكفيك قول الرسول عن شعب مصر وجيشها ، وإن كان البعض بعد قرابة الألف وأربعمائة عام باتوا يشككون في صحة الحديث النبوي خاصاً بعد ثورة 30 يونيو !

ما يثير جنون تلك الدويلة هو رزانة رد المؤسسة العسكرية بل الدولة المصرية ككل في فعلها تجاه تلك الأمور الصبيانية ، وتشابه الأمر بما حدث في الجاهلية عندما سئل " عنترة "هل تخاف من مواجهه الثور وأنت فارس الفرسان قال أيعرف الثور أني عنترة ، فبعض المواجهات مع أشباه الدولة قد يحط من هيبه المحروسة أحياناً ، وان كانت أنفقت تلك الملايين علي تحسين النسل القطري لتجنيد مقاتلين يحملون دماً منهم ، بدلاً من محاولة تشويه الفارس المصري ربما كان أفضل وأكرم لهم ، في دولة ربما يكون البحث فيها عن قطريين لهم أصول وأنساب تتجاوز المائة عام حتي علي الأقل .

أما عن استراتيجية رئيس الجمهورية " عبد الفتاح السيسي " في سياسته الخارجية مع الدول المعادية كان واضحاً ، بل أكد في أكثر من مرة أن مصر لن تكون دولة تكيد المؤامرات لغيرها من الدول الأجنبية ، فما بالك بدولة ناسف أنها عربية ، ولا نلوم علي الرئيس تلك السياسة الواضحة لرئيس دولة مسئول ، يعرف نتائج قراراته وكلمته التي تصب في الخارج علي عكس البعض ، فتلمذته علي يد المشير محمد حسين طنطاوي كانت نتاجاً لتلك الدبلوماسية الفذة والمرونة والاستخدام العاقل للقوة ، فالقوات المسلحة ينطبق عليها بالضبط مقولة القوة العاقلة ، التي تدافع ولكن بعقل وحكمة لتفادي الخسائر .

واذكر للمشير طنطاوي تلك الحكمة والرزانة منذ ثورة 25 يناير خاصاً في فترة تولي المجلس العسكري لشئون البلاد ، عندما حاول البعض الوقيعة بين الجيش المصري والشعب ، وكانت المحاولات المستميتة لأسقاط الأساس الصلب للدولة المصرية ألا وهو جيشها البار ، فعندما كان يتابع الأوضاع الأمنية من مركز عمليات القوات المسلحة خاصاً أثناء الاحتجاجات التي كانت تشتعل ليلاً وكانت التقارير التي تأتيه عن القوات المرابطة في الشوارع والميادين الرئيسية أن الجنود في لا يجدون مكاناً لقضاء حاجتهم في بعض المناطق البعيدة عن مساجد او مراحيض مياه .

وفي ليلة تم إعلامه أن مجموعة من المحتجين قاموا بإشعال النيران في مركبة خاصة بالجيش واصابة عدد من الجنود ، وانهم في انتظار الأوامر ، وكانت التعليمات واضحة بضبط النفس وعدم إطلاق رصاصة واحدة تجاه مصري ، في ظل الحملة الم في ظلك الوقت من إخوان الشيطان بابتزاز أفراد القوات المسلحة ودفعهم للاشتباك والمواجهة ، فما كان من سيادته أن ابلغ قائد المجموعة في الميدان ضاحكاً أن يقضي الجنود حاجتهم لإطفاء السيارة المشتعلة مع التشديد علي عدم الاشتباك أو اطلاق رصاصة واحدة تجاه المحتجين .

علي الرغم من بعض المواقف التي تحتاج إلي رداً حاسماً وقوياً حتي يستكين الطفل القطري  ، إلا أن الحكمة دائماً تكون الرابحة ، وهي صفة يتوارثها رجال القوات المسلحة في التعامل مع أصعب الأمور وتكون العبقرية في حل المشاكل الكبرى برزانة وتأني ، انطلاقاً من مبدأ " عيل وغلط " .