أحمد شوبير يكتب: المعلم وأنا

الفجر الرياضي



حسن شحاتة.. اللاعب الذى فرحت باعتزاله لأنه لن يلعب ضدى

انتصرت للمبادئ ولحسن شحاتة ورفضت تماما إشراك ميدو فى المباراة رغم محاولات سمير زاهر المستميتة


لم أحب لاعبا فى حياتى خارج النادى الأهلى مثل حبى لحسن شحاتة نجم مصر والزمالك القديم ولم أختلف مع مدرب فى حياتى قدر اختلافى مع حسن شحاتة مدرب مصر والزمالك السابق.. والحكاية لها بداية، وبدايتها من إعجابى بحسن شحاتة كلاعب من الوجه البحرى لأنه من كفر الدوار وهى مدينة قريبة جدا من طنطا ولم يأخذ حظه فى مصر نظرا لظروف الحرب وتوقف الكرة وكانت وسائل الإعلام قليلة جدا فى ذلك الوقت ولكنى على الرغم من صغر سنى كنت أتابع أخباره ونتائجه المبهرة فى الكويت ثم فرحت جدا عندما شاهدته فى منتخب مصر وهو يتألق عام 1974 فى بطولة الأمم الإفريقية بالقاهرة وبعدها فى معظم مباريات المنتخب الوطنى ونادى الزمالك وكان لاعبا موهوبا من العيار الثقيل لعب فى كل المراكز وتألق فيها حتى أنه لعب مرة حارسا للمرمى بعد إصابة الحارس إكرامى فاضطر للوقوف حارسا أمام الجزائر وكانت المفاجأة أنه تألق حتى فى مركز حراسة المرمى وكنت أشعر به مخلصا جدا متفانيا إلى أقصى درجة،

وكان يعجبنى تركيبته من الإصرار والكفاح طبعا ناهيك عن الموهبة الطاغية ولا أنسى هتاف الجماهير الشهير له: «حسن شحاتة يا معلم خللى الشبكة تتكلم» وهو لقب مازال يحمله حتى الآن لقب المعلم ثم إنه كان أول لاعب تهتف الجماهير له باسم ابنه: »حسن شحاتة يا حبيبنا وحياة كريم ما تسبنا» ولم تتح لى الفرصة لأقابله إلا متأخرا جدا فقد كنا فى زيارة للإمارات مع منتخب مصر وتمت دعوتنا إلى العشاء ويومها قابلته على طاولتى وكان معنا أحد لاعبى الزمالك فى المنتخب وكان هو قد اعتزل واتجه إلى دولة الإمارات للعمل بالتدريب فكانت سعادتى كبيرة جدا بمقابلته ولم أخجل من أن أعبر له عن إعجابى الشديد به وأن أذكره ببعض من أهدافه الجميلة بل إنى قلت له إننى كنت محظوظا أنه اعتزل قبل أن يلعب ضدى وكانت جلسة جميلة جدا لم يعكر صفوها إلا عندما وجدت هذا اللاعب الصغير يقول له: «يا حسن» بدون كلمة كابتن وهو ما أفزعنى جدا فانفعلت بشدة عليه ويومها تعجب كابتن حسن نفسه من رد فعلى وقال لى إنه مثل ابنه وأنه يدلع أبناءه دائما واستمرت علاقتى بالكابتن حسن على فترات متباعدة أقابله فى إجازاته فى مصر أحيانا ودعوته للمشاركة فى مباراة اعتزالى فلم يتأخر على الإطلاق ولبى الدعوة وكان سعيدا جدا ولكن لم تسمح الظروف بأى نوع من أنواع التعاون بيننا ولكنى تابعته عن قرب كمدرب عندما عاد لمصر وبدأ يتولى تدريب عدد من الفرق وصعد بمعظمها إلى الدورى الممتاز ولم أكن سعيدا بذلك لأنى كان لدى قناعة بأن حسن شحاتة يستحق الأفضل وهو ما حدث بالفعل عندما نجحت فى الفوز بعضوية مجلس إدارة اتحاد الكرة وتم اختيارى مشرفا على منتخب الشباب وطلب منى المجلس ترشيح مدرب للمنتخب وبالصدفة قابلت حسن شحاتة أثناء صلاة الجمعة وكان وقتها يتولى تدريب مزارع دينا وكان موقفه حرجا فى جدول المسابقة وفاتحته فى أمر تدريب منتخب الشباب فوافق على الفور.. والغريب أننى عندما عرضت الأمر على مجلس إدارة الاتحاد كان هناك اعتراض من عضو مجلس إدارة زملكاوى ورفض بشكل قاطع بل إنه أثر على آراء بعض أعضاء المجلس ولولا تمسكى الشديد وتمسك اللواء حرب الدهشورى لكان الأمر مختلفا واخترت بنفسى الجهاز المعاون له وكان إسماعيل يوسف وحسن مختار، وبدأت أولى نجاحات الكابتن حسن مع المنتخبات وفزنا ببطولة إفريقيا بجدارة وعلى الرغم من بعض المشاكل البسيطة التى بدأت تلوح فى العلاقة بينى وبينه إلا أنها كانت تتكسر جميعها سريعا بفضل تدخل إسماعيل يوسف وكان صديقا مشتركا جميلا وظللت على دعمى حتى ذهبنا إلى نهائيات كأس العالم ويومها كنا قريبين جدا من التأهل لنصف النهائى لولا عدم وجود البديل المناسب وخرجنا بصعوبة أمام الأرجنتين حامل اللقب فى الوقت الإضافى بهدف وحيد. ولم تقف مسيرة حسن شحاتة مع المنتخبات عند هذا الحد بل رشحته لتولى تدريب المنتخب الأوليمبى وللأسف لم تنجح التجربة وخرجت وخرج حسن شحاتة من الاتحاد وعاد هو لتولى تدريب الأندية وأذكر أن المهندس إبراهيم محلب سألنى عن مدرب لتدريب المقاولون العرب وكان قد هبط إلى الدرجة الثانية وسألته عن أبرز المرشحين فقال لى حسن شحاتة فأيدت بسرعة وبالفعل كانوا قد استقروا عليه لتدريب المقاولون العرب وبالفعل نجح تقريبا فى الصعود بالفريق للدورى الممتاز بل ونجح فى الفوز ببطولة كأس مصر وببطولة السوبر من الأهلى والزمالك على التوالى إلى أن تم ترشيح اسم حسن شحاتة مدربا لمنتخب مصر خلف مدرب فاشل اسمه تارديللى ويومها ساندنا جميعا هذا الاختيار وتولى شحاتة مسئولية تدريب المنتخب فى وقت صعب جدا ونجح فى تحسين نتائج الفريق فى تصفيات كأس العالم وكنا قد عدنا إلى اتحاد الكرة سمير زاهر رئيسا وأنا نائبا للرئيس يومها طلب منى سمير زاهر أن أسافر إلى ساحل العاج مع المنتخب الأول لرئاسة البعثة ووافقت على الفور ويومها خسرنا 2/صفر وخرجنا رسميا من تصفيات كأس العالم وخرجت أنا بتصريح رسمى أعلنت فيه أن حسن شحاتة لا يتحمل مسئولية الخروج وأنه مستمر مع المنتخب وأنه هو من سيقود منتخب مصر فى نهائيات كأس الأمم الإفريقية بمصر يناير 2006 وكنا فى شهر يونيو 2005 وكررت تصريحى فى أكثر من مكان ولكنى طلبت إجراء بعض التعديلات على الجهاز المعاون له بناء على طلب من بعضهم وتركت الأمر لمجلس إدارة الاتحاد إلا أننى فوجئت بحملة مدوية فى الصحف والبرامج ضدى تفيد بأنى أقود حملة للإطاحة به من تدريب المنتخب ونفيت الخبر أكثر من مرة دون جدوى ولم أفهم أبدا السبب فى ذلك حتى عرفت فيما بعد أن أحد معاونيه ظن أننى قصدته بإجراء تعديلات فى الجهاز المعاون وكان يتمتع بعلاقات قوية جدا مع الإعلام فظل يروج لكل وسائل الإعلام هذا الخبر وانتشر بسرعة رهيبة والغريب أننا كنا على أعتاب بطولة الأمم الإفريقية ولم يكن هناك داعٍ أبدا لمثل هذه الأخبار، ويومها قررت مقاطعة معسكر المنتخب تماما وأوقفت كل الاتصالات مع حسن شحاتة واكتفيت ببرامجى التليفزيونية إلى أن فوجئت باتصال هاتفى من السيد علاء مبارك يطلب مقابلتى ولبيت دعوته ويومها وكعادته قابلنى فى منتهى الأدب والتواضع والاحترام ولا أنسى ما قاله لى «أنا حاسس إن فى كهرباء فى العلاقة بينك وبين الكابتن حسن والدنيا مش مستحملة وأنا عايزك تيجى معايا التدريب دلوقت». وطبعا وافقته على الفور وتوجهت معه إلى التدريب ووجدنا وسائل الإعلام وكانت لفتة طيبة من علاء مبارك واعتقدت أن الأمور انتهت عند هذا الحد ولكن يبدو أن هناك من كان يوسوس دائما للكابتن حسن بأننى ضده ولا أعرف من أوحى له بهذا لأننا وبعد فترة قليلة جدا من هذا الصلح حدثت مشكلة ميدو وحسن شحاتة الشهيرة ويومها انتصرت للمبادئ ولحسن شحاتة ورفضت تماما إشراك ميدو فى المباراة ورغم محاولات سمير زاهر المستميتة لإشراكه فى المباراة ولكن وفجأة وجدت نفسى طرفا فى مؤامرة لخسارة مصر بعدم موافقتى على إشراك ميدو ثم فجأة أصبح إشراك ميدو تحطيما لكل المبادئ والقيم ولم أعد أفهم شيئا على الإطلاق وظللت على موقفى الواضح حتى انتهت البطولة وفزنا بها وكرمنا الرئيس مبارك، ويومها أشاد بحسن شحاتة إشادة كبيرة وتسابقت وسائل الإعلام فى الإشادة بالرجل وانتصاره وعاشت مصر فرحة طاغية إلى أن فوجئت بحديث للكابتن حسن فى إحدى المجلات العربية يتهمنى به بأننى كنت ضد المنتخب وأننى كنت أحارب الجهاز الفنى وأتمنى الخسارة لمنتخب مصر وبصراحة جن جنونى ووقفت أمام تجديد التعاقد معه وظل الأمر معلقا لمدة شهرين تقريبا إلى أن قام بعمل حديث آخر نفى فيه كل ما قاله وأكد أن الحوار تم تحريفه وانتهت الأزمة من جديد وبدأ الاستعداد للقادم وكانت بطولة الأمم الإفريقية فى غانا وأذكر أننا تعاقدنا مع الكابتن الجوهرى كمدير فنى لاتحاد الكرة ويبدو أن هذا الأمر أغضب الكابتن حسن قليلا إلا أنه تم الاتفاق مع الجوهرى أن يبتعد عن الفريق الأول وهو ما كنت أرفضه لأن المدير الفنى مسئول عن كل المنتخبات ولكن هذا ما حدث ولعل من أهم أسباب عدم نجاح تجربة الجوهرى هو ابتعاده عن الفريق الأول ولا أنسى يوم أن خسر حسن شحاتة مباراة ودية فى اليابان 4/صفر وانقلبت عليه كل وسائل الإعلام ووقفت بجواره بشدة ويومها تصاعدت بعض الآراء بإقالته وتولى الجوهرى المسئولية ولكنى رفضت بشدة ويومها عادت العلاقات طيبة مع الكابتن حسن من جديد وسافر الرجل إلى غانا وأصبحت أنا رئيسا للاتحاد لوجود سمير زاهر معه هناك وأذكر أننا قدمنا عروضا رائعة وتصدرنا مجموعتنا بجدارة وكنت كالعادة أقود الاستوديو التحليلى وكانت إشادتنا عظيمة بالفريق ونتائجه طبعا مع بعض النقد من الاستوديو التحليلى وهو أمر طبيعى للغاية واستمر نجاح المنتخب وفزنا على أنجولا وصعدنا إلى الدور التالى وفوجئت بسمير زاهر يطلب منى سرعة صرف المكافآت للاعبين والجهاز الفنى واندهشت بشدة فاللاعبون فى غانا ومن سيصرف المكافآت ثم فوجئت بحملة جديدة فى البرامج والصحف والمجلات عن أننى أعطل مسيرة المنتخب وأرفض صرف المكافآت للفريق ومناشدات وهجوم وأنا فى غاية الدهشة والاستغراب مما يحدث على الرغم من أننى أصلا لم أرفض التوقيع على الشيكات لأنها جاءت متأخرة وفزنا بالبطولة وتوجهنا إلى الإمارات حيث تكريم دولة الإمارات السخى جدا والشهير بواقعة العلب ووقتها انقطعت تماما العلاقة من جديد بينى وبين الكابتن حسن إلى أن فوجئت من جديد هذه المرة باتصال من مكتب الأستاذ جمال مبارك طالبا المقابلة وذهبت فوجدت المهندس حسن صقر رئيس المجلس القومى للرياضة وسمير زاهر رئيس الاتحاد بوجود الأستاذ جمال مبارك وتحدث الرجل طويلا عن العلاقة المتوترة بينى وبين الكابتن حسن فى وجود الثنائى صقر وزاهر وقال الرجل إننا نحلم بالتأهل لكأس العالم ويجب التكاتف والمساعدة للوصول ولا يصح أن تكون علاقة نائب رئيس الاتحاد بمدرب المنتخب سيئة لهذه الدرجة وسألنى هل الأفضل أن يستمر الكابتن حسن أم لا فأجبت بأن من يطلب رحيل الرجل الآن مجنون فطلب معرفة سبب التوتر فأقسمت له أنىن لا أعرف، فقال لى الكابتن حسن هنا وسنجلس جيمعًا وحدث بالفعل ولا أنسى الحوار تفصيلا حيث طلب من الكابتن حسن معرفة سبب غضبه فقال إننى أهاجمه فى الاستوديو التحليلى وأننى رفضت توقيع الشيكات الخاصة بالمكافآت فضحك الأستاذ جمال وقال له كل دى هواجس وعلينا أن نلتف حول المنتخب وخرجنا والعلاقات مقبولة واستمرت فى التصاعد مرحلة بعد أخرى وخرجت من اتحاد الكرة وارتاح حسن شحاتة من صداعى ولكن بعد ذلك خرج حسن شحاتة نفسه من الاتحاد تماما بعد فشله فى تصفيات 2012 ويومها أذكر أن سمير زاهر ذهب إليه فى منزله وطلب منه تقديم الاستقالة كطلب من قيادات الدولة واتهموه وقتها بأنه رجل مبارك وأشياء كثيرة وكالعادة وقفت أنا بجواره بشدة فى مواجهة حملة ضارية وعادت العلاقة قوية جدا بينى وبينه ولكن بعيدا عن المناصب لا أنا فى اتحاد الكرة ولا هو مدرب للمنتخب.