معرض فنى بـ«الزمالك» لتخليد «الأرمن» .. والتبرع بالربح لـ«تحيا مصر»

العدد الأسبوعي

قاعة بيكاسو بالزمالك
قاعة بيكاسو بالزمالك - أرشيفية


«للصدف فى حياة كل منا حكاية، تأخذك دون تخطيط إلى طريق ربما لم تطأه مخيلتك قط، تفتح لك شبابيك تطل منها على قصص لن تسردها لك سوى التجارب الشخصية».. بهذه الكلمات استقبلتنا الدكتورة ريهام عفيفى، استشارى جراحة تجميل العيون والنظام الدمعى بدبى.

قالت: إلى جانب عملى كطبيبة رزقنى الله موهبة الرسم، وأنا بصدد افتتاح أول معارضى غدًا الجمعة فى الساعة ٧:٣٠م، على أن يستمر إلى الـ10 من مساء السبت بقاعة «بيكاسو» فى حى الزمالك، وسيحتضن المعرض أكثر من 80 لوحة مرسومة بالألوان المائية والزيتية، لمناظر طبيعية ومعمارية ورموز أرمينية، وبشكل شخصى لعبت الصدفة دورًا بارزًا فى حياتى، فقبل ثلاثة أعوام لم أكن أعلم أى شىء عن الأرمن، سمعت عنهم كثيرًا لكن دون اهتمام.

نحن كأطباء تفرض علينا الحياة المهنية تفرغا ذهنيا تاما للعلم، فالتطور الطبى سريع جدًا، وعلى الأطباء باختلاف تخصصاتهم مواكبة ذلك التطور، وإلا نواجه مصيرًا حتميًا بالاندثار، طلبت العلم حتى قادنى حظى ذات يوم إلى مقابلة الدكتور أرمن وأسرته وبعض أفراد الجالية الأرمينية بمصر، تعلقت بهم لما لمسته فيهم من وفاء وحب للعمل والحياة، أدهشتنى قدرتهم على العطاء دون انتظار أى مقابل.

وأضافت: يتمتع الأرمن بوعى كبير، فهم على قدر كبير من الثقافة وإبداعهم الفنى فى شتى المجالات خير شاهد على ذلك، علاوة على تاريخ حافل بالأحداث، اكتشفت تقاربًا غريبًا بين التاريخ الأرمينى والمصرى، حيث انتمى البلدان للدولة العثمانية، ثم انقلب العثمانيون على الأرمن، واغتالوا علماءهم ومفكريهم وفنانينهم، وتطور الأمر سريعًا إلى قتل وتهجير أكثر من مليون أرمينى، لينتشروا فى مختلف دول العالم.

مع بداية عام 2015 زاد ارتباطى بهم، وعملت معهم فى تصميم الجرافيك، وذلك بالتزامن مع ذكرى مرور ١٠٠ عام على مذابح الإبادة الأرمينية بأيدى الأتراك العثمانيين، وطلب منى الدكتور عمل كتاب مصور عن أرمينيا، وحجز لى تذكرة طيران ضمن وفد من الإعلاميين والفنانين لإحياء ذكرى الإبادة هناك فى أرمينيا، وبالفعل سافرت، حتى أتعرف على الأرمن عن قرب، ولأشتم عبق تاريخهم الضارب بجذوره فى أرضهم رغم عمليات الإبادة والتهجير.

تعلمت منهم دروسًا لم أتعلمها من شعب قبلهم، فهم يبنون فى غير أوطانهم، يضعون بصمتهم فى الأرض بما يضمن الخير للبشرية، دون الالتفات للدين أو الجنس أو اللون، ومستشفيات الأرمن التى أسسوها فى مصر خير دليل على ذلك، بالإضافة إلى دور رعاية الأطفال غير القادرين، ومشاريع إعادة التشجير وغيرها، عدت من أرمينيا وعقلى لا يكف عن التفكير فى هذه التجربة الإنسانية الثرية، ومن وجهة نظرى فإنه لزامًا على الجميع النظر إلى التجارب الأرمينية والتعلم منها.