قياديون وكتّاب يبتهجون بغرس الملك لصناعة التعدين في رأس الخير ويكشفون ثمارها

السعودية

بوابة الفجر


أعرب عدد من القيادات الاقتصادية ومجلس الشورى والكتّاب والمهتمين بالشأن الاقتصادي، عن تقديرهم البالغ لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، على رعايته وتدشينه لعدد من مشاريع البنية الأساسية والتنموية والتعدينية في مدينة رأس الخير الصناعية؛ مؤكدين أن ما تَحقق تحت وفوق الأرض من بنية أساسية وما تَبِعها من تشييد مصانع ضخمة تمت خدمتها بمد شبكات طرق حديدية تربط بين شمال ووسط المملكة بشرقها لتزويد المصانع بالمواد الخام المستخرجة من مكامنها؛ إنما يعبر عن انطلاقة واعية ومدروسة لتحقيق تنويع مصادر الدخل الاقتصادي بما يتوافق مع الرؤية السعودية 2030م. 

 

ونوّه رئيس مجلس إدارة "غرفة الرياض" المهندس أحمد بن سليمان الراجحي، برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- حفل تدشين المشاريع التنموية والاستثمارية برأس الخير، وبيّن أن المشروع سيمثل قلعة جديدة للصناعة والتعدين والتنمية تضاف إلى القلعة الصناعية الكبرى في مدينتيْ الجبيل وينبع؛ مؤكداً أنها ستكون وجهة جاذبة للمستثمرين المحليين والأجانب.

 

وأكد "الراجحي" أن تدشين هذه القلعة الصناعية الجديدة يمثل خطوة متقدمة تعزز تحقيق رؤية المملكة المستقبلية 2030، التي يقودها -أيده الله- للنهوض بالمملكة والاعتماد على خيار تنويع مصادر الاقتصاد الوطني، وتخفيف الاعتماد على تصدير البترول الخام كمصدر رئيسي وحيد للدخل، وحيث تعتمد الرؤية في الأساس على الصناعة وتوطين التقنيات الحديثة وإيجاد آلاف الفرص من التوظيف للشباب السعودي، كما ينسجم المشروع مع برامج التحول الوطني 2020، التي تمثل برامج عملية تنفيذية لتحقيق رؤية 2030. 

 

ولفت إلى أن رأس الخير ستمنح الناتج المحلي الإجمالي نحو 35 مليار ريال، وبلغ حجم استثماراتها أكثر من 130 ملياراً؛ حيث ستساهم في تصنيع نحو خمسة ملايين طن من خامات الفوسفات، سيتم تصديرها إلى الأسواق الرئيسية المستفيدة في آسيا وأوروبا وإفريقيا؛ فضلاً عن توفير احتياجات السوق المحلية.

 

وأكد رئيس "غرفة الرياض" أن المشروع سيساهم في تحقيق نهضة صناعية في مجال استغلال وتصنيع خامات البوكسايت المتوفر في البعيثة بالقصيم، وإنتاج 740 ألف طن متري من الألمونيوم المنصهر سنوياً، و380 ألف طن من المنتجات التحويلية كألواح الألمونيوم المستخدمة في صناعة هياكل السيارات؛ مما يُسهم في تحقيق انطلاقة لصناعة السيارات في المملكة.

 

وقال إن عوامل التخطيط الناجح لهذا المشروع العملاق تَمَثّلت في مراعاة تكامل تأسيس المشروعات التي توفر احتياجات المشروع؛ مثل إقامة محطة للإنتاج المزدوج من تحلية المياه وتوليد الكهرباء، والتي اعتُبرت أكبر مشروع للإنتاج المزدوج في العالم، وتنتج 1.025 مليون متر مكعب من المياه المحلاة يومياً، و2400 ميجاوات من الطاقة الكهربية المُوَلّدة من التوربينات الغازية والبخارية.

 

ولفت "الراجحي" إلى أن من أبرز المشروعات المساندة لمشروع رأس الخير، بناءُ مشروع خط السكة الحديد من الشمال إلى الجنوب بتكلفة 35 مليار ريال، والبالغ طوله 1450كم، ويربط رأس الخير بمنطقة خامات الفوسفات في منجم حزم الجلاميد شمال المملكة، والبوكسايت في البعيثة في القصيم؛ لنقل ملايين الأطنان من الخامات المعدنية في هاتين المنطقتين، كما يكتمل المشروع بتأسيس ميناء رأس الخير الذي سيساهم في خدمة صادرات الصناعات التعدينية للمشروع إلى الأسواق العالمية، وكذلك استقبال ملايين الأطنان من واردات المملكة.

 

صفحة جديدة 

من جانبه عبرعضو مجلس الإدارة ورئيس اللجنة الصناعية بـ"غرفة الرياض" المهندس أسامة بن عبدالعزيزالزامل، عن سعادته وسعادة القطاع الصناعي السعودي برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- حفل تدشين مشروع مدينة رأس الخير، الذي يضم مشاريع كبرى لتعدين وتصنيع الفوسفات والألمونيوم؛ مؤكداً أن دخول المشروع مرحلة الإنتاج يفتح صفحة جديدة في مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالمملكة.

 

وتابع أن إطلاق هذا المشروع يفتح المجال أمام المستثمرين المحليين والأجانب للمساهمة في تدعيم صناعة التعدين بالمملكة، وتوفير منتجات الفوسفات والألمونيوم التي تحتاج إليها الأسواق المحلية والعالمية؛ مؤكداً أن المشروع الذي يتميز بالتكامل وتوفير كافة احتياجاته من مشروعات البنية الأساسية، يشكل إضافة قوية للمنجزات الصناعية التي شهدتها المملكة خلال العقود الأخيرة، وكان من أبرزها القاعدةُ الصناعية الكبرى في مدينتيْ الجبيل وينبع.

 

ولفت إلى أن مشروع رأس الخير الذي يدشنه خادم الحرمين الشريفين ويساهم بنحو 35 مليار ريال في الناتج المحلي الإجمالي، سيعزز النهضة الصناعية في مجال استغلال وتصنيع خامات البوكسايت وإنتاج 740 ألف طن متري من الألمونيوم المنصهر سنوياً، وكذلك تصنيع نحو خمسة ملايين طن من خامات الفوسفات سيتم تصديرها إلى الأسواق الرئيسية المستفيدة في العالم؛ فضلاً عن توفير احتياجات السوق المحلية.

 

وقال "الزامل": إن من مزايا المشروع اعتماده على التخطيط المتكامل كي تتوفر له كافة احتياجاته؛ حيث تم إقامة محطة للإنتاج المزدوج من تحلية المياه وتوليد الكهرباء، تعد الأكبر من نوعها في العالم، كما يتضمن مشروع خط السكة الحديد من الشمال إلى الجنوب بطول 1450كم، ويربط رأس الخير بمنطقة خامات الفوسفات في منجم حزم الجلاميد شمال المملكة، والبوكسايت في القصيم، لنقل الخامات المعدنية في المنطقتين لرأس الخير.

 

وأضاف أن تأسيس ميناء رأس الخير يساهم في توفير الخدمات اللوجستية وخدمات نقل صادرات الصناعات التعدينية من المشروع للأسواق العالمية، وكذلك استقبال واردات المملكة من الخارج.

 

تحول في المفاهيم 

وقال الوزير المفوض بوزارة الخارجية وعضو هيئة التدريس بمعهد الدراسات الدبلوماسية والكاتب الاقتصادي الدكتور محمد عبدالرحمن الشمري: إن الطموحات والآمال الكبرى تتحقق عندما تكون هناك إرادة وعمل صادق؛ فالأراضي الصحراوية الواسعة والسبخة الموحشة تحولت اليوم إلى واحة عمل وإنتاج ومصدر إشعاع للحضارة الإنسانية بتدشين خادم الحرمين الشريفين يحفظه مشاريع البنية التحتية لأكبر منظومة صناعية متكاملة يمكن أن تضع المملكة في طليعة خارطة التعدين العالمية، وهي خطوة مهمة في طريق الإصلاحات الاقتصادية التي تهدف إلى التقليل من الاعتماد على النفط بالتوسع في قطاع الصناعة والاستثمار الأمثل للموارد الطبيعية المتاحة، واستغلال ميزة الموقع والخبرات المتراكمة في مجال الصناعة على مدى عدة قرون منذ إنشاء مدينتيْ الجبيل وينبع الصناعيتين. 

 

وأضاف "الشمري": "وفقاً لتقديرات المتخصصين، سوف توفر المشاريع آلاف فرص العمل للمواطنين السعوديين، وسينتج عن الاستثمار في التعدين كيان اقتصادي موازٍ لأرامكو وسابك، ومن المتوقع إنشاء أكاديميات صناعية لجذب الشباب وتأهيلهم لتولي زمام الأمور في المدينة الصناعية الوليدة، وبناء المدن السكنية الحضارية لتصبح رأس الخير المدينة الصناعية الثالثة بالمملكة، وتوفير كل الإمكانات الجاذبة، وتوفير الحوافز لخلق بيئة صناعية تُحدث تحولاً في مفاهيم وقيم المجتمع السعودي؛ لتنقله من مجرد مستهلك للسلع إلى منتج ومصدر لها؛ فالإنسان مبدع بطبعه متى وجد البيئة والحوافز المناسبة التي تدفعه للعمل وتطوير مستوى حياته وتأمين مستقبل أسرته".

 

وتابع: "المطلوب في هذه المرحلة تدشين خطة إعلامية على المستوى المحلي والدولي للترويج للمدينة الوليدة، وتسليط الضوء على منتجاتها من المعادن بمختلف أنواعها، والصناعات التي تعتمد عليها لخلق ثقافة صناعية لدى المجتمع السعودي أسوة بثقافة الاستثمار في الأسهم أثناء الطفرة الاقتصادية التي شهدتها المملكة خلال السنوات الماضية، والمضيّ قُدُماً في خطة توطين الصناعة، ونتمنى أن نحتفل في المستقبل بتدشين الصناعات الثقيلة، وصناعة متطلبات الدفاع عن أمن الوطن وحدوده من السلاح بدلاً من الاستمرار في استيراده؛ تحقيقاً لما ورد في رؤية (2030)". 

 

نموذج للمدن الواعدة 

من جانبه أوضح عضو لجنة الاقتصاد والطاقة بمجلس الشوري الدكتور فهد العنزي، أن افتتاح مشروع مدينة رأس الخير الصناعية، يأتي ضمن سلسلة مشاريع الخير الواعدة التي جاءت لتلبية وتطلعات المملكة، التي تعد أكبر بلد منتج للنفط في الآوانة الأخيرة. كذلك يأتي ضمن توجهاتها المستقبلية باستغلال الثروة المعدنية في مجال صناعات متطورة؛ مبيناً أن مدينة رأس الخير الصناعية تُعَد حالياً من أهم المدن التي استطاعت أن تقدم أنموذجاً للمدن الواعدة في مجال تعدين وتصدير وتصنيع المعادن؛ خصوصاً الألمنيوم والفوسفات.

 

وأضاف: "هذه المدينة ستكمل المنظومة الصناعية الكبيرة التي ستجعل المملكة رائدة في مجال الصناعات التعدينية"؛ مثمناً حرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- على تقديم مبادرات تنموية ترتقي بالمملكة على الصعيدين السياسي والاقتصادي؛ مؤكداً أن تدشين مدينة رأس الخير الصناعية ليس بالأمر الغريب من القيادة الرشيدة؛ بل يأتي في سياق منظومة المشاريع الصناعية، التي تقدم -من خلالها المملكة- نفسها كنموذج اقتصادي مميز، يسعى لتحقيق تطلعات المواطنين من التنمية الصناعية؛ مبيناً أن هذا المشروع يعد بادرة خير في ظل رؤية المملكة 2030 وبرنامج التحول الوطني اللذين يستهدفان تطوير الصناعات التعدينية، واستثمار المعادن ومشتقاتها.

 

استخدام الطاقة الشمسية

وأوضح المتخصص في شؤون الطاقة ونائب رئيس شركة أرامكو السعودية سابقاً، عثمان الخويطر، أن افتتاح مدينة رأس الخير الصناعية تأتي ضمن رؤية 2030 التي تتضمن كل ما يضيف إلى التنمية الاقتصادية؛ مبيناً أن الصناعات التعدينية تُعَد أحد روافد الاقتصاد الجديدة بجانب البترول.

 

وبيّن "الخويطر" أن عمليات التعدين واستخلاص المواد من التربة تحتاج إلى مجهود كبير خصوصاً فيما يتعلق بالمياه، ونقل الخام أو المنتجات إلى الخارج؛ مبيناً أن أنسب طريقة للاستثمار في عمليات التعدين هي الخصخصة، ومنح رخص التعدين لشركات محلية وعالمية، مع التأكيد على توظيف وإشراك المواطن في تنمية صناعة التعدين.

 

ويرى "الخويطر" من الأهمية أن تبدأ عملية التعدين على نطاق واسع في الوقت الحاضر؛ نظراً لتوفر رأس المال؛ مطالباً باستخدام الطاقة الشمسية في مناطق التعدين لتوليد الكهرباء، لأنها الأنسب؛ نظراً للكلفة العالية للكهرباء.

 

ثروة غير مستغلة

وعد الخبير الاقتصادي فضل البوعينين، بأن مدينة رأس الخير للصناعات التعدينية تعد من أحد أهم المشروعات الصناعية التي تحقق أهداف تنويع مصادر الاقتصاد؛ خصوصاً وأن المملكة لديها الكثير من الثروة المعدنية غير المستغلة. مؤكداً أن تدشين خادم الحرمين الشريفين لمدينة رأس الخير يعكس أهميتها للاقتصاد السعودي من جهة، ويعكس أيضاً حرص القيادة الرشيدة على تحقيق أهداف تنوع الاقتصاد وتحفيز القطاع الصناعي بشكل عام؛ مبيناً أن مدينة رأس الخير الصناعية تشكل إضافة نوعية للمدن المتخصصة في السعودية؛ لأنها تضم أيضاً أكبر الموانئ في المنطقة، والعديد من الصناعات النوعية.

 

دعم صناعة التعدين

من جانبه، أشاد الكاتب الاقتصادي والرئيس التنفيذي لمجموعة المغلوث الدكتور عبدالله المغلوث، بتدشين خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- مشاريع مدينة رأس الخير؛ معتبراً أن ما حققته "سار" على مستوى التشغيل لخط التعدين يؤكد أهمية مشروع قطار التعدين، وما يلعبه من دور محوري في دعم صناعة التعدين في المملكة، وخلق فرص عمل واعدة للشباب السعودي؛ فبعد ظهور معادن الفوسفات والبوكسايت في شمال ووسط المملكة؛ كان لا بد من تضافر الجهود لإنشاء قطاع التعدين الحديث بمقاييس عالمية، وباستثمارات ضخمة لتطوير بنية القطاع التحتية ومناجمه وخطوط نقله ومصانع إنتاجه التي اختير لها موقع استراتيجي هو رأس الخير.

 

وأشار إلى العوائد المنتظرة من الخطوط الحديدية في دعم الاقتصاد الوطني، ودعم تحقيق مسيرة رؤية المملكة 2030م، ضمن خطة التحول الوطني التي يقودها الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع؛ حيث يقوم المشروع بتقديم خدمات النقل الثقيل للصناعات الكبرى للتعدين والبترول والبتروكيماويات، إضافة إلى دعم قيام استثمارات جديدة في المدن الصناعية التي تشرف عليها هيئة المدن الصناعية في مختلف المناطق، مروراً بخلق موارد مالية جديدة؛ من خلال ربط موانئ المملكة على البحر الأحمر والخليج العربي ببعضها، وتفعيل دور الموقع الاستراتيجي على مستوى الشرق الأوسط في زيادة الاستفادة التجارية من الموانئ؛ بما يدعم الاقتصاد الوطني.

 

وبيّن: "فضلاً عن تحقيق الوفر في استهلاك 75% تقريباً من الوقود المستخدم من قِبَل شاحنات النقل حالياً المدعوم من الدولة، وأخيراً يعمل المشروع على نمو المناطق التي يمرّ بها مسار سكة حديد اجتماعياً واقتصادياً وصناعياً وزراعياً وتجارياً؛ فضلاً عن قيام صناعات متطورة في الجزء الشمالي من المملكة".

 

وأكد "المغلوث" أن ثمار مشاريع مدينة رأس الخير باتت واضحة وجلية؛ من خلال استثمارات تفوق المائة وثلاثين مليار ريال، سوف تسهم بحوالى ٣٥ مليار ريال، إضافة للناتج المحلي، وتوفير 12 ألف وظيفة مباشرة، وعشرات الآلاف من فرص العمل غير المباشرة.