مطلع العام القادم.. «البحرية» تتسلم الـدفعة الثانية من الغواصات الألمانية «تيب 209»

العدد الأسبوعي

الغواصة الالمانية
الغواصة الالمانية "تايب 209"


عسكريون: تتمتع بقدرات قتالية هائلة.. وتؤسس مع «ميسترال» لقوة مصر الضاربة

يستعد سلاح البحرية المصرى لاستلام الدفعة الثانية من الغواصة الألمانية طراز «تيب 209» مطلع العام القادم، وفقًا للصفقة العسكرية التى عقدتها مصر مع ألمانيا، للحصول على 4 غواصات بحرية، ضمن خطة التطوير والتحديث التى أنتهجتها القوات المسلحة منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى حكم البلاد.

وتهدف الصفقة إلى رفع الكفاءة القتالية للبحرية المصرية، وتطوير معداتها، تحسبًا لكافة الظروف والتهديدات التى تحيط بالمنطقة ومصر تحديدًا، علاوة على فرض الحماية اللازمة على سواحل البحر الأحمر شرقًا والمتوسط شمالا، بعد تهميش دور أغلب جيوش الشرق الأوسط بصفة عامة والمنطقة العربية على وجه الخصوص.

وتتمتع الغواصة الألمانية «تيب 209» بقدرات قتالية هائلة من ناحية التسليح، ما يجعلها قطعة حربية هجومية من الطراز الأول، علاوة على قدراتها التكنولوجية الفائقة، فضلا على قدراتها الدفاعية فى التصدى للألغام البحرية، وامتلاكها الصواريخ المضادة للسفن والطوربيدات البحرية، وبها نظام معقد، يضمن لها إنتاج جزء من وقودها، وبداخلها محرك من الديزل، وسونار بحرى متطور، والعديد من وسائل الحرب الإلكترونية والرادارات المختلفة .

وعلق اللواء أركان حرب محمد عبدالله الشهاوى، الخبير العسكرى والاستراتيجى بكلية القادة والأركان على الصفقة قائلا: تعتمد مصر على تطوير قدراتها القتالية والاستعداد لأى تهديدات محتملة على كافة الأصعدة، برًا وبحرًا وجوًا، ما يجعل تحديث وتطوير سلاح القوات البحرية أمرًا حتميًا على القوات المسلحة؛ لحماية سواحل مصر شرقًا متمثلة فى البحر الأحمر، وشمالا متمثلة فى البحر الأبيض المتوسط.

وفى سبيل تطوير البحرية المصرية امتلكنا الآن أسطولين بحريين، أولهما أسطول بحر الشمال لـ«المتوسط»، وثانيهما أسطول بحر الجنوب لـ«الأحمر»، لذلك كان لزامًا علينا تجهيز كل أسطول بالقطع البحرية المقاتلة المناسبة له، حتى يكتمل تشكيل كل أسطول على حدة هجوميًا ودفاعيًا، وتجب الإشارة إلى أن مصر هى أول دولة عربية وإفريقية تمتلك أسطولين بحريين، ما يعزز قوتها الضاربة التى أصبحت وبشهادة العدو قبل الصديق لا يستهان بها .

وأضاف «الشهاوى»، تنتهج كل دولة سبيلا معينًا يكفل لها حماية سواحلها بما يتراءى لها، وذلك بالاعتماد على التشكيلات المناسبة لقواتها البحرية والأسطول الخاص بها، فمثلاً يعتمد النموذج الروسى فى تأمين حدوده البحرية على غواصات الديزل مع بعض قطع السطح، خصوصًا «الكورفيتات» ذات الإزاحة الصغيرة نسبيًا، بالاضافة إلى قوارب الصواريخ، وأشهرها «البويان»، ويتبنى «الكريملن» اتجاهًا قويًا الآن لزيادة أعداد الطائرات ثابتة الجناح المضادة للغواصات.

أما النموذج الأمريكى فيعتمد على تكوين شبكة من المستشعرات الخاصة بالغواصات مع طائرات «البوسيدون»، لعمل مظلة حماية مضادة للغواصات، مع مساعدة من السفن المجهزة بتقنيات تضمن لها السيادة على المياه الضحلة، أما فيما يخص مصر، فتعاقدنا على «كورفيتات» مناسبة تمامًا للأعماق الكبيرة، ما يعنى اتجاهنا لتشكيل وحداتنا البحرية المقاتلة على نمط قريب من النموذج الأمريكى، بحكم تأثير ميسترال، التى تعتبر النواة الحقيقية لنقلة نوعية للبحرية المصرية.

واعترف اللواء أركان حرب طلعت موسى، أستاذ العلوم العسكرية والاستراتيجية بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، بأنه فى ظل التهديدات المتصاعدة فى منطقة الشرق الأوسط عمومًا والمنطقة العربية خصوصًا، وبعد انهيار معظم جيوش المنطقة العربية فى السنوات الخمس الماضية، كان تطوير المؤسسة العسكرية حتميًا؛ لرفع قدراتها القتالية وتحديث وصيانة معداتها، لمواجهة الإرهاب.