د.دينا أنور تكتب: فيه ألف "حبارة" بيتدربوا على قتل جنودنا

مقالات الرأي

د.دينا أنور
د.دينا أنور


أخيرا تم تنفيذ حكم الإعدام في الإرهابي عادل حبارة، بعد أن أيدت محكمة النقض حكم إعدامه وستة آخرين، ذلك العنصر الإجرامي الداعشي الذي كان مسئولاً عن العديد من العمليات الإرهابية الإجرامية تجاه الجيش المصري، والذي كان العقل المدبر لمذبحة رفح الثانية التي راح ضحيتها ٢٥ مجنداً من الجيش المصري، وكانت له يد كذلك في مذبحة رفح الأولى التي نفذوها على الحدود المصرية الإسرائيلية عام ٢٠١٢م ، وراح ضحيتها ١٦ ضابطاً ومجنداً وأصيب سبعة آخرون، كما كان المنفذ لتفجيرات دهب وطابا عام ٢٠٠٤م، فعل كل هذا طوال ١٢ عاماً، ولم يصدر حكم الإعدام بحقه سوى قبل أيام، وكما يقول المثل الشعبي "بعد خراب مالطا"..!

فيبدو أنه كتب علينا كمصريين أن نحيا في حالة حداد وحزن متواصلين على رجال  شرطتنا و قواتنا المسلحة الذين يلقون حتفهم بين الحين والآخر على أيد غاشمة ومجرمة, ليس فقط في ساحة المعركة وعلى أرض سيناء التي أصبحت بؤرة إرهابية خطيرة للميليشيات الجهادية التكفيرية, التي لا زالت تحاول الثأر للرئيس الإرهابي المخلوع "محمد مرسي", بل أيضا في شوارع القاهرة وعلى قارعة الطريق وعلى مرأى ومسمع من المواطنين, كما حدث في تصفية العميد أركان حرب "عادل رجائي" أسفل منزله في مدينة العبور، وكما حدث في الهجوم الإرهابي على كمين الشرطة في شارع الهرم..!

لا أفهم لماذا كل هذا التخاذل مع الإرهابيين والدواعش وأقرانهم من السلفيين، نحن كمن يعلم مكان البئر ولكنه يصمم على معاناة العطش، الأمر لا يتحمل الروتين والإجراءات القضائية المتباطئة والمعقدة، هناك ضحايا يموتون كل يوم من المدنيين ورجال الشرطة والجيش، والوقت الذي تستغرقونه للقبض والمحاكمة لهؤلاء السفاحين ما هو إلا تربة خصبة لإعادة إنتاج المزيد منهم، رغم عدالة الحكم ضد حبارة وزملائه إلا أنه لا طعم له وليس إلا حفظاً بسيطاً لماء وجه النظام أمام التخاذل الواضح في الثأر لضحايا الوطن بسبب تحالف الدولة مع السلفيين وتطبيق أفكارهم سراً وعلناً، والإصرار على الإبقاء على النزعة الكهنوتية الفوقية لرجال الأزهر والأوقاف الذين يحملون في ثنياتهم كثيراً من الدواعش المستترين والسلفيين غير المعلنين..!

على أية حال إعدام حبارة ما هو إلا نقطة في بحر، هناك ألف حبارة يتم تدريبه في السرادقات السرية وعلى صخور جبل الحلال في سيناء استعداداً لحصد الأبرياء وتصفية دماء جنود مصر وشرطتها وجيشها الذي يرونه منقلباً على أمير المؤمنين، حكم إعدامه جاء متأخراً، لا يسمن ولا يغني من جوع، ولا يشفي صدور قوم تكبدوا الحسرة على أبنائهم المغدورين، هو فقط "تستيف" أوراق كما يفعل الموظف الحكومي في نهاية السنة المالية من كل عام، ولا عزاء للدم المصري الذي لن يغسله سوى إقصاء السلفيين وإبعاد حلفائهم عن المشهد السياسي والإجتماعي في مصر كما حدث مع جماعة الإخوان المسلمين، وإلا فسنظل دائماً نكرر مقولة الزعيم "سعد زغلول" مافيش فايدة!